سعيد أن أرسل لكم هذه الرسالة.. ننشر نص تهنئة البابا تواضروس الثاني لأقباط المهجر بمناسبة عيد القيامة
وَجَّهَ قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الرسالة البابوية لعيد القيامة المجيد 2023، والتي يرسلها سنويًّا لأبنائه في المهجر لتهنئتهم بالعيد وإيصال رسالة روحية لهم، وذلك في إطار دعم التواصل بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبين أبنائها المتواجدين في جميع أنحاء العالم.
وتحدث قداسة البابا في رسالته الرعوية عن إحدى عطايا القيامة الغنية وهي "العين (النظرة) الإيجابية للحياة" واتخذ قداسته نماذجًا ثنائية تعبر عن نظرة الإنسان للأمور، هما:
- يوحنا الحبيب ويهوذا الإسخريوطي.
- اللص اليمين واللص الشمال.
وتمت ترجمة الرسالة لـ 13 لغة مختلفة لتتناسب مع اتساع البلاد التي تخدم بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية واللغات التي يتحدثها أبناؤها.
رسالة البابا تواضروس الثاني لأقباط المهجر
وقال البابا تواضروس الثاني في رسالته البابوية، أهنئكم جميعا بعيد القيامة المجيد في عام 2023 نحتفل بالقيامة المجيدة بعد هذا الصوم الطويل، الصوم المقدس والذي امتد إلى 55 يومًا تحتفل بالقيامة كما في كل عام، وكما تعلمون أن ن احتفال القيامة هو احتفال بأساس إيماننا وهذا الاحتفال بالقيامة هو احتفال بالمسيحية، والاحتفال بالإيمان بالمسيح. ولذلك نحتفل بالقيامة في كل يوم في صلاة باكر بالأجبية، وتحتفل بها في كل أسبوع في يوم الاحد لأنه يوم القيامة ويوم النور ونحتفل بها أيضا في كل شهر في تاريخ 29 من الشهر القبطي، وهو تذكارات للبشارة وللميلاد والقيامة. ونحتفل بها كل عام في عيد القيامة المجيد ويمتد احتفالنا الى 50 يوما تسميها الخماسين المقدسة.
وأضاف البابا تواضروس الثاني، والحقيقة أن عطايا القيامة عطايا كثيرة جدًا في حياة الانسان وأود أن اتحدث معكم عن عطية من العطايا الغنية التي في قيامة رب المجد.
وتابع، هذه العطية هي عطية العين الإيجابية للحياة، الإنسان خلق له الله العين كعضو للنظر، خلق له عينان في وجهه لكي ينظر الى الحاضر وينظر الى المستقبل ولم يخلق له عينًا في الخلف حتى لا ينظر الى الماضي جعله ينظر الى الامام دائما. وهذه العين على الرغم اننا نشترك جميعا في تركيبها،
وأردف، التركيب الفسيولوجي والتركيب التشريحي، ولكن نظرة العين تختلف من واحد إلى آخر لنفس الشيء. لذلك العين الإيجابية للحياة تتميز بثلاث ميزات؛ الميزة الأولى إنها عين واقعية تنظر للأمر في واقعيته وفي حدوده وفي شكله وليس في الخيال وتنظر للأمر في واقعيته، إنه أمر واضح أمام الانسان ولا يحتمل أي تأويل
واستكمل، والجانب الآخر للنظرة الإيجابية للحياة، إنها نظرة إنسانية يعني يجب أن تشتمل نظرة الإنسان للأمور على عمل الرحمة لأن عكس الرحمة توجد القساوة والقساوة امتلأت بها قلوب كثيرة في العالم ولذلك نظرتها ليست نظرة إنسانية.
وأضاف، الجانب الآخر للعين، يجب أن تكون النظرة متكاملة وليست نظرة متناقصة. كما تدرون جميعًا اننا نقول الكوب الذي فيه جزء من الماء، هذا الكوب ممتلئ ام ناقص؟ البعض يراه كوبًا ممثلًا من الماء، هذه نظرة إيجابية ونظرة متكاملة. والبعض يراه كوبا ناقصًا، وبالتالي هذه نظرة سلبية.. هذه الأمور، النظرة الواقعية والنظرة الإنسانية والنظرة المتكاملة، تشكل جميعها العين الإيجابية للحياة.
وأضاف، ساعطيكم بعض الأمثلة من أحداث الصليب والقيامة.
وتابع، كان يوحنا الحبيب، ويهوذا الاسخريوطي، تلميذين من الاثنى عشر اختار هما السيد المسيح، ورأيا تعاليم السيد المسيح ومعجزاته وكانا معه. وبالتأكيد كان هناك حوارات بينهما وبين السيد المسيح يوحنا الحبيب كان له النظرة والعين الإيجابية للحياة نراه يرتبط بالسيد المسيح، يصل معه حتى الى الصليب والى المحاكمات. ونراه يجد المتعة الكبيرة في انه يتكئ برأسه على صدر السيد المسيح وهو أطلق على نفسه التلميذ الذي كان المسيح "يحبه (يوحنا 26:19 في المقابل، يهوذا الاسخريوطي كانت نظرته مادية، وكانت نظرته سلبية. ولم ير في المسيح انه المخلص الفادي الذي جاء لأجل خلاص العالم ولأنه لم يجد فيه تحقيق اطماعه المادية أو الأرضية ولذلك باع سيدة بثلاثين من الفضة. وفي النهاية ذهب وشنق نفسه ومات وخسر نصيبه الأبدي الاثنان لهما نفس الموقف واحد له العين الإيجابية والآخر له العين السلبية.
واختتم البابا تواضروس، أنا سعيد أن أرسل لكم هذه الرسالة أقدم التهنئة القلبية باسم الكنيسة القبطية وباسم المجمع المقدس، وأقدمها من هنا من مصر الى كل الإيبارشيات والى كل الكنائس والأديرة في ربوع العالم كله أهنئ اخوتي الأحباء الأباء المطارنة والاباء الأساقفة والأباء الكهنة والآباء الرهبان والأمهات الراهبات ومجالس الكنائس وكل الشباب وكل الخدام وكل الشمامسة وكل الشعب وأيضا الى كل الأطفال. اهنئكم جميعا أينما كنتم في أوربا، افريقيا اسيا أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية، أو في قارة استراليا. اهنئكم جميعا. وهذه التهنئة احملها اليكم إلى كل فرد طالبا من ربنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات أن يفرحكم على الدوام وأن يعطيكم العين الإيجابية لكل عمل ولكل حدث في حياة الانسان لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن والى الأبد، امين آخريستوس انيستي، اليسوس انيستي..