عمر هاشم: الرسول رأى الهجرة النبوية في منامه.. ولم يأذن لـ علي بن أبي طالب بالهجرة معه
قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بـ الأزهر الشريف، إنه من اللحظات الأولى لنزول الوحي على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو في غار حراء ونزلت الآيات الأولى "اقرأ"، ونزل الرسول عليه السلام إلى خديجة وقال "زملوني"، ثم أخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل فقال لها: هذا هو الناموس الذي نزله الله على موسى، وقال للرسول أنه سيهاجر.
هل رأى النبي الهجرة في المنام قبل أن يفرضها الله عليه
وتابع عمر هاشم: قال ورقة للرسول، إنه لم يأت نبي بمثل ما جئت به إلا عودي من قومه، فتيقن الرسول في هذه اللحظة أنه سيهاجر من مكة إلى المدينة المنورة، وشاهد الرسول عليه السلام الهجرة النبوية في رؤيا منامية قبل أن يفرضها الله عليه وعلى المسلمين، فقد أذن الله تعالى لرسوله بالهجرة.
وأكمل عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: وأذن لأصحاب الرسول أن يهاجروا معه، وعندما قام بالخطوة الأولى للهجرة تساءل هل سأعود لمكة؟، فجاءه الرد الإلهي: "إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد"، فتيقن الرسول عليه السلام أنه سيعود إلى مكة.
أذن الرسول لأصحابه بالهجرة ما عدا علي بن أبي طالب
وأكد الدكتور عمر هاشم: أذن الرسول لأصحابه أن يخرجوا للهجرة، إلا واحد وهو علي بن أبي طالب، والذي لم يهاجر مع الرسول بل هاجر بعده بأيام، ليرد الودائع التي كانت عند الرسول لهؤلاء الناس، فهم كانوا لا يأتمنون أحدًا إلا رسول الله، وهذا دليل أن مخالفتهم له لم تكن إلا مخالفة عن عناد فهم كانوا يعلمون أنه الصادق الأمين وكانوا يعلمون أنه عليه الصلاة والسلام عند حسن ظنهم.
وأوضح أنه قبل خروج الرسول من منزله أمر علي بن أبي أطالب أن يبيت في فراشه، وفي لحظة خروج الرسول من بيته كان يردد الآية القرآنية (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ)، وألقى بعدها على وجوه القوم المشركين الذين كانوا أمام منزله التراب ومر من أمامهم ولم يلحظوه.
عبدالله بن أريقط دليل الرسول في الهجرة
وأضاف: وعندما مر الرسول وخرج، سأل أحدهم كيف لم تهجموا عليه؟ قالوا: سمعنا أصوات نسوة في المنزل، فخفنا أن يقال عنا هجموا على بنات عمومتهم، وبالرغم من كونهم مشركين وذهبوا ليفعلوا أسوأ الجرائم، إلا أنهم راعوا الأداب والتقاليد.
وأكمل: ثم هاجر الرسول من مكة إلى المدينة وكانت هجرته محفوفة بالمكاره والخطورة لدرجة أنه أخذ دليلا له ليدله على الطريق، وهو عبدالله بن أريقط، وهو لم يكن مسلمًا ومع ذلك استأمنه الرسول ليقود الدابتين للرسول وأبي بكر في الهجرة، موضحًا أن هذا يطلعنا على جواز أن نستأمن غير المسلمين ونثق بهم.