المناخ وإفريقيا
إن تأثيرات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان تحدث الآن، ولا رجعة فيها بالنسبة لمن هم على قيد الحياة اليوم، وستزداد سوءًا ما دام البشر يضيفون غازات الاحتباس الحراري إلى الغلاف الجوي.
تغير المناخ العالمي ليس مشكلة مستقبلية، فالتغيرات في مناخ الأرض مدفوعة بالانبعاثات البشرية المتزايدة لغازات الاحتباس الحراري التي تحبس الحرارة، ولها بالفعل تأثيرات واسعة النطاق على البيئة، الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية تتقلص، والأنهار والجليد في البحيرة يتفكك في وقت مبكر، والنطاقات الجغرافية للنباتات والحيوانات تتحول، والنباتات والأشجار تزهر عاجلًا.
الآثار التي توقع العلماء منذ فترة طويلة أنها ستنجم عن تغير المناخ العالمي تحدث الآن، مثل فقدان الجليد البحري، وارتفاع مستوى سطح البحر المتسارع، وموجات الحرارة الأطول والأكثر كثافة.
ويعتمد حجم ومعدل تغير المناخ والمخاطر المرتبطة به بشدة على إجراءات التخفيف والتكيف على المدى القريب، ودرجة حرارة الأرض الآن حوالي 1،1 درجة مئوية ومن المتوقع أن يصل متوسط درجة الحرارة العالمية أو تتجاوز 1.5 درجة مئوية وهو الهدف العالمي وفقا لاتفاقية باريس للحفاظ على درجة حرارة الأرض عند ذلك المستوى، وكل تأكيدات العلماء أنه عند تخطي ذلك المستوى فهناك تهديد مباشر على حياة الإنسان على كوكب الأرض.
وسوف تصبح الأعاصير أقوى وأكثر حدة والمزيد من موجات الجفاف والحرارة، وهو ما نشهده بالفعل ومواسم أطول لحرائق الغابات، وفي سيناريو انبعاثات عالية يرتفع مستوى سطح البحر بسبب المياه المضافة من ذوبان الجليد الأرضي.
و رغم مشاركة تلك القارة المسكينة إفريقيا بأقل نسب في الانبعاثات العالمية التي لا تتجاوز 3%، إلا أنها أكثر المتضررين، ولا تلقى الدعم الكافي لما تسبب به الأخرون، ومن المتوقع معاناة حوالي 100 مليون إفريقي تحت خط الفقر، بحلول 2030، وإن كان لابد من تكاتف جميع الدول الإفريقية للمطالبة بحقهم في التعويض من خلال الاستثمار في برامج التكيف والمساعدات، وقد لعبت مصر دورًا محوريًا للدفاع عن حقوق القارة بأكملها من خلال مؤتمر cop 27 والقرار التاريخي لإنشاء صندوق الخسارة للتعويض جراء الكوارث الناتجة عن تغير المناخ، ولكن وجب إصلاح ما تم إتلافه بشكل أكثر إلزامية من خلال التشريعات والكيانات الدولية.
