المفتي: القبول المطلق للتراث يترتب عليه كثير من المشكلات والتناقضات
قال الدكتور شوقي علَّام، مفتي الجمهورية، إن دار الإفتاء تتعامل بكل ذكاء مع القضايا المعاصرة والمسائل المستجدة، من خلال اتباعها مبدأ الاختيار الفقهي بعدم الاقتصار على مذهب واحد من المذاهب الفقهية الـ4، علاوة على الاستثمار والاستفادة من مذاهب المجتهدين؛ تحقيقا لمصلحة البلاد والعباد.
وأضاف المفتي خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج نظرة المذاع على قناة صدى البلد، أن التعامل مع التراث يجب أن يكون بتعامل منهجي كامل، نبعد فيه عن القبول أو الرفض المطلق، والانتقاء العشوائي.
مبدأ الاختيار الفقهي بعدم الاقتصار على مذهب واحد
ونوه شوقي علام أن القبول المطلق للتراث تجعله بظرفه التاريخي ونسبيته حاكمًا على عصر غير عصره، وأناس غير أناسه؛ مما يترتب عليه كثير من المشكلات والتناقضات، وكذلك مدرسة الرفض المطلق أو مدرسة الانتقاء العشوائي تجعل التراث عائقًا لإحياء مآثر السلف الصالح وفضائلهم وجهدهم فضلًا عن إهمال قواعدهم ومعاييرهم المنضبطة.
وأكد مفتي الجمهورية أن الإفتاء تعتمد على المدرسة الوسطية، والتي تعتمد على التكامل بين الأصالة والمعاصرة، والامتنان والاحترام للأسلاف، مع عدم تقديس أقوالهم أو العمل بها ما دام قد تجاوزها الزمان.
وبشأن مدرسة الوسطية، نوه المفتي أن تلك المدرسة تعتمد على رأي أهل الخبرة في تخصصات الطب والاقتصاد والسياسة وغيرها، ممثلا بان حكم بخاخة الربو للصائم يتم أخذه على رأي أهل الطب في ذلك.
وفي وقت سابق، شدد الدكتور شوقي علَّام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، على ضرورة الوسطية في النقل من التراث عند التعامل مع الواقع والمستجدات فيجب أن تتم دون غلو أو تفريط.
وأضاف المفتي أن من العوار أن نستصحب ما كان لما هو كائن الآن وبعقل ليس فاهمًا، وكذلك من الخطأ رفض ما قعَّده الفقهاء وما تركوه لنا من ثروة فقهية بصورة كلية بدعوى تغيُّر الزمان والمكان، فمن دعا للاستغناء عن هذا التراث جملة وتفصيلًا فقد ضاع وضيَّع غيره وضل الطريق، فلا بد من الاستفادة من هذا التراث ولكن بعقل منفتح.