هل يشترط في التوبة من الغيبة إخبار المغتاب ومسامحته؟.. دار الإفتاء تجيب
طرح أحد الأشخاص سؤالًا على دار الإفتاء المصرية، يستفسر فيه عن كيفية التوبة من الغيبة، قائلا: لقد وقعت عدة مرات في الغيبة ثم ينتابني بعدها شعور بالندم والرغبة في التوبة، فكيف لي أن أتوب من الغيبة، وهل يشترط للتوبة منها التحلل ممَّن اغتبت بإخباره وطلب المسامحة؟
كيفية التوبة من الغيبة وشروطها
وأجابت دار الإفتاء على السؤال السابق، مبينة أن التوبة من الغيبة تتحقق بشروط؛ هي: الندم على ما صدر من غيبة، والإقلاع عنها، والاستغفار من هذا الذنب الجسيم، والإخلاص في التوبة إلى الله عزَّ وجلَّ، مع العزم على عدم الرجوع مرة أخرى، حتى تكون التوبة توبة نصوحًا.
وأضافت دار الإفتاء خلال فتوى منشورة عبر موقعها الرسمي، أنه يلزم الدعاء والاستغفار لِمَن وقعت عليه الغيبة، ومحاولة ذكر محاسنه ومدحه في مواطن غيبته.
وأكدت الدار أنه لا يلزم التحلل بإعلام مَنْ اغْتِيب؛ كما هو المختار للفتوى؛ لأن إعلامه مما يُدخل الكدر والغم على قلبه، وربما أدى إلى ضرر وعداوة بينهما يترتب عليها شرٌّ أكبر من الغيبة، وهذا مما يناقض مقصود الشارع في تحقق التعاطف والتراحم والمحبة بين الناس.
وعللت دار الإفتاء لهذا الحكم بأن اعتناء الشارع بالمنهيات أشد من اعتنائه بالمأمورات، فكانت المفسدة في إعلام من اغتيب بالغيبة أعظم من التحلل منها، وقد تقرر في قواعد الشرع الشريف: “دَرْءُ الْمَفَاسِدِ أَوْلَى مِنْ جَلْبِ الْمَصَالِحِ”.