وسط دوي الانفجارات.. طبيب مصري بالسودان يرفض العودة: المرضى هنا بحاجة لي | خاص
وسط دوي الانفجارات وطنين الاشتباكات المسلحة بالعاصمة السودانية الخرطوم، قرر طبيب مصري، يدعى الدكتور عبدالعاطي المناعي، عدم العودة إلى البلاد، وفتح عيادته الخاصة لاستقبال المرضى والحالات الطارئة وعلاجهم بالمجان.
طبيب مصري بالسودان يرفض العودة للبلاد
بدافع إنساني وواجب مهني، آثر الدكتور عبدالعاطي المناعي، من أبناء محافظة قنا، البقاء بالسودان وتخصيص عيادته لإنقاذ المرضى عوضا عن العودة آمنا لبلاده وسط أسرته، قائلا: المرضى هنا بحاجة شديدة لي، ومن المؤكد أن وجودي مفيد لهم، خصوصا وأن معظم المستشفيات أصبحت خارج الخدمة.
وأوضح عبدالعاطي المناعي، لـ القاهرة 24، أنه كان يتردد على السودان لسنوات، لكن منذ شهرين ونصف لم يغادر البلاد، ومع اندلاع تلك الاشتباكات، قرر البقاء لأداء واجبه المهني نحو المرضى، مؤكدا أنه لن يعود لمصر حتى تتحسن الأوضاع هناك بشكل نسبي.
واقتصرت خدماته الطبية للمرضى المترددين على عيادته الخاصة بالخرطوم أو من خلال التواصل عن بعد عبر الهاتف، نظرا لصعوبة الانتقال والتجول بالشوارع، لما تحمله من مخاطر.
طبيب مصري بالسودان يخصص عيادته لإنقاذ المرضى
تمكن الطبيب المصري عبدالعاطي المناعي من إنقاذ نحو 35 مريضا منذ بدء الاشتباكات الشهر الجاري، موضحا أن ذلك الرقم كبير مقارنة بصعوبة التحرك في الشارع والانتقال من مكان لآخر.
ورغم قرب عيادته من دوي الاشتباكات، لكنه لم يعد يكترث لأصواتها، التي اعتاد عليها، وأصبحت جزءا من حياته اليوميا، إلا أن قلبه اعتصر حزنا على ما آلات إليه الأوضاع في السودان الشقيق.
ويرى الطبيب المصري أن أكثر شيء آلمه هو وفاة مريض بغيبوبة سكر قبل أن يصل لعيادته، رغم سهولة وبساطة العلاج، بحسب قوله، إلا أن صعوبة الحركة بالشوارع حالت دون إنقاذه من الموت.
وعن أحوال أسرته بمصر، أكد الدكتور عبدالمعاطي المناعي أن أسرته انتابتها مشاعر القلق والخوف عليه، آملة عودته للبلاد، لكنه رفض، مطمئنا إياهم في مخاطباته بأنه يؤدي واجبا مهما تجاه محتاجين، مستعينا بالله لتوفير غطاء حماية له أثناء أداء عمله النبيل.