إحسان الشحات ورمضان صبحي.. كيف أثرت صلة القرابة سلبيا على لاعبي الكرة المصرية؟

صلة القرابة أحيانا تكون ميزة كبيرة لك في عالم كرة القدم ليساعدك في الظهور والحصول على فرصة أو تمييز بينك وبين الآخرين، خاصة إذا كانت صلة القرابة هذه أخ أو أب ويكون أسطورة أحد الأندية، ليكن عامل مساعد كبير لك خاصة إذا كنت في بداية حياتك الكروية، بل وقد يساهم في شهرتك ونجوميتك أيضا، بعيدا عن مستواك وتميزك بالطبع.

ولكن في الوقت نفسه وفي قصتنا هذه بالتحديد، كانت صلة القرابة نقمة وسبب مشكلات كثيرة بل وعامل كبير في الاندثار وأثرت بشكل سلبي في مسيرة لاعبين بالكامل وتسببت في عداوات بين أساطير وجماهيرهم.

هل تحتاج الكرة الإيطالية إلى فضيحة جديدة لصناعة المجد؟

من الانتحار إلى الاعتزال.. الجماهير والعنصرية أزمة لا تنتهي في ملاعب كرة القدم

سيف جعفر ويوسف نبيه ينضمان إلى بيراميدز 

وخرج هاني سعيد مدير الكرة بنادي بيراميدز، في تصريحات تليفزيونية، يؤكد أن النادي أنهى الاتفاق مع الثنائي سيف فاروق جعفر ويوسف أسامة نبيه لاعبا فريق الزمالك بشكل نهائي، وسيتم الإعلان عن الصفقة رسميا خلال الأيام القليلة المقبلة.

ومنذ انتشار التكهنات والتقارير الصحفية برحيل هذا الثنائي إلى بيراميدز، وهناك موجة غضب وهجوم شديدة من جانب جماهير الزمالك، ولكن هذه الموجة لم تلحق بالشبان فقط ولكنها طالت أبويهما أسامة نبيه وفاروق جعفر أسطورتي الفارس الأبيض على مدار تاريخه، ودخلا مشكلات عديدة بسبب نجليهما بل وصل الأمر إلى اتهامهما بالخيانة وإلزامهما بإقناع اللاعبين عن الرجوع في قرارهما.

قصة الشحات تعود إلى الأذهان 

وتأثر جعفر ونبيه بشكل كبير بالهجوم عليهما بشكل كبير وأبديا حزنيهما، ليكونا أحد أبرز الأمثلة إلى النقمة التي قد تسببها صلة القرابة التي ذكرناها، ولكنها أعادت إلى أذهاننا واحدة من القصص المحزنة التي سببها هذا الأمر، والتي لم تحصل على حقها بشكل كافٍ، وهي قصة إحسان الشحات شقيق إكرامي أسطورة حراسة المرمى في النادي الأهلي.

بالطبع هناك صلة قرابة وأشقاء كثيرين مروا على تاريخ الكرة المصرية، سواء كانت بين الأشقاء أو لاعب ونجله، أمثال أحمد وأكرم توفيق، وصالح وعبد الله جمعة، وعائلة الفار التاريخية، وطارق وصالح سليم، وحسام وإبراهيم حسن، ولكن كل هؤلاء وغيرهم لم تحدث بسببهم أي مشكلات مؤثرة سواء كانوا يتنافسون في القطبين الأهلي والزمالك، أو متواجدين في نفس الفريق، ولكن قصة إحسان وإكرامي مختلفة بشكل كبير.

إحسان هو الشقيق الأصغر لـ إكرامي الشحات أسطورة النادي الأهلي، ولكنه لم يكن من مشجعي الأهلي فمنذ صغره وهو من محبي الزمالك ومشجعيه وأظهر ذلك منذ بدايته في الملاعب، حيث بدأ مع المقاولون العرب ولكنه لم يشارك معهم في مباريات بسبب صغر سنه ووجود حراس مرمى أساسيين ونجوم في ذئاب الجبل في ذلك الوقت، فكانت فرصه قليلة جدا.

وخلال تواجده في أحد معسكرات المنتخب العسكري تابعه زكي عثمان المدير الفني للزمالك خلال أحد الوديات، وأقنعه بالانضمام إلى الأبيض وبالفعل وافق إحسان على الفور وقام بالتوقيع مقابل راتب ضخم في الثمانينات وسط سعادة كبيرة سيطرة على اللاعب، ولكنه لم يكن يعلم ما ينتظره.

في ذلك الوقت كان حمادة إمام أسطورة نادي الزمالك هو مدير الكرة بالفريق الأول، ولم يكن مقتنعا بأن إحسان شقيق إكرامي الشحات نفسه زمالكاوي، لذلك ظل حارس المرمى الشاب حبيسا للدكة في القلعة البيضاوي، بالرغم من أنه كان أحد أفراد الجيل الذي حصد دوري أبطال إفريقيا سنة 1986، ولكنه لم يحرس عرين الفريق في أي مباراة هامة.

وظل الوضع كما هو خاصة مع رحيل زكي عثمان أكثر المدافعين عن إحسان، ولكن ظلت قناعات حمادة إمام كما هي ليرحل حارس المرمى عن الفريق ولم يستفد أو يبرز اسمه طوال عامين تواجد خلالهما داخل القلعة البيضاء، وانضم بعد ذلك إلى السكة الحديد ثم الصفاقسي، وظل في الملاعب ولم يحصل على أي شهرة سوى أنه شقيق إكرامي الشحات، حتى اعتزل اللعب واتجه إلى التدريب وتواجد في أكثر من محطة سواء رفقة الصفاقسي أو المقاولون العرب، وعاد للنادي الأبيض مرة أخرى كمدربا لحراس المرمى الناشئين، وحقق مسيرة تدريبية ناجحة ولكن ظل اسمه غير لامعا بسبب شقيقه الأكبر.

تكرار الأمر مع إكرامي بسبب رمضان صبحي 

وبعد مرور سنوات طويلة بدأ الابن يظهر في الملاعب ولمع نجم شريف إكرامي ليكن الحارس الأساسي لعرين النادي الأهلي، ولكن تكررت مرة أخرى نقمة صلة القرابة وللمصادفة كانت داخل عائلة الشحات ولكن بشكل مختلف، فبعدما قضى إكرامي الابن 12 عاما تقريبا داخل القلعة الحمراء جاء زوج أخته رمضان صبحي ليقنعه -حسب ما انتشر وقتها- بالرحيل عن الأحمر والانضمام إلى صفوف بيراميدز واقتنع بالأمر وانضم إلى السماوي في عام 2020، لينال الأب والابن هجوم حاد من الجماهير وموجة انتقادات عارمة.

والآن يواجه أسطورتي الزمالك أسامة نبيه وفاروق جعفر نقمة جديدة من الجماهير بسب نجليهما وانضمامهما لبيراميدز، والأول خرج يبدي عدم ممانعته في الأمر بينما الثاني أكد أنه ليس على تواصل مع نجله منذ عدة سنوات بسبب خلافات أسرية، ولكنهما لقيا نفس المصير والهجوم الحاد من الجماهير بالرغم من تاريخهما الحافل مع القلعة البيضاء الذي لا ينكره أحد، فهل سنرى مجددا تأثيرا سلبيا من صلة القرابة على اللاعبين في مصر.