مع اقتراب العيد.. تعريف وشروط الأضحية للرجل والمرأة
يبحث ملايين المسلمين عن حكم الأضحية في عيد الأضحى، فما هو تعريف الأضحية؟ وهل تختلف شروط الأضحية للمرأة عن شروط ذبح الرجل للأضحية؟ وما هو حكم ترك الأضحية مع القدرة؟ وغيرها الكثير من الأمور المتعلقة بواحدة من شعائر الدين الإسلامي المرتبطة بوقت معين وهو اليوم العاشر من ذي الحجة حتى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وهي الأيام المحددة شرعا لذبح الأضحية إحياء لسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام.
حكم الأضحية في عيد الأضحى
يتساءل الكثير من المسلمين عن حكم الأضحية في عيد الأضحى، وذلك قبل أيام من حلول العيد، وقد أوضح جمهور أهل العلم أن الأضحية مشروعة بالكتاب والسنة القولية والفعلية، ففي قول الله تعالى "إنا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ سورة الكوثر.
وفي الآية القرآنية الكريمة ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ سورة الأنعام: 162، 163، فسر ابن عباس، وعطاء، ومجاهد، وعكرمة، والحسن هذه الآية بنحر البدن ونحوها ما يدل على مشروعية الأضحية.
وفي السنة النبوية المطهرة، نرى حكم الأضحية في عيد الأضحى في العديد من الأحاديث الصحيحة، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي، وكان يتولى ذبح أضحيته بنفسه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه إنه قال: ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا.
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم، أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِىَ بِهِ؛ لِيُضَحِّىَ بِهِ، فَقَالَ لَهَا: يَا عَائِشَةُ، هَلُمِّى الْمُدْيَةَ، ثُمَّ قَالَ: اشْحَذِيهَا بِحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ، ثُمَّ أَخَذَهَا وَأَخَذَ الْكَبْشَ فَأَضْجَعَهُ ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بِهِ.
وعن ابن عمر قال: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ يُضَحِّى، أخرجه الترمذي في سننه، وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، مع العلم أن الأضحية شرعت في السنة الثانية من الهجرة، وهي نفس السنة التي شرع فيها الاحتفال بالعيدين، عيد الفطر وعيد الأضحى.
وبناء على ما سبق من أحاديث نبوية وآيات قرآنية، وغيرها من دلائل أخرى، فإن حكم الأضحية في عيد الأضحى، سنة مؤكدة يثاب فاعلها، إذ يغفر الله عند أول قطرة من دمها كل ذنب للمضحي، فعن زيد بن أرقم قال: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الْأَضَاحِيُّ؟ قَالَ: سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا: مَا لَنَا مِنْهَا؟ قَالَ: بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالصُّوفُ؟ قَالَ: بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ.
تعريف الأضحية
من جهتها، أوضحت دار الإفتاء المصرية، تعريف الأضحية، في منشور سابق لها على صفحتها الرسمية بموقع فيس بوك، مؤكدة أن الأضحية اسم لما يُذكى تقربا إلى الله تعالي في أيام النحر بشرائط مخصوصة، فالتذكية هي السبب الموصل لحِل أكل الحيوان البري اختيارا، فتشمل الذبح والنحر، بل تشمل العقر أيضا.
وأضافت دار الإفتاء، أن الأضحية في لغة العرب فيها أربع لغات: إضْحِيَّةٌ، وأُضْحِيَّةٌ والجمع أضاحي، وضَحِيَّةٌ على فعيلة والجمع ضحايا، وأَضْحَاةٌ والجمع أضحىً كما يقال: أرطاةٌ وأرْطىً، وبالأضحية سُمي عيد الأضحى، وسميت الأضحية بذلك؛ لأنها تفعل في وقت الضحى، والذي يبدأ من بعد شروق شمس يوم النحر.
والأمر المهم الذي ينبغي معرفته في تعريف الأضحية، أن ما يُذكى استحبابا بنية العقيقة عن المولود لا يعد أضحية، وما يُذكى بنية الهدي، سواء كان ذلك استحبابا للمفرِد، أو وجوبا للمتمتع والقارن، لا يعد أضحية أيضا، وما يُذكى وجوبا لترك واجب أو فعل محظور في نسك الحج أو العمرة، ليس بأضحية، وفقا لدار الإفتاء المصرية.
شروط الأضحية للمرأة
الأضحية سنة مؤكدة وليست فرضا، ويجوز للمرأة أن تضحي من مالها الخاص، كما يجوز لها أن تضحي عن زوجها شرط الحصول على إذنه أولا، لأنه لا يجوز النيابة عن الغير في العبادة إلا بالإذن، وأما شروط الأضحية للمرأة فلا تختلف عن شروطها للرجل، حيث الإسلام والعقل والقدرة المالية على شراء الأضحية، ومن ثم الالتزام بشروط الأضحية ذاتها سواء كان شروط الأضحية خروف أو شروط الأضحية بقر.
ومن شروط الأضحية للمرأة أو الرجل، أو كل من أراد أن يضحي أن يمتنع المضحي عن أخذ شيء من شعر جسمه أو قص أظفاره أو شيء من جلده، فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ، وفي رواية: فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا، والبشرة: ظاهر الجلد الإنسان.
أضحية العيد وشروطها
بعدما أوضحنا لكم حكم الأضحية في عيد الأضحى، فلابد من التذكير بشروط الأضحية المتفق عليها من جمهور أهل العلم كالتالي:
- الأضحية لا تكون إلا من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم من ضأنها ومعزها.
- سن الأضحية ما أتم خمس سنين للإبل، وما أتم سنتين للبقر، وما بلغ سنة للماعز، وما بلغ ستة أشهر للخروف، ويمكنكم الاطلاع على سن الأضحية بالتفصيل من هنــــــــا.
- خلو الأضحية من العيوب مثل العور البين والعرج البين والمرض البين والهزال المزيل للمخ ويلحق بها ما كان مثلها أو أشد.
- امتلاك الأضحية من قبل المضحي، كما يصح تضحية الوكيل من مال موكله بعد طلب الأذن منه.
- لا تصح الأضحية بالمرهون أن يتم التضحية بها في الوقت المحدد في الشرع.
شروط ذبح الأضحية للرجل
تنطبق شروط ذبح الأضحية للرجل، على المرأة أيضا إذا ما نوت واعتزمت التضحية هذا العام، فقد أوضحت الشريعة الإسلامية شروط واجبة عند الذبح وهي كالتالي:
الشروط الواجبة للأضحية
- الإسلام.
- العقل لأن ذبيحة المجنون لا قصد لها.
- عقد النية بالأضحية تقربا إلى الله.
الشروط الجائزة للأضحية
- أن يكون المضحي رجلا أو امرأة فيجوز هذا وذاك.
- ذبح الأضحية من قبل المضحي، كما يجوز توكيل أحدا غيره.
الشروط المستحبة للأضحية
- استقبال القبلة عند الذبح.
- إمساكُ آلة الذبح باليد اليمنى.
- التسمية والدعاء عند ذبح الأضحية.
- يسن للمضحي أن يضع رجله على رقبة الذبيحة ليتحكم بها.
- ذبح الأضحية بسكين حاد.
- عدم ذبح الأضحية أمام أضحية أخرى.
- إراحة الذبيحة بعد الذبح.