السيسي يعيد مصر إلى قارتها من جديد
إفريقيا هي القارة التي ننتمي إليها جغرافيا ومنها يأتي نيلنا العظيم شريان الحياة بالنسبة لنا، وطالما كانت مصر هي الشقيقة الكبرى لكل دول قارتنا السمراء، وتلك العلاقة غاية في الأهمية من جميع النواحي سواء كان ذلك سياسيا أو اقتصاديا أو أمنيا.
قدر مصر أنها تقع في منطقة مختلفة تماما عن كل دول العالم من حيث الروابط.
فهي دولة إفريقية على مستوى القارات وعربية من حيث الهوية.
في العقود الأخيرة بكل أسف لم تكن العلاقة المصرية الإفريقية بالشكل المطلوب، ولا شك أن ذلك أحدث شرخا نفسيا لدى دول القارة الذين كانوا يرون أن مصر تدير ظهرها لهم وقد فسر البعض ذلك على أنه نوعا من الاستعلاء.
كان لذلك تداعياته وآثاره التي رأيناها في مواقف معينة كنا نحتاج فيها لدعم دول القارة السمراء.
لكن الوضع بدأ في التغيير الآن بفضل السياسة الخارجة المصرية الخارجية المتوازنة والتي تحافظ على وجود علاقات متميزة مع كل دول العالم.
وكانت جولة الرئيس السيسي الإفريقية التي بدأها من أيام هي الأهم في طريق عودة مصر إلى قارتها من جديد وبقوة.
وذلك ما أكد عليه المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، حيث قال إن جولة الرئيس السيسي في منطقة الجنوب الإفريقي تأتي في إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، كما أضاف أنها تأتي في إطار مواصلة تعزيز علاقات مصر مع دول القارة في مختلف المجالات، لاسيما عن طريق تدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إلى جانب الأولوية المتقدمة التي تحظى بها القضايا الإفريقية في السياسة الخارجية المصرية.
وقد بدأ السيسي جولته من دولة أنجولا ثم منها توجه إلى زامبيا وختم زيارته بدولة موزمبيق.
وقد رأينا حفاوة الاستقبال في كل دولة وصل إليها الرئيس وكيف أن المسئولين هناك سعداء بذلك التقارب المصري الذي عبروا عن اعتزازهم به وأيضا أبدى الجميع رغبته في زيادة التعاون في المجالات كافة.