9 سنين ولسة عندنا أمل.. أسرة تبحث عن نجلها المتغيب من 2014 بالبدرشين | فيديو
9 سنوات مرت على تغيبه، لم تعرف فيها والدته للنوم طعمًا، ولم يهنأ فيها والده يومًا، ولم يتخذ شقيقه غيره نديمًا، فغيابه خلف لهم من الآلام التي عكرت صفو حياتهم، فقلب الأم يشعر أنه ما زال على قيد الحياة، وضمير الأب يؤنبه أن له يد في تغيبه، أما شقيقه فقرر أن يستمر في البحث عنه، ما أتيح له ذلك وما لم يتاح، فكيف لا وهو نصفه الآخر الذي لم يتخيل أن يغادره قط، فلم يترك بابا إلا وطرقه، ولا قسما للشرطة إلا واستعلم فيه، ولا مستشفى إلا وزاره، ولا مشرحة إلا وكشف عن وجه جثثها، حتى دارت به الظنون، فزار الشيوخ والقسيسين، السحرة والدجالين، الخير منهم والنصابين، ويعود في كل مرة يجر أذيال الخيبة، لكن الأمل لا يزال يدق في كل قلبه، كلما لاح له ضوء أن شقيقه هنا أو هناك.
متغيب منذ 9 سنوات
التقى القاهرة 24 شقيق الشاب أحمد المتغيب منذ 9 سنوات، وقال أنه يوم الواقعة، نشبت مشادة كلامية بين الشاب ووالده، بسبب إهماله دراسته، حينما كان يدرس بمرحلة الثانوية العامة، فانتظر شقيقه حتى جن الليل، وهذا المسكن، فكتب لهم رسالة، قال فيها إنه راحل بلا عودة، وطالبهم بعدم الحزن على فراقه، ولم يصطحب معه هاتفه أو ملابسه، وغادر المنزل منفردا.
وأضاف: استيقظت الأسرة صباح اليوم التالي، فتبينت غياب نجلهم عن المنزل، وعثروا على الرسالة التي تركها، فعلموا أنه في طريقه للسفر، فجابوا منطقة البدرشين والمناطق المجاورة لها، بحثا عنه، وهاتفوا أصدقائه وأقاربه في شتى الأنحاء، وزاروا الأماكن التي كان يرتادها، والأصدقاء الذي كان يجالسهم، ولكن لا جدوى، وخاب مسعاهم في اليوم الأول.
في اليوم التالي توجهوا إلى قسم الشرطة وحرروا محضرا بالتغيب، وبدأوا في رحلة البحث داخل المستشفيات، والمصحات العامة والخاصة، والشركات والمحلات والطرق، ولم يجدوا له أثرا، تخلل ذلك بعض الروايات التي سمعوها من جيرانهم، بأنهم رأوه في المكان الفلاني، فتقفوا أثر تلك الشائعات، وتتبعوا كل الخطوط، فلم يعثروا عليه.
في الأسبوع الثاني بدأت رحلة ملصقات الشوارع، وإعلانات السوشيال ميديا، ولافتات في مختلف الطرق، وإعلانات بالجرائد والمجلات، ومختلف البرامج التلفزيونية، حتى يتمكنوا من مخاطبة الغرباء، وحثهم على الإدلال عنه إذا ما رآه أحدهم، وغالوا في بحثهم حتى وصل بهم الأمر إلى التفتيش في المقابر، ومشرحة زينهم ومختلف المشارح، ومناظرة الجثامين التي لا صاحب لها.
خطر على ذهن الأسرة أنه قد سجن، فزاروا أكثر من سجن، وتابعوا مع أكثر من جهة، وخاطبوا جميع السفارات، إن كان قد سافر خارج البلاد، ولكن أحدا لم يدلهم عليه، سوى أن بعض الأشخاص اشتبهوا فيه، وفي النهاية يكون مجرد شبه، فقرروا زيارة السحرة والدجالين علهم يساعدوهم في العثور عليه، ولكن كذب المنجمون ولو صدقوا.
لا زال الأمل يلوح لتلك الأسرة الثكلى في العثور على نجلهم المتغيب، ولا زلت والدته تشعر بأن قلبه ما زال ينبض، وأنفاسه تتتالى، وتأمل في أن تراه مرة أخرى، وتحتضنه حتى ولو كان الحضن الأخير.