الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

شيخ الأزهر: ما الذي يحمل المسلم الفقير المعوز على أن يتزوج بثانية ويترك الأولى بأبنائها وبناتها؟

الدكتور أحمد الطيب
دين وفتوى
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
الأحد 09/أبريل/2023 - 02:07 م

واصل الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، خلال حلقة اليوم من برنامجه حديث الإمام الطيب، حديثه عن موضوع فوضى الزواج كما يوضح شروط تعدد الزوجات.

شيخ الأزهر: ما الذي يحمل المسلم الفقير المعوز على أن يتزوج بثانية ويترك الأولى بأبنائها وبناتها يعانين الفقر؟

وتساءل شيخ الأزهر: ما الذي يحمل المسلم الفقير المعوز على أن يتزوج بثانية ويترك الأولى بأبنائها وبناتها، يعانين الفقر والضياع ويتكففن الأهل والأقارب ثم لا يجد حرجًا في صدره يرده عن التعسف في استعمال حق شرعي خرج به عن مقصوده ومآلاه، مضيفا: أليس السبب هو الفهم المعوج عن آية "مثنى وثلاث ورباع"، وأن الفتاوي التي طرقت أسماع العامة في هذه المأساة اقتصرت على التركيز على أمر مشروط وهو إباحة مثنى وثلاث وصمتت عن الشرط، الذي هو التأكد من العدل وعدم لحوق الضرر بالزوجة الأولى.

وأكمل شيخ الأزهر: نعم قد ترسخ هذا الفهم حتى باتت العامة، وأكاد أقول والخاصة باتوا يتصورون أن التعدد حق مباح بدون قيد أو شرط وترسخ في وجدانهم أنه لا مسؤلية شرعية تقف دون هذه الرغبة حتى لو كان الباعث عليها شهوة طائشة أو نزوة طارئة. 

يتصورون أن التعدد حق مباح دون قيد ولا شرط.. الإمام الطيب يستكمل حديثه عن فوضى الزواج

وأكد شيخ الأزهر، أنه مرة أخرى سبب الإشكال في هذا الأمر هو تفسير النصوص في ضوء العادات والتقاليد وليس تحكيم النصوص في توجيه هذه العادات والتقاليد وأن هذه العلة لا زالت تعمل عملها رغم تنبيه كثير من علمائنا وفقهائنا المعاصرين لأخطارها المتراكمة على مجتمعاتنا في نهضتها الحديثة. 

ولفت شيخ الأزهر إلى أنه: ممن نبه على أزمات فقه المرأة وأكد على ضرورة مراجعته شيخنا وأستاذنا الجليل الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه الرائد قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة، والذي يقول فيه: والحق أن قضايا المرأة تكتنفها أزمات عقلية وخلقية واجتماعية واقتصادية، وأن الأمر يحتاج إلى مراجعة ذكية لنصوص وردت وفتاوي تورثت وعادات سيئة تترك طابعها على حياة الناس، لا بد من دراسة متأنية لما نشكوا منه ودراسة تفرق بين الوحي وما اندس فيه وبين ما يجب محوه واثباته من أحوال الأمة.

وتابع شيخ الأزهر: وقبل الشيخ الغزالي رحمه الله وبما يزيد عن 100 عام مضت، نبه الأمام محمد عبده إلى أزمة فقه المرأة في عصره، وقال في أسف بالغ إن واقع المرأة العربية الإسلامية ليس من الإسلام في شيء وأن المسلمين قد تدنوا بالمرأة من منزلة شريفة كان الإسلام قد أنزلها فيها، وغمطوها حقوقا كان قد اعترف لها بها وأن إحياء الإسلام إذا ليستوجب في بعض مايستوجب من أعمال إصلاح وضع المرأة ولم ينسى رحمه الله أن يلفت الأنظار إلى الأضرار التي تلحق المرأة من جراء تعدد الزوجات لما فيه من ألم تشعر به إذا كانت محبة له ومخلصة في محبته. 

وواصل: الأمام محمد عبده أكد أن الرجل المهذب المحترم  لما يفرضه عليه الشرع والعدل يصعب عليه النهوض بواجب الجمع بين زوجتين ويرى الإمام، أن الأعذار المبيحة للتعدد هي الضرورات المعروفة من مرض لا يسمح للزوجة أن تقوم بأداء حقوق الزوجية، بل إنه رحمه الله لتذهب به مروءة العلماء الصادقين إلى مستوى أرقى ليقول فيه: إني لا أحب أن يتزوج الرجل بامرأة أخرى على زوجته المريضة حيث أنها لا ذنب لها فيما أصيبت به"، ثم يقول والمرؤة تقضي أن يتحمل ما أصيبت به امرأته من العلل كما تتحمل هي ما عساه أن يصاب به.

تابع مواقعنا