الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

سفير روسيا بالقاهرة: بدأنا تحديد سعر صرف الروبل أمام الجنيه ونقدّر مبادرة السلام المصرية بشأن أوكرانيا.. والمواجهة المباشرة مع أمريكا كارثية | حوار

السفير الروسي بالقاهرة
سياسة
السفير الروسي بالقاهرة
الثلاثاء 23/مايو/2023 - 07:58 م

قال السفير الروسي في القاهرة جيورجي بوريسينكو، إن علاقة روسيا بمصر ذات طابع استراتيجي كما أن هناك تعاونا مكثفا بين البلدين في كافة المجالات، مشيرًا إلى أنه يتم تنفيذ مبادرات اقتصادية مشتركة بين الجانبين، وأن موسكو هي أكبر مورد للقمح لـ القاهرة.

وأشاد السفير الروسي، في حوار مع القاهرة 24، بالدور المحوري الذي تلعبه مصر في مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ومتابعة الحرب في أوكرانيا.  

وإلى نص الحوار: 

ما هي المرحلة التي تمر بها العلاقات الروسية المصرية الآن.. وكيف يقيّم الجانب الروسي مستواها في الوقت الحالي؟

في 26 أغسطس من هذا العام سنحتفل بالذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا ومصر، ويرتبط بلدانا تقليديا بعلاقات الصداقة والتعاون المكثف على المستوى الحكومي والشعبي، ويتمتع التعاون الثنائي بطابع الشراكة الاستراتيجية وهو ما تم تثبيته في الاتفاقية ذات الصلة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير 2021، التعاون الروسي المصري شامل ويغطي المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والعلمية وغيرها.

وتتميز الاتصالات بيننا بالديناميكية العالية، وعلى سبيل المثال، أجرى الرئيسان الروسي والمصري مباحثات هاتفية في 9 مارس 2023 وهنئا بعضهما البعض في الذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الروسية المصرية بشكل رسمي، وفي الخريف من عام 2022 وجه الرئيس بوتين دعوة للرئيس عبد الفتاح السيسي للمشاركة في القمة الروسية الإفريقية الثانية التي ستعقد في الفترة ما بين 26 و29 يوليو 2023 في سانت بطرسبرج، ونأمل في أن يتمكن الرئيس السيسي من حضور هذا الحدث الدولي المهم آخذا في الاعتبار رئاسته المشتركة مع فلاديمير بوتين خلال القمة الأولى في هذه الصيغة التي عقدت في عام 2019.

وأصبح الأصدقاء المصريون أحد المبادرين لتشكيل مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا في جامعة الدول العربية، حيث زار وزير الخارجية سامح شكري كعضو هذه المجموعة موسكو في أبريل 2022 وعقد اجتماعا ثنائيا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، وثم في يوليو الماضي أجرى الوزيران محادثات مكثفة في القاهرة وفي سبتمبر 2022 تحدثا عدة مرات في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وشاهدنا عدة محادثات هاتفية بينهما، وفي 31 يناير 2023 التقيا مرة أخرى في العاصمة الروسية.

حدثنا عن مجالات التعاون بين روسيا ومصر.. وما آخر تطورات مشروع محطة الضبعة النووية؟ 

تعقد المشاورات على مستوى نواب وزراء الخارجية بشكل منتظم، على سبيل المثال في 15 مايو 2023 ناقش نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين القضايا متعددة الأطراف في القاهرة مع نظيره إيهاب بدوي، وفي بداية الشهر الجاري تم تبادل الآراء في موسكو حول الوضع في ليبيا.

وفي أغسطس 2022 شارك الوفد المصري برئاسة نائب وزير الدفاع في منتدى الجيش 2022، حيث ناقش مع الممثلين الروس آفاق بناء التعاون العسكري التقني، وفي ديسمبر الماضي جرت مناورات دورية مشتركة لسفن القوات البحرية للبلدين في البحر الأبيض المتوسط.

ونتعاون بشكل مكثف في المجال الإنساني، ويدرس حاليا أكثر من 15000 طالب مصري في روسيا وتريد بعض مؤسسات التعليم العالي الروسية فتح الفروع لها في جمهورية مصر العربية، وعلاوة على ذلك، فإن مجالات التدريب متنوعة للغاية، من الطب إلى الطاقة الذرية السلمية، وتتعزز الروابط الدينية، بما في ذلك ما يتعلق بإنشاء إكسرخسية بطريركية في إفريقيا من قبل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. 

وساهم عقد الاجتماع الرابع عشر للجنة المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني في الفترة ما بين 20-18 مارس الماضي في القاهرة، مساهمة إيجابية في مواصلة تطوير التعاون الاقتصادي الثنائي، ورأسها نائب رئيس الوزراء الروسي دينيس مانتوروف ووزير التجارة والصناعة المصري أحمد سمير. 

وتجاوز حجم التبادل التجاري بين روسيا ومصر في عام 2022 الـ 6 مليارات دولار أمريكي، وتقدر قيمة الصادرات الروسية بنحو 5 مليارات دولار والواردات بمليار دولار، وهناك 470 شركة روسية تعمل  في مصر ويتجاوز حجم استثماراتها الرأسمالية 8 مليارات دولار، وتحتل الشركات الكبيرة مثل لوك أويل وروسنيفت مكانة بارزة في مجال استخراج النفط والغاز في مصر، ويتم تجميع سيارات لادا الروسية في المصنع بالقرب من القاهرة، على الرغم من العقوبات الغربية فقد توفت شركة "ترانسماش هولدينغ" بالكامل بالتزاماتها الخاصة بعقد لتوريد 1300 عربة الركاب للسكك الحديدية المصرية بعد أن وصلت أكثر من 700 وحدة من عربات السكك الحديدية المنتجة في بلادنا وسيتم تزويد باقي المنتجات من قبل شركائنا في المجر، وكما ستنشئ "ترانسماش هولدينغ" مصنعا في إحدى ضواحي القاهرة لصيانة منتجاتها على مدار الـ 12 عاما قادما. 

ونستمر في تنفيذ المبادرات الاقتصادية المشتركة الرئيسية، مثل بناء أول محطة للطاقة النووية في مصر في مدينة الضبعة وإنشاء المنطقة الصناعية الروسية في منطقة قناة السويس، وفي يوليو ونوفمبر 2022 انطلق بناء وحدتين مفاعلين لمحطة الطاقة النووية، وفي مايو 2023 بدأ تشييد مبنى المفاعل الثالث ومن المتوقع إطلاق بناء المبنى الرابع قبل نهاية هذا العام، ويجري العمل بوتيرة متسارعة، ويزود الجانب الروسي بالفعل المعدات المطلوبة للمشروع الضخم.

ما آخر تطورات ملف السياحة بين روسيا ومصر؟

على الرغم من الصعوبات المرتبطة بالقيود غير القانونية التي يفرضها الغرب فيما يتعلق بقطاع الطيران الروسي فقد تمكنا من مواصلة التبادل السياحي بين روسيا ومصر، وتسير حاليا بين موسكو والقاهرة ثلاث رحلات جوية لشركات الطيران الوطنية المصرية والروسية يوميا، وتمت إضافة الرحلات المنتظمة إلى رحلات طيران "تشارتر" من المدن الروسية إلى المنتجعات المصرية، ونتيجة لذلك بحسب التقديرات احتلت روسيا في عام 2022 المرتبة الثانية من حيث عدد السياح في جمهورية مصر العربية بمؤشر يقارب إلى مليون سائح، وحتى منذ بداية عام 2023 ازداد تدفق السياح الروس. 

وأود أن أشير بشكل خاص إلى أن روسيا هي أكبر مورد للقمح وبعض المنتجات الزراعية الأخرى لمصر، ومن يوليو إلى ديسمبر 2022 أوصلت بلادنا 5.9 مليون طن من الحبوب إلى الشركاء المصريين وهي قادرة على تسليم 3 ملايين طن أخرى بحلول 30 يونيو. 

ويتم العمل الآن على إمكانية الدفع على المعاملات الغذائية بالعملات الوطنية، وبدأ البنك المركزي الروسي بالفعل في تحديد سعر صرف الروبل للجنيه المصري، ويجب أن تكون الخطوة التالية هي فتح حسابات مراسلة في البنوك الزراعية للبلدين للمعاملات المباشرة، والبند الآخر في جدول الأعمال هو ربط النظام المصرفي في جمهورية مصر العربية بنظام تبادل الرسائل المالية الروسي الذي يحل محل نظام SWIFT في روسيا وتشغيل بطاقات مير في مصر، كل هذه الخطوات لن يكون لها تأثير إيجابي على الميزان التجاري فحسب، بل تسهم أيضا في تدفق السياح الروس الى مصر.

السفير الروسي بالقاهرة 

هل سنشهد صدامًا عسكريًا مباشرًا بين روسيا والولايات المتحدة بأوكرانيا.. وفي رأيكم إلى متى سيستمر الصراع هناك.. وكيف تقيّمون احتمالية بدء حرب نووية شاملة خاصة بعد انسحاب روسيا من معاهدة ستارت؟

أشارت روسيا مرارًا وتكرارًا إلى العواقب الكارثية للمواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وأكدنا على أعلى مستوى التزامنا بمنع اندلاع الحرب النووية، بما في ذلك خلال المحادثات بين فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج في مارس 2023، ومع ذلك، نحن جاهزون لأي تطور في الأحداث إذا واصل حلف شمال الأطلسي تصعيدا مباشرا، وفي نفس الوقت، نحن بأنفسنا لن نبدأ مثل هذه المواجهة التي قد تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.

أما بالنسبة لمعاهدة ستارت، فالجدير بالذكر أن روسيا لم تنسحب منها، بل علقت مشاركتها فيها مؤقتا فقط، وتواصل بلدنا الالتزام بالقيود المفروضة على الأسلحة الهجومية بعيدة المدى، ومع ذلك، لا يمكننا تجاهل التهديدات لأمننا القومي، بما في ذلك تلك الناجمة عن حقيقة أن هذه الاتفاقية لا تضع الحد بأي حال من الأحوال من الترسانات النووية لحلفاء الولايات المتحدة في الناتو وهي فرنسا وبريطانيا، ولطالما دمرت واشنطن نظام الاستقرار الاستراتيجي لأنها انسحبت بشكل انفرادي من معاهدة الحد من منظومات القذائف المضادة للقذائف التسيارية ومعاهدة القضاء على القذائف المتوسطة المدى والقصيرة المدى ومعاهدة الأجواء المفتوحة.

وربطت الدول الغربية نظام القيادة والتحكم للقوات المسلحة الأوكرانية مع الناتو، وفي الواقع يقاتل الحلف اليوم بشكل غير مباشر مع روسيا ويستخدم الأوكرانيين وقودا للمدافع، وبدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها قبل وقت طويل من عمليتنا العسكرية الخاصة عسكرة وتسليح أوكرانيا بالنشاط للهجوم علينا، ولذلك قررت موسكو التصرف بشكل استباقي.

استمرار ضخ كييف بالأسلحة والمرتزقة لإطالة أمد الصراع هو دليل على رغبة الغربيين في هزيمتنا في ميدان القتال وتدمير روسيا، وهو ما صرح به قادة الغرب مرارًا وتكرارًا بشكل مباشر، ومن جانبنا، كنا ندعو باستمرار إلى التسوية السلمية وذلك انعكس في اتفاقيات مينسك المبرمة في عامي 2014 و2015 ومشروع الاتفاقيات مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي التي طرحتها بلادنا في ديسمبر 2021. 

كيف تقيّمون جهد الدول العربية في حل الأزمة الأوكرانية خلال هذه المرحلة؟ 

إن العرب هم أصدقاء روسيا منذ زمن طويل، ونحن نقدر عاليًا جهود مجموعة الاتصال لجامعة الدول العربية الخاصة بأوكرانيا ومبادرة السلام المصرية ووسطاء المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في تبادل أسرى الحرب، ومع ذلك، فإن نظام كييف يبتعد حتى الآن عن المفاوضات حول تسوية شاملة ولا يريد حلا سلميا. 

وذلك بسبب واشنطن التي تسعى لإطالة أمد الصراع وإجبار الدول الأخرى على المشاركة في أعمال مناهضة لروسيا، وعدم خضوع أي عضو من أعضاء الجامعة العربية لضغوط الغرب وعدم فرض عقوبات غير شرعية علينا من وجهة نظر القانون الدولي، يؤكد كل ذلك سيادة وحكمة سياسة الدول العربية، وتتفهم الدول العربية مخاوفنا الأمنية وتسعى مثلنا، إلى تشكيل عالم عادل متعدد الأقطاب.

كيف تدير روسيا علاقاتها مع إسرائيل وإيران في ظل الأزمتين الأوكرانية والسورية؟

روسيا شددت كثيرًا على استعدادها للتعاون البناء مع جميع البلدان، وأن علاقاتنا مع إيران تسمح بتحريك تسوية الصراع في سوريا وباستقرار الوضع في القوقاز الجنوبي وأفغانستان، وأيدت موسكو عملية تطبيع العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية وأعربت عن استعدادها للمساهمة في انتهاء الحرب في اليمن، وإننا نأمل في أن القاهرة وطهران ستواصلان الجهود نحو تعزيز التعاون. 

وفيما يخص علاقاتنا مع إسرائيل إننا ندعو تقليديا إلى الحل العادل للقضية الفلسطينية على أساس القانون الدولي وصيغة إقامة الدولتين للتوفير الكامل لحقوق الفلسطينيين، وتؤيد روسيا تنشيط عملية السلام وتدعو اللاعبين الإقليميين والدوليين المحوريين إلى مساهمتهم في التسوية في منطقة الشرق الأوسط، وفي هذا الصدد نرحب ونشيد بجهود الأصدقاء المصريين بشأن خفض التصعيد في منطقة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتوحيد القوى السياسية الفلسطينية، ومن خلال أعمالنا المشتركة في هذا المجال سنكون قادرين على إحراز التقدم الكبير.

هل يمكن وصف التقارب بين روسيا والصين وإيران بأنه تشكيل الحلف الجديد الموجه ضد الولايات المتحدة والغرب؟

إن تقوية تعاون روسيا مع إيران والصين لا تتعلق بمواجهة أية دولة، وعلى سبيل المثال أشارت معاهدة حُسْن الجوار والصداقة والتعاون بين روسيا والصين لعام 2001 إلى أن الطرفين متمسكان بأفكار التعايش السلمي وإلى أن تعاوننا غير موجه ضد أية دولة ثالثة، إننا نسعى إلى التعامل الاقتصادي متبادل المنفعة والتنسيق على الصعيد الدولي من أجل تشكيل النظام العالمي العادل.  

وفي عام 2022 بلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين وإيران أرقاما قياسية وصلت  4.6 مليارات دولار على التوالي، وإننا نحاول أن نتوصل إلى انسجام بين مشروعات التكامل مثل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي يتشكل من دول الاتحاد السوفياتي السابق ومبادرة حزام واحد - طريق واحد، الصينية وننفذ مشروع الممر التجاري الشمال - الجنوب ونعمل سويا على تسوية النزاع السوري واستقرار الوضع في القوقاز الجنوبي.

مثل هذا التعاون يصب في مصالح العالم كله، والغرب فقط الذي يخاف من تقارب بلادنا ويخشى فقدان هيمنته سعيا إلى خلق صورة العدو اللدود من روسيا والصين وإيران.

ما هو موقف روسيا من الوضع الحالي في ليبيا؟

إن أصول الأزمة الحالية في ليبيا التي تهدد بانهيار الدولة تعود إلى العملية العسكرية الوحشية والعدوانية التي قام بها حلف الناتو في عام 2011 والإسقاط غير الشرعي لنظام معمر القذافي، إن روسيا تشاطر ألم الشعب الليبي الصديق الذي واجه موجات العنف والمعاناة طويلة الأمد بسبب أعمال الغرب.

وإننا ننطلق من ضرورة تحقيق الحوار الوطني الليبي بلا تدخلات خارجية، ونؤيد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن وندعم تشكيل الهيئات الحكومية الشرعية وخروج البلد من المأزق السياسي طويل الأمد، فإننا نفهم بصورة جيدة قلق القاهرة في مجال الأمن ونؤيد جهود مصر والبلدان العربية الأخرى بشأن استقرار الوضع في ليبيا، ونأمل في أن انتهاء الأزمة سيتيح الفرصة لزيادة مستوى تعاوننا مع الليبيين.

ما الأهداف التي تسعى روسيا لتحقيقها في سياستها بشأن القارة الإفريقية مع مراعاة استراتيجيتها الجديدة في السياسة الخارجية؟

إن روسيا مهتمة بأن تصبح إفريقيا أحد الأقطاب القوية في النظام العالمي الجديد، وفي هذا الصدد، ندعم تنفيذ مشاريع التكامل من قبل الأفارقة على سبيل المثال، في إطار أجندة 2063، تم توقيع مذكرة بين اللجنة الاقتصادية للاتحاد الاقتصادي الأوراسي التي تضمن تكامل الدول المنضوية إلى الاتحاد السوفياتي ومفوضية الاتحاد الإفريقي بشأن تعزيز التعاون في مجال الزراعة والتجارة والاستثمار والبنية التحتية.
 

وأتاح خروج بعض العلامات التجارية الغربية من روسيا فرصا كبيرة للمنتجات من إفريقيا، ويجب أن يتم تسهيل دخولها إلى السوق الروسية من خلال إنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوراسي التي وصلت المفاوضات بشأنها إلى مرحلة متقدمة، كما نأمل أن تصبح المنطقة الصناعية الروسية في منطقة قناة السويس محورا للمنتجات المحلية لدخول السوق الإفريقية.

ونحن على استعداد لمواصلة المساعدة في ضمان الاستقرار والأمن في إفريقيا، وفي الوقت نفسه، لا نعتبر هذه القارة ساحة مواجهة بين القوى العظمى أو لا ننظر إليها من منظور الطموحات الاستعمارية الجديدة، مثل الغرب، بالنسبة لروسيا فإن الأفارقة هم شركاء متساوون وينتظرهم مستقبل عظيم في قارة ذات إمكانات كبيرة. 

السفير الروسي بالقاهرة 

هل التفاعل الوثيق بين روسيا والدول العربية من أعضاء أوبك يهدف إلى مقاومة الغرب من أجل الهيمنة على سوق النفط؟

إن التفاعل مع الدول العربية في إطار أوبك + لا يقصد أي مواجهة، وعلى عكس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والغربيين الآخرين الذين يتجاهلون الحقائق الاقتصادية المتعلقة بتسعير الهيدروكربونات ويفرضون العقوبات غير القانونية ويقطعون العلاقات في قطاع الطاقة من جانب واحد، فإن أوبك + تسترشد تحديدا بمصالح سوق النفط وجميع المشاركين فيها فيعني كل من الموردين والمستهلكين.

ويتم اتخاذ قرارات اقتصادية في إطار أوبك + بحتة، لتحقيق الاستقرار في سوق الطاقة العالمي، واسترشادا بهذا الهدف، لم يدعم شركاؤنا العرب سقف السعر الذي اخترعه الغرب للنفط الروسي لأن هذه الفكرة لا علاقة لها بالاقتصاد ولا تلبي سوى المصالح الجيوسياسية للولايات المتحدة.

كيف تقيّم روسيا انضمام فنلندا إلى حلف الناتو.. وما هي العواقب المحتملة لقرار هلسنكي هذا؟

إن انضمام فنلندا إلى حلف الناتو أصبح دليلًا جديدًا لنوايا الحلف بشأن تطويق روسيا الاستراتيجي، مثل هذا التكتيك المتعلق بإنشاء ما يمكن تسميته بحاجز وقائي ومناطق عازلة وخلق القواعد المعادية لروسيا بالقرب من حدودنا ليس جديدًا، واستغله الغرب منذ زمن بعيد بما في ذلك قبل الحرب العالمية الثانية.
 

وللأسف الشديد تخلت فنلندا بخطوتها عن علاقات حسن الجوار التي تمت إقامتها في عهد الحرب الباردة عندما أظهرت هلسنكي الاستقلال الحقيقي ولم تنضم إلى خطط الناتو العدوانية، والآن عندما تحول القادة الفنلنديون إلى دمية في يد الولايات المتحدة وانضموا إلى القوى التي تحلم بتدمير روسيا سنضطر إلى اتخاذ الاستجابة ورد الفعل العسكري والتقني من أجل توفير حمايتنا القومية.

تابع مواقعنا