يوم انتصرت إرادة المصريين
مازالت تفاصيل يوم 30 يونيو 2013 راسخة في عقلي، وما قبلها من تحضيرات، وصولا إلى يوم إعلان البيان الذى أبهج جموع الملايين التي خرجت في الشوارع والميادين لتعلن رفضها لحكم الفاشية الدينية وجماعة ادعت الوطنية والوطن يمثل لها حفنة تراب.
انتهكت كل شىء الدستور والقانون، ومارست العنصرية تجاة المصريين وأعلنت ولاءها للمنتمين لهم وأقصت جموع المصريين الرافضين لمنهجهم، ومن قبلها سرقت ثورة يناير وغدرها بكل القوى الوطنية.
ستظل كل التفاصيل ماثلة في الوجدان مهما طال الزمان، فعلى مدار عام كامل من حكم تلك الجماعة، وسعيهم لأخونة الدولة المصرية بعد استيلائهم على كل النقابات وسيطرتهم على كل المناصب التنفيذية، والبرلمان بغرفتيه، ودخلوا فى صدام مع الجميع مثقفين وقضاة وصحفيين وأطباء بل وكل فئات المجتمع وهم يقومون بأخونة الدولة، ورئيس صوري فى الاتحادية تصدر له القرارات من مكتب الإرشاد بالمقطم.
ولن ننسى المشهد الصادم أثناء احتفالات أكتوبر وقتلة الرئيس السادات على المنصة وسط هتاف أفراد الجماعة المحتشدة فى استاد القاهرة، مع غياب صناع نصر أكتوبر وقادته، مع أن الصدام بدأ سريعا مع الجماعة وبعد المائة يوم الأولى، وهم يعلنون أنهم جاءوا ليظلوا في الحكم 500 عام، وأن مشروعهم الكبير سيبدأ من مصر وينطلق إلى أقصى مدى في المنطقة، يؤيدهم دعم خارجي للوصول إلى مخططتهم، مهما كلفهم الأمر من اغتيال وطن بمواطنيه.
لذلك كان الصراع بين الشعب بكل مكوناته وبين جماعة الإخوان هو صراع وجود، وليس خلاف أيدلوجي، هم يسرقون الوطن ويمحون هويته ووسطيته.
لذلك عندما أعلن الشعب رفضه لمحاولة إخضاعهم لمخططتهم وتمردوا وثاروا ثورتهم العظيمة، وظهرت دمويتهم وإرهابهم البغيض، فحرقوا الكنائس والمساجد، وقتلوا وخطفوا وابتزوا المصريين، ومارسوا عليهم كل أنواع الشرور، حتى انتهت تلك الحقبة السيئة، بعد مواجهات وتضحيات من أبناء الوطن قدموا أرواحهم فى سبيل حمايه وطنهم.
لقد كانت ثورة 30 يونيو بداية لجمهورية جديدة ناهضة، فمنذ تولي الرئيس السيسي وعاد لمصر رونقها ودورها الريادى إقليميا ودوليا، وانطلقت النهضة مع إطلاق رؤية مصر 2030 وبدأت الحياة تدب فى كل أرجاء المحروسة.
مشاريع قومية عملاقة لا يمكن حصرها، بل يتعايش معها كل المصريين فى كل ربوع مصر، نهضة فى الكهرباء والطاقة والثقافة والمدن الذكية الجديدة والجامعات والمدارس والطرق والمحاور الجديدة التي تربط مصر كلها لتصنع نهضة اقتصادية كبيرة، وقناة سويس جديدة، وتغيير فى المحور الاجتماعى لتحقيق حياة كريمة لمواطنينا بإطلاق عدة مبادرات لا تنتهى لتساهم فى تحقيق الرفاهية، بسكن كريم، والقضاء على العشوائيات، وزيادة فى الرقعة الزراعية لتأمين أمن مصر الغذائى، ودستور جديد يعطى للشباب والمرأة وذوى الهمم حقوقهم وتمثيلهم في البرلمان.
وما زالت النهضة مستمرة بعد أن صنع المصريون ثورة شعبية عظيمة بددت الظلمة نور، وأشرقت شمس مصر الجديدة.
فتحية للشعب المصرى العظيم، وتحية لأبنائه من القوات المسلحة والشرطة المصرية، تحية لكل مخلص وضع طوبة فى جدار مصرنا الجديدة.
تحية للعمال والفلاحين ولكل فئات المجتمع التي تكد وتعرق في سبيل مصرنا الجديدة الناهضة بسواعد أبنائها المخلصين.. تحيا مصر وكل عام وأنتم بخير.