هل حب الحياة ينافي التدين؟.. مفتي الجمهورية السابق يرد
أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بـ الأزهر الشريف على سؤال ورد إليه نصه: هل التشدد الديني سبب من أسباب أن يتصور البعض أن حب الحياة ينافي التدين؟
وقال مفتي الجمهورية السابق في تصريحات تلفزيونية، إنه شاع في أدبيات التي تبناها أهل التطرف والعنف أن الدنيا والآخرة لا يجتمعان في قلب مؤمن؛ ولذلك يرغب بكره الدنيا وكره الناس ويريد أن يموت اليوم قبل الغد.
وتابع جمعة: هذا شعور خبيث أتى من مفهوم غاية في الخطأ ضلال، فالله عز وجل أمرنا بحب الحياة، وأمرنا بأن ندعوا بها، وأمرنا بألا ننساها، وأمرنا بالتكاليف فيها وعمارة الأرض وصاحبنا يريد هدم كل ذلك، ولذلك الحديث الذي أخرجه الأصبهاني حديث مهم في هذا المجال قال: الإنسان بُنيان الله ملعونٌ من هدمهُ.
الدنيا جزء من الآخرة والعكس صحيح
وأردف، فكلمة هدمه تعطي لك دلالات كثيرة؛ كأنه هدم عمارة أو منزل من قتل إنسان، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، فالله عز وجل أرشدنا إلى حب الحياة، فهؤلاء الجماعة فهموا بشكل خاطئ وهو أن الدنيا ضد الآخرة، والدنيا ليست ضد الآخرة بل الدنيا جزء من الحياة، والآخرة جزء من الحياة، ونحن أمرنا بحب الحياة.
وأضاف جمعة: ونحن نحب الدنيا وبنحب الآخرة، فنحن نحب الاثنين، فنحن لا نريد الدنيا دون الآخرة ولا الآخرة دون الدنيا فسوف نكون مثل الشخص الذي قُطعت رجلاه، فالله عز وجل خلق لنا عينان ويدان ورجلان، فلا يجوز من كل هذه الأشياء واحد فقط من هذه الأعضاء كان ناقصًا، فالذي يأتي بالدنيا دون الآخرة والعكس فيكن ناقصًا فلا بد من الأثنين.
واختتم: الجماعة الإرهابيين انطلقوا من أن الدنيا والآخرة أعداء، وهذا الاعتقاد فاسد من فهم فاسد لبعض النصوص التراثية، وإنما استعمال الدنيا كمزرعة للآخرة، لأنها تدخل له فوائد وهكذا.