ونس الرحلة وبنكمل بعض.. حكاية 8 أصدقاء جمعهم الكرسي المتحرك وغيّر حياتهم
لم يكن يعلم محمد يسري، أن وجوده لتلقي العلاج في أحد المستشفيات سيكون بوابة لعالم جديد يشق له الطريق للعثور على ونس رحلة الدنيا.. مجموعة من الأصدقاء جمعتهم الظروف والكراسي المتحركة والعلاج تحت سقف واحد، ولم يتوقف الأمر عند الرفقة في العلاج بل توطدت العلاقة بينهم ليصبحوا أصدقاء وعونا لبعضهم في الكرب قبل الفرح متعاهدين على بقاء الود.
«صحبة طيبة وجميلة كلها أمل وتفاؤل وطموح.. ناس نقية وأوفياء»، بتلك الكلمات يصف يسري صاحب الـ 30 ربيعًا صحبته، موضحًا أنه تعرض لحادث منذ 10 سنوات فقد على إثره الحركة، وانقلبت معه حياته رأسًا على عقب، حتى التقى بأصدقائه الذين جمعتهم الصدفة معا للخضوع للعلاج بمستشفى لمدة عام ونصف العام منذ ثماني سنوات، وبعد تركهم للمستشفى أخذوا عهدا على أنفسهم بالبقاء على وصل دائم وبقاء الود ليتبادلوا الخبرات سويًا يهونون الوجع ويتقاسمونه معًا فجميعهم بظروف ووضع واحد.
يقول محمد، بنبرة يملأها الحب والعرفان لرفاقه الـ 8، خلال حديثه مع القاهرة 24: « كلنا كنا على كراسي متحركة، قعدنا فترة بالمستشفى.. تعرفت على فرد ثم قابلنا الثاني وهكذا حتى أصبحنا جروب من 8 أصدقاء، نتقابل ونشوف بعض نحمس بعض للعلاج، نتبادل الخبرات إزاي نتعامل بالكرسي المتحرك، صاحب الخبرة فينا يفيد الآخر»، مضيفًا أن جميعهم يواجهون الظروف نفسها فكل فرد منهم من محافظة مختلفة وحالته تختلف عن حالة الآخر، إصابات مختلفة ومحافظات أيضًا مختلفة ولكن الظروف واحدة ولا أحد يشعر بما يشعرون فيه، مردفًا: «وجودنا فرق في حياة بعض.. بنشوف الدنيا مع بعض، بنتجمع نشوف بعض كل فترة، وبنروح محافظة مختلفة في كل مرة.. حاسين ببعض مفيش حد بيهون علينا غير بعض».
عند تعرض الشاب الثلاثيني للحادث في البداية كان محظوظًا بالتفاف الأقارب والأصدقاء حوله، وكما جرت العادة مع الوقت يزول ذاك الاهتمام، قائلًا: «مع الوقت كل واحد بينشغل في حياته احنا اللي بقينا في وش بعض.. الصحاب الحقيقيين يظهروا وقت المحنة والمواقف الصعبة، أنا مريت بابتلاء بقوا جنبي وبقينا سوا بنهوّن على بعض أي حد مريض نقف بجانبه، وإذا حد محتاج علاج معين.. اتفقنا إننا مش هنقطع مع بعض.. الناس قطعت احنا هنفضل سوا.. أي حد فينا بيحصله ظروف سواء فرح أو حزن نكون سويًا فورًا للمؤازرة كلنا في ضهر بعض، ونس وكلنا بنكمل بعض وكلنا واحد مفيش فرق».