أخطاء التصميم أم عيوب التنفيذ؟.. رياح أول يونيو تكشف كارثة اللوحات الإعلانية الآيلة للسقوط
أعلى كوبري السادس من أكتوبر تنتشر العشرات بل المئات من اللوحات الإعلانية مختلفة الأحجام، لكن غالبيتها كبيرة في الحجم، وتملكها شركات إعلانية كبيرة أو مؤسسة صحفية قومية، تمر عليها بطرف عينك فلا تهتم سوى بمشاهدة الإعلان الذي في الغالب يكون لفيلم سينمائي سيعرض في القريب، أو منتج جديد أو عرض لإحدى شركات الاتصالات.
ولكن اليوم ومع بداية شهر يونيو تسبب سقطت لوحة إعلانات كبيرة على كوبري أكتوبر، وأدت إلى وفاة مواطن وإصابة 2 آخرين، وتحطم 3 سيارات ملاكي، ودراجة بخارية؛ بفعل موجة الطقس السيئ والرياح التي ضربت محافظة القاهرة، وعددا من المحافظات، في الحديث حول مدى التزام مصممي ومنفذي تلك اللوحات بالقواعد الإنشائية السليمة والكود المصري في هذ الشأن.
اللوحة الإعلانية على كوبري أكتوبر لم تكن الوحيدة، ففي محافظة الشرقية لقيت مهندسة مصرعها إثر سقوط إحدى اللوحات الإعلانية بمدينة العاشر من رمضان، لتكون تلك الواقعة الثانية اليوم قبل أن تلحق بها أخرى في طريق شبرا - بنها الحر، ورابعة في الرحاب.
وبعد حادثة كوبري أكتوبر أصدر اللواء خالد عبد العال تعليماته بتشكيل لجنة لمراجعة كافة اللوحات الإعلانية المثبتة على شاسيهات لبيان مدى تأثرها من العاصفة القوية التي تعرضت لها القاهرة؛ حرصًا على حياة المواطنين.
الدكتور المهندس محمد عبد الغني كشف لـ القاهرة 24، أن سقوط تلك اللوحات الإعلانية سببه مركب بين التصميم والتنفيذ، وكل حالة تكون مختلفة عن الأخرى، موضحًا أن الكود المصري لتصميم المنشآت المعدنية والخرسانية تطورت تطورا كبيرا في السنوات الماضية.
وأشار إلى أن هناك تأكيدا على فكرة أن يكون التصميم مقاوما للريح والزلازل، خصوصًا مع ما حدث في تقسيم مناطق النشاط الزلازل وزيادة معدلات الريح في مصر، وهذا الكود يجب أن يراعَى من الجميع.
لكن عبد الغني ذكر في الوقت نفسه أن الالتزام بالكود يرفع من التكلفة، وبعض الزملاء من المهندسين يستجيبون لضغط الجهات المالكة ولا يلتزمون بتنفيذ الأكواد، ومن الممكن أن يكون في التنفيذ عدد من العيوب؛ ولذلك يجب مراجعة التزام المنفذ والمشرف على التنفيذ باللوحات التصميمية بشكل كامل.
وأوضح أنه من الممكن أن تكون هذه اللوحات قديمة وتم تدشينها على أساس الأكواد القديمة التي كانت أقل من الموجودة حاليًا، ومن الضروري أن تكون هناك صيانة لها، والتأكد من تحديثها للتوافق مع الأكواد الجديدة.
وفي السياق ذاته كشف الدكتور حسام عبد الفتاح عميد كلية الهندسة جامعة القاهرة، أن أي تصميمات هندسية تقع تحت مجموعة من المحددات قبل البدء في إنشائها أو وضعها مثل اللوحات الإعلانية.
وأشار عميد كلية هندسة القاهرة في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إلى أنه من المحددات التي يتم أخذها في الاعتبار قبل وضع اللافتات الإعلانية العوامل الخارجية، ومنها: الطقس والأمطار والرياح، مؤكدًا أنه لا يمكن الأخذ في الاعتبار كل ما ستقوم به الطبيعة، قائلًا: قبل ما نعمل اللافتات الإعلانية بنشوف شدة الرياح والأمطار المحددة، وبنعمل اللوحة على الأساس ده، وبعد فترة بسبب تقلبات الطبيعة نجد شدة الرياح تغيرت.
وأكد عميد كلية الهندسة، أنه لا يمكن وضع اللافتات الإعلانية على أساس قوة رياح مرتفعة لأنها ستكون مكلفة بشكل كبير، ولكن هناك حل وسط يتم وضعها من خلال الأخذ في الاعتبار التكلفة وطبيعة المكان، متابعًا: من الممكن أن تصنع اللافتات على أساس محددات مرتفعة وتجيء كارثة طبيعية تدمر الكل، قائلًا: نرى الكثير من الكوارث التي تحدث في الدول المتقدمة.