الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بين الماضي والحاضر

الإثنين 24/أبريل/2023 - 02:53 م

في ظل هذا الواقع الأليم كثيرًا ما يجول في خاطري أسئلة عديدة: كيف يمكن لإنسان أن تجتمع فيه كل مصارع السوء؟!
وكيف انجرف شبابنا لأهوائهم باتباعهم الكثير من التصرفات غير السوية؟! وكيف يمكن لإنسان أن يجهل ثوابت دينه؟!
-أتحدث هنا عن ثوابت الدين وليس عن الأمور الفقهية- وكيف خرجنا عن الفطرة السليمة؟!
الفطرة السليمة التي يولد عليها الإنسان، يولد صادقًا لا يعرف الكذب، أمينًا لا يفطن الغش، محبًا لا يعي البغض، مسامحًا لا يفهم معنى الانتقام لهوى النفس.
يولد الإنسان منا محصنًا ببراءة نطلق عليها "براءة الأطفال"، تلك البراءة التي تجذبنا إلى كل الأطفال لأنهم ما زالوا أنقياء لم تلوثهم الحياة بعد!
وفي حقيقة الأمر نحن نحب الأطفال لأننا نرى فيهم ما فقدناه فينا.. نحب فيهم ما ضاع منا في زحمة الحياة.

وهنا أقول إنه: يبقى الإنسان محتفظا بفطرته السليمة النقية حتى تأتي التربية الأسرية؛ التربية التي بسببها يكون الإنسان إما محصنا بقيم ومبادئ أخلاقية سامية، أو بسببها ينجرف الإنسان لأهوائه الخارجة عن الدين وهنا أقصد كل دين.
فالتربية في نظري تمثل قول الإمام البوصيري رحمه الله: "والنفسُ كالطفلِ إن تُهمله شَبَّ على.. حُب الرضاعِ وإن تفطمه يَنفطمِ".

وأيضًا في ظل هذا الواقع غير المريح من الناحية الاجتماعية والثقافية والإنسانية بالنسبة لكثير من البشر
سؤال يطرح نفسه.. متي نسترجع جمال الماضي؟.. في ظل هذا التقدم وفي ظل كل هذه المستحدثات التكنولوجية والعلمية والفكرية نقول: إن الماضي أجمل!

أقول: إن الماضي جميل بجمال البساطة وبعده كل البعد عن الحقد والحسد، واحتوائه على السعادة والصدق في القول والعمل.
ومن الذي أوصلنا إلي هذا التغيير وإلى افتقار الكثير من الأمان النفسي والاطمئنان الاجتماعي والرحمة الإنسانية المتمثلة في نبع الرحمة محمد صلي الله علي سيدنا محمد؟
فبالنظر إلي الماضي نجد الرحمة والإنسانية والإيثار والتعاطف والاحترام في المعاملة بين الناس، عكس ما نراه اليوم في مجتمعاتنا من الغلظة وعدم احترام الناس بعضهم البعض، وحب النفس والأنانية والنفاق...إلخ هذه الصفات المذمومة.

كم تمنينا ونحن صغار أن نكبر ويأتي المستقبل الذي رسمناه في خيالنا لنحقق آمالنا باعتقادنا أن الحياة سهلة وبسيطة، وباعتبارنا أن الحياة قليلة المتاعب.

ليتنا لم نكبر..! ليتنا لم نضع طفولتنا الجميلة في التفكير في المستقبل التي جعلته الشعوب قبيحًا رغم ما فيه من تقدم وتطور.
تطور العالم كل العالم ونسوا أن التطور الحقيقي يجب أن يكون من النفس أولا،  بالعاملة الحسنة والإيثار وحب الخير، وإلا فنحن جميعًا ذاهبون إلى الهاوية بغير رجعة.

في الماضي مثلا رغم صعوبة التنقل كان التواصل مستمرًا بين الأهل والجيران، أما اليوم فرغم سهولة وكثرة وتعدد وسائل التواصل فنرى قطع الرحم الذي أمرنا الله تعالي أن نصلها.

تعددت المشكلات والهموم وكثرت الجرائم وعمليات الإرهاب الغاشم الحقير وبكل أسف يقال هذا ما يطلبه الدين!!
بالله عليكم أي دين هذا الذي يروع ويقتل ويغتصب الأطفال والرجال والنساء والشيوخ؟ فقد جئتم ظلمًا وزورا.

الفروقات كثيرة بين ماضينا وحاضرنا، بين ما نعيشه نحن الآن وما كان عليه آباؤنا وأجدادنا.. ماضيهم كان جميلا بما فيه من قلوب طيبة ومن كرم رغم مشقة العيش.

في الماضي كان الإنسان يعيش ظروفًا صعبة إلا أن الابتسامة كانت تملأ وجهه والرضا يسكن قلبه.. أما اليوم فنحن في رغد من العيش ولكن قلما تجد شخصا راضيا بما قسمه الله له.

هكذا نحن.. وستسوء أحوالنا رغم تقدم مجريات الدنيا بأكملها ما لم نغير أنفسنا ونرجع لديننا حتي لا نكون من الذين قال الله فيهم: {ٱلَّذِینَ ضَلَّ سَعۡیُهُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَهُمۡ یَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ یُحۡسِنُونَ صُنۡعًا}.
[سُورَةُ الكَهۡفِ: 104]

تابع مواقعنا