معركة مرتقبة.. من ينافس أردوغان في انتخابات رئاسة تركيا غدا؟
تشهد تركيا غدًا الأحد، انتخابات رئاسية وبرلمانية حاسمة، يواجه فيها الرئيس رجب طيب أردوغان، منافسة حامية قد تزيحه عن قيادة البلاد لأول مرة منذ 20 عاما، إذ تشير بعض استطلاعات الرأي -رغم تضاربها- إلى إمكانية خسارته الانتخابات من الجولة الأولى.
المعارضة وحّدت صفوفها هذه المرة خلف مرشح توافقي في مواجهة رئيس البلاد أردوغان، لتضعه في أقوى منافسة انتخابية في العشرين عاما الأخيرة، وتتحالف المعارضة فيما يسمى «تحالف الطاولة السداسية» نسبة إلى الأحزاب الستة المشكلة لهذا التحالف، ويطلق عليه أحيانا «تحالف الأمة»، وهو تحالف قديم بين أكبر حزبين في المعارضة، ويعد التحالف الحالي امتدادا له.
كمال كليجدار أوغلو، هو مرشح تحالف المعارضة التركية، وزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكبر أحزاب المعارضة التركية، ويخوض السباق ضد أردوغان لأول مرة.
وتشير بعض استطلاعات الرأي إلى إمكانية حسم أوغلو، السباق الانتخابي ضد أردوغان، من الجولة الأولى، فيما تشير استطلاعات أخرى إلى فوز أردوغان، لكن استطلاعات محايدة إلى حد كبير تشير إلى منافسة قوية بين المرشحين، مع إمكانية الذهاب إلى جولة ثانية لتحقيق أي منهما نسبة الـ51% المطلوبة لحسم الانتخابات.
وانحسر السباق الانتخابي بين 3 مرشحين، بعد انسحاب محرم إنجه، القيادي المنشق عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، والذي خاض السباق ضد أردوغان في 2018، وخسر من الجولة الأولى.
والمرشحون الثلاثة هم:
رجب طيب أردوغان
يحكم أردوغان (69 عاما) تركيا منذ 20 عاما، إذا صعد إلى قيادة البلاد في عام 2002 بعد عام واحد من تشكيل حزب العدالة والتنمية الحاكم، وظل في منصب رئيس الوزراء (الحاكم الفعلي للبلاد سابقا) لمدة 11 عاما، قبل أن يُعدل النظام السياسي في البلاد من برلماني إلى رئاسي.
ومن منصب رئيس الجمهورية حكم أردوغان، تركيا منذ 2014، وهو أول رئيس تركي منتخب بالاقتراع المباشر بعد تعديل الدستور، وكان قبل ذلك منصب الرئيس شرفيا، ورئيس الوزراء هو حاكم البلاد الفعلي.
ويتمتع أردوغان بدعم قوي من القاعدة المسلمة المحافظة في تركيا، بالإضافة إلى ملايين اللاجئين الذين استقبلتهم تركيا في السنوات الأخيرة، وحملوا الجنسية التركية.
أردوغان من مواليد مدينة أسطنبول، وبدأ مسيرته السياسية بقيادة المدينة ومنها تحول إلى قائد تركيا على مدار العشرين عاما الأخيرة.
وفي الانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة في عام 2018، فاز أردوغان من الجولة الأولى بنسبة 52.59% من الأصوات أمام مرشح المعارضة محرم إنجه الذي حصد نحو 30%.
كمال كليجدار أوغلو
كمال كليجدار أوغلو (75 عاما)، زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، منذ عام 2010، بعدما انتخبته الهيئة العامة للحزب بعد استقالة سلفه دينيز بايكال.
ويعتبر حزب الشعب الجمهوري التركي، نفسه الوريث الشرعي لسياسة وفكر مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، الذي أسس هذا الحزب.
وُلد كمال كليجدار أوغلو، في ديسمبر عام 1948 في بلدة ناظمية بولاية تونجلي شرقي الأناضول، لعائلة تنتمي للطائفة العلوية، ودرس الاقتصاد في أكاديمية أنقرة وتخرج منها عام 1971، وعمل في مؤسسة التأمين الاجتماعي التركية وتولى قيادتها في التسعينيات.
بدأ أوغلو نشاطه السياسي عام 2002 بالانضمام إلى حزب الشعب الجمهوري، ودخل البرلمان التركي بخوض الانتخابات في أسطنبول، وترشح لرئاسة البلدية في عام 2009 لكنه خسرها أمام مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم.
ويعرف كليجدار أوغلو، بلهجته الانتقادية الحادة تجاه أردوغان والحزب الحاكم، وطالما وجه لهما الاتهامات.
اختاره تحالف المعارضة التركية مرشحا عنه في الانتخابات الرئاسية المقررة غدا، ويخوض السباق الرئاسي للمرة الأولى، رغم أنه وجه المعارضة على مدار العشرة سنوات الأخيرة.
ويضم هذا التحالف طيف متنوع من الاتجاهات السياسية، بين اليسار والعلمانيين واليمين القومي ومحسوبين على التيار الإسلامي، ويعد تحالفا استثنائيا في السياسة التركية، وهو ما يرفع من فرص مرشحه كليجدار أوغلو.
ويحظى كليجدار أوغلو، بدعم رفيقي أردوغان السابقين، أحمد داوود أوغلو وعلي باباجان، الذين يرأسان حزبين في هذا التحالف هما: حزب المستقبل وحزب الديمقراطية والتقدم.
سنان أوغان
سنان أوغان (55 عاما)، يعتبر نفسه مرشح القوميين الأتراك، ويترشح عن تحالف الأجداد الذي يضم أحزابا قومية، وتُعتبر حظوظه بحسب المؤشرات ضئيلة للغاية، لكنه يعول على حصد نسبة كبيرة من الأصوات.
وأوغان وتحالفه مناهضين للاجئين، ويعد في حالة فوزه برئاسة تركيا، بطرد اللاجئين السوريين، وحل المشاكل الديمغرافية التي سببتها هجرات الشعوب الأخرى باتجاه تركيا، بحسب قوله.
ولد سنان أوغان في سبتمبر عام 1967 في بلدة مليكلي في إغدير شرقي تركيا، لعائلة تركية أذربيجانية، وتخرج من كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة مرمرة.
