محفوظ عجب وسحر موسى

تابعت عن كثب جلسات الحوار الوطني منذ أن أصبحت علنية في 14 مايو الماضي، وتابعت مخرجات عمل 19 لجنة ناقشت أهم القضايا والتحديات، بمشاركة جميع الأحزاب السياسية وسفراء لمنظمات أجنبية بإجمالي مناقشات وبحث لنحو 50 موضوعا تشغل ذهن كل مواطن مصري بجميع فئاته وأعماره من مناقشات حثيثة تمس حياة المواطن ومستقبله من قضايا تخص منظومة الرعايا الصحية والتعليم، والحريات، والغذاء وغيرها.  

ما لفت انتباه الكثير هو الجرأة في طرح جميع التحديات والأزمات الحالية والإرادة لوضع إجراءات عاجلة لإنقاذ الاقتصاد وعلاج الآثار السلبية التي يعاني منها المصريون خلال الآونة الأخيرة على مستوى الأسعار في كافة السلع والخدمات، ما يدعمه حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته بالمؤتمر الوطني للشباب في محافظة الإسكندرية، الأربعاء الماضي، بالتأكيد على موافقته دون قيد أو شرط فيما يتعلق باختصاصه الدستوري على ما يصدر من توصيات الحوار الوطني. 

وقد استوقفتني عبارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن مواطن بني عمارة داخل ميناء الإسكندرية ما يجعلنا نفكر كثيرا وكثيرا عما وصل إليه الفساد من خلال اعتياد البعض ممارسة الفنون في خرق القانون؛ للوصول إلى مصالح شخصية دون اعتبار لمصالح وطن والحديث عن أهمية اختيار القيادات وفقا للكفاءة والنزاهة وليس لاعتبارات أخرى، ما استذكرت معه شخصية محفوظ العجب الشهيرة، الفلاح الفصيح في رائعة الكاتب موسى صبري التي تصل إلى مصلحتها فوق جثث الآخرين، التي تتسبب انهيار مؤسسات كاملة، وتصريح السيد الرئيس انه متربص للفساد وأنه لن يترك المفسدين، واصفا أن من يريد بناء بلد عليه ألا يخاف أبدا إلا من الله سبحانه وتعالى، ونحن أيضا سيدي الرئيس شركاء في التصدي للفساد والمفسدين، ولسان حالي بالتمني امتلاك عصا موسى المذكورة في القرآن والكتاب المقدس والتي تعتبر من معجزات سيدنا موسى لضرب كل فاسد في آن واحد.

وإن كنت من المتفائلين بالخروج من تلك الأزمة قريبا، وحدوث انفراجة كبيرة لبلد مصان كرم بذكره في القرآن، ولو استرجع معي البعض لتعجبنا من الخروج من عدة أزمات طاحنة وتوقع أكثر المتفائلين العكس، وكان الله نصيرا لهذا البلد وآخرها أزمة كورونا.