خيرُ البر عاجله والعجلة من الشيطان أيهما نصدق؟ علي جمعة يجيب
أجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، خلال خطبة دينية له على قولهم العجلة من الشيطان وقولهم خيرُ البر عاجله فأيُهما نصدق؟
وقال مفتي الجمهورية السابق، خلال خطبة دينية له على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: الصيغتان نصدقهما لأن الاثنين لا يوجد بهما تناقض، العجلة تعني التهور وعدم الحكمة والكلام بغير علم، ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا، وهذه العجلة التي هي من الشيطان.
العجلة ضد الحكمة والأناة
وتابع: وخير البر عاجله ألا وهي المبادرة وسارعوا إلى مغفرة من ربكم، فالمبادرة والمسارعة إنما تكون في الخير لعلكم تُفلِحون، أما الأمر الثاني ففي التهور وفي عدم الحكمة وفي عدم المناسبة في الزمان مع المكان مع الأشخاص مع الأحوال وهكذا.
واستكمل: مستشهدًا بحديث رسول الله، العجلة ضد الحكمة والأناة من الله في الحديث رواه الترمذي عن سهل بن صعد الساعدي: الأناة من الله وقال لأشج عبد قيس: فيك خصلتان يُحبهما الله ورسوله، قال ما هما يا رسول الله، قال، الحلم والأناة.
وأردف، والأناة تعني الشخص غير المتهور الرزين الذي يملأ مركزه، ولا يوجد به شيء من العجلة، والعجلة من الشيطان أخرجه الترمذي، إذًا الأناة من الله والعجلة من الشيطان، العجلة ضد الأناة، وضد الحكمة، والعجلة هي التهور.
وانتقل إلى مفهوم خير البر عاجله قائلًا وليس بحديث بهذه الكيفية ولكن روي عن العباس رضي الله عنه وأرضاه: لا يتم المعروف إلا بتعجيله، هو معروف لا يحتاج إلى تفكر وكان كالريح المرسلة، كان أجود الناس، ولا يُسأل عن شيء فيمنعه؛ لأن فيه الخير، فعلى سبيل القول الصدقة معروفة أنها تُطفئ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار، بينما العجلة من الشيطان.