الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

امتحان بالكيماوي.. طلاب الثانوية من محاربي السرطان يخوضون معركتين في آن واحد بين أروقة المستشفى| تقرير

طلاب الثانوية العامة
كايرو لايت
طلاب الثانوية العامة محاربي السرطان
الأربعاء 12/يوليو/2023 - 10:21 م

بين أروقة المستشفى وجرعات الكيماوي وصراخ البعض من الألم، يخوض طلاب الثانوية العامة من محاربي السرطان معركتين في آن واحد، الأولى تجاه دراستهم ومستقبلهم الذي يُحدد بظهور نتيجة اختباراتهم في الثانوية العامة، والثانية إبر الحقن التي تنتظر بمجرد انتهاء اختبارتهم محملة بجرعات الكيماوي المخصصة لكلًا منهم.

قصص أبطال الثانوية العامة من محاربي السرطان

لن يتمكن المرض الخبيث من إبطال عزيمة الطلاب الذين بمثابة أبطال محاربة، بل قرروا استكمال مشوارهم التعليمي رغمًا عن مصاعب مرضهم، معلنين انتصارهم عليه في نهاية المطاف.

وخلال ماراثون الثانوية العامة لعام 2023، خاض القاهرة 24، جولة داخل مستشفى سرطان الأطفال 57357، والتي تٌخصص لجان مدرسية لامتحانات الثانوية العامة، لأداء الطلاب المرضى امتحانتهم، تحت إشراف طبي متكامل.

محاربي السرطان وطلاب الثانوية العامة 
محاربي السرطان وطلاب الثانوية العامة 

 

أنا أجلت السنة بسبب تعبي.. ولو رجع بيّ الزمن هختار نفس المرض، بهذه الكلمات بدأ أحمد أيمن صاحب الـ 18 عاما حديثه لـ القاهرة 24، موضحًا تفاصيل مرضه بسرطان الدم.

مرض أحمد في عمر الـ 16عاما، بدأ المرض بأعراض تكاد تكون بسيطة عند البعض، من خلال خسارته للوزن بشكل مبالغ فيه، والإصابة بالسخونة الشديدة، بالإضافة إلى ألم في المفاصل والعظام.

تلك الأعراض المستمرة جعلت الأطباء يشكون في إصابته بالسرطان، وعندما أجرى أحمد تحاليله تأكدت إصابته بـ لوكيميا ليمفوما حادة.

في بداية المرض كان أحمد في الصف الثالث الثانوي، لكن لم يتمكن من استكمال دراسته تلك السنة، معقبًا: كان عندي جلسات كيماوي كتير، ومكنتش قادر أذاكر، وحصلي مضاعفات بسبب عدم استجابة جسمي للأدوية.. مكنتش بقدر أقف على رجلي، وكان قراري تأجيل السنة.

لم يتذمر أحمد على ابتلاء الله له، بل كان صبورًا مؤمنًا بقضاء الله، وبعد مرور عامًا جديدًا خلال رحلته ضد السرطان، تمكن من الدراسة وخوض امتحانات الثانوية العامة.

وأوضح تفاصيل يومه داخل المستشفى، أثناء الامتحان، قائلا: بعمل تحاليل قبل الامتحان، وبعد ما خلص الامتحان بكشف وبعدين أخد جرعات الكيماوي بتاعتي، كانت اللجنة داخل المستشفى الحل الأمثل لـ أحمد، نظرًا لشعوره بالتوتر الشديد، الذي يتسبب في إصابته بالإعياء خلال أداء الامتحان، فيحصل على علاجه المخصص له خلال اللجنة.

وكان لدور أسرته عامل مهم في خوض تلك المعركة، من حيث تأهيله نفسيًا، حتى لا تتأثر مناعته بالسلب، موضحًا: أهلي دايما بيشجعوني، وبعد ما والدي توفي عمي هو اللي بيوصلني المستشفى.. مهما كان الابتلاء شديد هنعرف حكمة ربنا فيما بعد.

كنت صغيرة..مش فاهمة يعني إيه ورم؟

وخلال الجولة، وجدنا شهد عصام البالغة من العمر 18 عامًا، تؤدي امتحانات الثانوية العامة علمي رياضة، وهي محاربة لسرطان الدم.

وكانت شهد في الصف الثالث الإعدادي، عندما أصيبت بالسرطان، وفقًا لحديثها لـ القاهرة 24.

ظهر المرض على الصغيرة، من خلال تغييرات كبيرة في جسمها من حيث خسارة الوزن بشكل كبير، مع الشعور بالنعاس الشديد، واشتهاء تناول كميات كبيرة من السكريات.

وتقول شهد: الأطباء شخصوا حالتي غلط على إني عندي جرثومة معدة، وأخدت أدوية كتيرة.. مكنتش بستحمل حاجة تدخل معدتي، وبعد كده قالوا عندي الزائدة وشلتها.

وبعد إجراء عملية الزائدة الدودية شك الأطباء في إصابتها بمرض آخر، وأجرت بالفعل تحاليل أخرى، أثبتت إصابتها بسرطان الغدد الليمفاوية.

أهلي مكنوش مصدقين إني هكون مريضة سرطان.. أنا مكنتش فاهمة يعني إيه ورم أصلًا، وكشفت شهد صدمتها عند معرفتها بالمرض.

قررت الصغيرة استكمال مشوارها العلاجي في مستشفى 57357 منذ عامين، وحتى الآن خاضت مراحل كثيرة من العلاج، جعلتها تتمكن من المذاكرة في المنزل والحصول على جرعاتها بالمستشفى.

لم يترك التوتر شهد وشأنها، بل جعلها تمرض حتى تنتقل بين الحين والآخر إلى المستشفى، وتؤدي امتحانها بالصف الثالث الثانوي بداخلها.

 وكشفت شهد عن وضع اللجنة داخل المستشفى، قائلة: أحسن ليّ الامتحان في المستشفى، لأني بتوتر وبسخن، فبيدولي علطول الأدوية، وأكمل الامتحان.

تحلم شهد أن تصبح مهندسة ديكور، مختتمة حديثها: أنا دلوقتي فخورة بنفسي جدًا إني عديت كل المراحل الصعبة دي.

لم تنتهي جولة القاهرة 24 بذلك، بل تقابلنا مع عمرو ياسر، 18 عاما، محارب سرطان الغدد الليمفاوية، وطالب بالصف الثالث الثانوي علمي رياضة.

تورم الكاحل..وصدمة الأهل

أُصيب عمرو، عندما كان عمره 16 عامًا، وظهر عليه أعراض المرض، من خلال تورم شديد في كاحله، على مدار 5 أشهر.

خاض عمرو رحلته بين الأطباء حتى أظهرت التحاليل إصابته بورم خبيث، معلقًا: كنت لسه طفل واتصدمت أنا وأهلي، والدكاترة حولوني على مستشفى 57357.

يميل عمرو للمذاكرة داخل المستشفى، نظرًا للدعم النفسي والتشجيع الدائم له، مفضلًا لجنة الامتحان بداخلها، حتى يتمكنوا من إسعافه في حالة مرضه، خلال الامتحان.

يحلم عمر بدخول كلية الحاسبات والمعلومات، حتى يصبح مبرمجًا، ويختتم حديثه قائلًا: محدش يجي على صحته عشان المذاكرة.. ده اختبار من ربنا على حسب إيمانك وهو اللي هيعديك منه.

تابع مواقعنا