سفيرة متحدي الإعاقة: أبحث إمكانية توفير أطراف صناعية إلكترونية لمصر.. ودراستي أكبر إنجازاتي| حوار
كان اختلافها وسط عالمها الصغير سر تميزها بين أصدقائها، ففي عمرها الـ14 شهرًا اتخذ والداها قرارًا ببتر قدميها، نتيجة ولادتها دون وجود عظام التيبيا، وهي أكبر العظام بالقدم.
وعلى الرغم من صعوبة القرار، إلا أنها لم تكن مسيرة في حياتها، واختارت أن تواجه التحدي بنجاح لتصبح سفيرة وزارة الهجرة لمتحدي الإعاقة وسببًا في فتح أبواب خير على نظيراتها.
مارينا نخلة، مصرية بالولايات المتحدة الأمريكية، حصلت على رسالتين ماجستير بعلم النفس وتدرس الآن الدكتوراة، والبالغة من العمر 28 عامًا، تتحدث في حوارها مع القاهرة 24 عن التحديات التي واجهتها، ودعم المجتمع الأمريكي لها، وأيضًا ما تفعله الآن لمساعدة متحدي الإعاقة في مصر بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني غير الربحية بأمريكا.. وإلى نص الحوار:
في البداية.. حديثنا عنكٍ وعن نشأتكٍ
أنا اسمي مارينا نخلة، عمري 28 عامًا، ولدت في أمريكا، ومنذ اللحظة الأولى قدمي لم يكن بها عظم يسمى التيبيا، وهو أكبر عظم في القدم، وقالوا لأهلي إن الحلول المطروحة هم إما قطع القدمين أو التعايش على كرسي متحرك بقية حياتي، ومن هنا اتخذ والدي ووالدتي قرارا ببتر القدمين وأنا عمري 14 شهرًا.
متى بدأتٍ استيعاب ما حدث لك؟.. وكيف تعايشتٍ مع الأمر في مرحلة ما قبل الجامعة؟
عرفت القصة وأنا في عمر أقل من 8 سنوات، ماما بدأت تحكيلي، لا أتذكر العملية مطلقًا ولكني أتذكر كل ما حدث معي في مرحلة المدرسة وتعاملات زملائي والمجتمع معي، المدرسة ساعدتني كثيرا، كان لدي مساعدين في المدرسة للتنقل من مكان إلى آخر حسب الاحتياج.
والدتي كانت تساعدني في ارتداء الجهاز، وكلما زاد عمري كلما قلت نوعية المساعدات التي تقدم لي حتى أتمكن من الاعتماد على نفسي، ولكن المدرسة وأسرتي سهلا عليّ العديد من الأمور حتى مرحلة ما قبل الجامعة.
الدراسة بالنسبة لكِ كانت سهلة؟ أم واجهتِ بها نوعا من الصعوبات؟
كانت صعبة لأني كنت أضطر إلى ترك المدرسة في العديد من الأوقات للذهاب إلى المعالج النفسي، أو الطبيب الخاص بي لعمل جهاز جديد لقدمي، وهذا جعلني أبذل مجهودا أكبر لتعويض ما فاتني في المدرسة، ولكن درجاتي جميعها كانت جيدة.
بأي مدى تشعرين بإيجابية قرار والديك ببتر القدم؟
بشكر ربنا أوي إن والدي ووالدي اختاروا الاختيار ده بنفسهم من غير ما يدخلوا أي حد، وبالرغم من إمكانية سرعة تعبي مع الوقت بسبب المجهود، إلا أن التكنولوجيا ساعدتني أعيش حياتي مثل كل من حولي.
ما الجهود التي تقدمها مارينا نخلة في الوقت الحالي بشأن متحدي الإعاقة في مصر؟
أنظم ندوات للتوعية والاستماع لتجارب متحدي الإعاقة، وهناك أيضا التعاون مع المنظمات المدنية غير الربحية في المجتمع الأمريكي مع المنظمات غير الربحية في مصر، وذلك بشأن توفير أطراف صناعية تكنولوجية مجانية لمصر لمساعدة متحدي الإعاقة من أجل حياة طبيعية دون وجود عائق.
ما هي أكثر الأسئلة التي توجه لكِ كسفيرة الهجرة لمتحدي الإعاقة؟
أكثر الأسئلة من مصر، بيسألوني عن التكنولوجيا اللي بلبسها، وتعاملي في اليوم مع نفسي ومع من حولي، وأيضًا المستحضرات التي استخدمها نتيجة ارتداء الأجهزة الكهربائية، بالإضافة إلى كيفية الدفع للحصول على جهاز إلكتروني.
ما سبب اختيارك لدراسة علم النفس في الجامعة والماجستير والدكتوراة؟
وأنا صغيرة مررت بتجارب غير جيدة، ووالدي توفى وسني صغيرة، وكنت أسأل نفسي عددا من الأسئلة ومنها: «ليه في ناس عندها كل حاجة ومش مبسوطة وناس معندهاش ولا حاجة ومبسوطة»، وبعد التحاقي بالجامعة أقدمت على بحث وعرفت من خلاله حبي لعلم النفس فقررت أكمل فيه.
متى بدأتِ الاعتماد على نفسك؟
وقت التحاقي بالجامعة، كنت حصلت على رخصة القيادة، وبدأت الاعتماد على نفسي في كل شئ، وذلك نتيجة أنه في مرحلة المدرسة كنت كل عام أستطيع الاستغناء عن مساعدات معينة تقدم لي حتى استطعت القيام بكل شيء.
ما هي الهوايات الخاصة بمارينا؟
بحب السفر، أصحابي، الأكل، الفاشون، الكتابة، بقدم خطب عامة.
من وجهة نظرك.. ما الذي ينقص مصر في ملف متحدي الإعاقة؟
لابد من تحديد نوع المساعدات التي تقدم لمتحدي الإعاقة، فكل حسب ما يحتاجه، وأيضًا نحتاج في مصر إلى تمهيد الشوارع والطرق وهذه ضمن خطة طويلة الأجل.
ما الرسالة التي تحرص مارينا على توصيلها للناس؟
لابد أن تجد مصدر الطاقة والدعم من حولك بوسائل مختلفة، شخص يؤمن بك طوال الوقت، وأن تؤمن بنفسك أيضًا لأن كل شخص يعلم مقدرته، وأن يفعل الشخص بما يحبه.
ما هو أكبر إنجاز في حياتك بالنسبة لك؟
دراستي هي أكبر إنجاز ليّ، أنا حصلت على 2 رسالة ماجستير، والآن في رسالة الدكتوراة وسأنتهي منها في عام 2024.