لماذا انخفض استهلاك الأسر المصرية من اللحوم والدواجن وزاد الإقبال على المكرونة والبطاطس؟.. دراسة توضح
كشفت دراسة حديثة صادرة عن المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI)، أن 85% من الأسر المصرية خفضوا استهلاك اللحوم كما خفَّضوا 75% من استهلاك الدجاج والبيض، بسبب الغلاء بينما زاد استهلاكهم من المكرونة والبطاطس.
وذكرت الدراسة التي أجريت على أكثر من 6،000 أسرة فقيرة وشبه فقيرة من جميع أنحاء مصر، أنه نظرًا لاعتماد مصر على الواردات الغذائية، فإن مصر معرضة بشكل خاص لارتفاع أسعار الغذاء العالمية والصدمات التجارية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
وتعد مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، حيث يأتي حوالي 85٪ من روسيا وأوكرانيا قبل بدء الحرب ومنذ ذلك الحين، أدت اضطرابات الإمدادات، وارتفاع أسعار السوق العالمية، وعوامل أخرى إلى ارتفاع حاد في تضخم الغذاء المحلي، والذي وصل إلى 31٪ في نوفمبر الماضي وهذا بدوره محرك رئيسي لارتفاع معدل التضخم السنوي الإجمالي، والذي ارتفع من 6٪ إلى 19٪ بين يناير ونوفمبر 2022 البنك المركزي المصري، 2022 - وهو أعلى معدل في خمس سنوات وفق الدراسة.
الأسر الفقيرة هي الأكثر عرضة لتضخم أسعار المواد الغذائية
وذكرت الدراسة أن الأسر الفقيرة هي الأكثر عرضة لتضخم أسعار المواد الغذائية، ويرجع ذلك أساسًا إلى أنها تخصص حصة أكبر من دخلها لاستهلاك الغذاء، ومع ذلك، فقد تدعم البنية التحتية القوية للحماية الاجتماعية الأسر الضعيفة خلال صدمات أسعار الغذاء.
ووفق الدراسة، تقوم مصر باستثمارات كبيرة في برامج الحماية الاجتماعية ودعم الغذاء، وعلى سبيل المثال، يصل البرنامج الوطني لدعم الغذاء إلى حوالي 73٪ من الأسر في مصر.
انخفاض في استهلاك الأسر المصرية للحوم
وحول استهلاك بعض الأطعمة، أوضحت الدراسة أن الكثيرين أفادوا بالحد من استهلاك المواد الغذائية غير المدعومة على سبيل المثال، حيث أبلغ 85٪ من الأسر عن تقليل استهلاك اللحوم و75٪ أبلغوا عن انخفاض استهلاك الدجاج والبيض، وهو أمر منطقي نظرًا للزيادات الكبيرة في أسعار هذه العناصر.
وذكرت الدراسة أنه لسوء الحظ، هذه مجموعات غذائية مغذية توفر مصادر رئيسية للبروتين، مما يشير إلى انخفاض محتمل في جودة النظام الغذائي، إذ تعتبر الأسماك والحليب أيضًا مصادر مهمة للبروتين والمواد المغذية الأخرى التي ارتفعت أسعارها أيضًا بشكل كبير.
زيادة في استهلاك البطاطس والمكرونة
وعلى العكس من ذلك، أبلغت بعض الأسر عن زيادة استهلاكها لمجموعات غذائية أقل تغذية لتقليل الإنفاق على الغذاء ولم يكن هناك سوى نوعين من الأطعمة التي أبلغت الأسر عن زيادة في استهلاكهم، حيث زاد الاستهلاك المنزلي من البطاطس وأنواع المكرونة غير المدعومة بين 21٪ و14٪ من الأسر على التوالي، وهى مواد غذائية نشوية تميل إلى احتوائها على عناصر غذائية أقل، ومع ذلك أفاد 24٪ من الأسر المصرية بأن استهلاكهم من أنواع الخبز غير المدعوم انخفض.