السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أم تحت رجلها الجنة.. رحلة 28 عامًا لتربية 3 أبناء من ذوي الهمم: شوفت أيام عمري ما أنساها

الحاجة منصورة وأبناؤها
محافظات
الحاجة منصورة وأبناؤها
الإثنين 01/مايو/2023 - 09:50 م

بملامح يكسوها الشقاء، من فرط ما عاشته من معاناة، ترسم ابتسامة على وجهها راضية صابرة على اختبار الله بعدما رزقها الله بـ 3 أبناء من ذوي الهمم، تضمهم إلى حضنها في حسرة، تدعو الله أن يجعل يومهم قبل يومها، حتى لا يعانوا بعدها.

منصورة خليفة، سيدة من سيدات الجنة، في الخمسينيات من عمرها، تقيم بقرية الجبلاو بمركز قنا، لم تكن قصة كفاحها عادية ولكنها أشبه بـالمستحيل من ظروف مادية صعبة وتربية 5 أبناء بمفردها بينهم 3 من ذوي الهمم إلا أنها ظلت صابرة وقوية ومكافحة لمدة 28 عامًا.

الست منصورة خلال اللقاء

معاناة الست منصورة في تربية أبنائها

معاناة الست منصورة بدأت عندما رزقها الله بـ ثلاثة أبناء يعانون من الإعاقة الذهنية منذ ولادتهم، فهم رجال لكن يحملون عقول أطفال رغم أنهم في مراحل عمرية متقدمة، فـ محمد يبلغ من العمر 28 عاما، وإبراهيم 26 عاما، وأحمد 22 عاما، ولديها بنتان أصحاء إحداهما تزوجت والثانية تجهزها استعدادا لحفل زفافها خلال الشهور المقبلة.

الحجة منصورة وأبنائها


تقول منصورة لـ القاهرة 24، إنها تزوجت من ابن خالتها وهي صغيرة في السن، وأنجبت منه ابنتها الكبرى أسماء، وبعدها بـ 5 سنوات رزقها الله بمحمد، وقبل بلوغه الـ 10 أشهر أصيب بوعكة صحية، وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل تبين أنه مصاب بتأخر زهني، مردفة: حمدت ربنا ورضيت وصبرت بابتلاء الله.
بعد عامين من ولادة السيدة منصورة لنجلها محمد رزقها الله بطفلها الثالث إبراهيم، الذي لم تظهر عليه في البداية أي علامات إعاقة ذهنية، إلا أنها بعد شهور على ولادته اكتشفت الأسرة إصابته بنقص في أكسجين المخ، ليصبح هو الآخر من ذوي الهمم: الصدمة زادت عليا والعبء زاد بس كنت دايما بحمد ربنا.

الحجة منصورة مع أبنائها

معاناة السيدة الخمسينية لم تتوقف عند هذا الحد فبعد فرحتها بإنجاب طفلتها الرابعة أية معافاة وسليمة، رزقت بابنها الثالث أحمد، لتتجدد معاناتها بعدما اكتشفت أيضا إصابته بإعاقة ذهنية، وتبدأ رحلة معاناتها معهم وحيدة، في ظل غياب زوجها آنذاك للعمل عامل نظافة في إحدى القرى السياحية.
 

وتوضح منصورة أنها وهبت حياتها لرعاية أبنائها، تسهر على كل تفصيلة من تفصيلات يومهم بدءًا من استيقاظهم في الصباح، ومساعدتهم في ارتياد دورات المياه، وتناول الطعام، واستحمامهم، والأهم من ذلك، ألا يغيبوا عن عينيها حتى لا يسببوا أي مشكلات، مضيفة: لحد دلوقتي بعملهم كل حاجة في حياتهم ومش بقدر أسيبهم لوحدهم عشان بيضربوا بعض بدون سبب.

الحجة منصورة وأبنائها 

عصبية ابنَي الحجة منصورة الأكبر والأصغر المستمرة وخوف الأوسط من غلق الأبواب، وتلبية احتياجاتهم وخدمتهم وتحمل تعديهم عليها بالسباب والضرب ليست المعاناة الوحيدة التي تواجهها السيدة الخمسينية، مشيرة إلى أن حالتهم وإعاقتهم هي راضية بها إلا أن أكثر ما يؤذيها هو جفاء وتعليقات الجيران والأغراب، مردفة: بسمع منهم كلام صعب وجارح بيخليني أشيل في نفسي وأبكي لوحدي، لحد ما أصبت بالضغط والعصب الخامس.

الحجة منصورة وأبنائها 

لا تتمنى الحاجة منصورة من الحياة سوى توفير نفقات علاج ابنها الأصغر أحمد، فهو أقلهم في نسبة الإعاقة، ليكون سندا لها ولوالده ولشقيقيه، مشيرة إلى أنها لا تعلم ما إذا كان علاجه سيكون حلا لشفائه أم لا، إنما هي أمنيات وأدعية ترسلها للسماء عسى أن يتقبل منها الله، مردفة: ساعات كتير بدعي ربنا لو مفيش أمل في شفائه ربنا يجعل يومهم قبل يومي عشان ميتبهدلوش بعدي.

تابع مواقعنا