فضل العشر الأواخر من رمضان 1444/2023.. علامات ليلة القدر وسبب إخفائها
فضل العشر الأواخر من رمضان يريد ملايين المسلمين معرفتها، حيث تعتبر العشر الأواخر من الشهر الكريم أكثر الأيام الذي يستحب فيها ممارسة العبادات والتقرب إلى سبحانه وتعالى والتصدق لما تحمله من فضائل وأجرًا وثوابًا كبيرًا للعبد.
وذكر فضل العشر الأواخر من رمضان في عدد من الأحاديث النبوية، كما تحل ليلة القدر في الثلث الأخير من الشهر المبارك، وفيما يلي يستعرض القاهرة 24 فضل العشر الأواخر من رمضان 1444/2023، بالإضافة إلى علامات ليلة القدر.
فضل العشر الأواخر من رمضان
وورد لدار الإفتاء المصرية سؤالًا عن فضل العشر الأواخر من رمضان وما يجب على المسلم فعله في هذه الأيام المباركة، وأجابت الإفتاء قائلة، إن فضل العشر الأواخر من رمضان كبير ويكفي أن فيها ليلة هي خير من ألف شهر ألا وهي ليلة القدر، ولعظيم فضل العشر الأواخر من رمضان، روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيى ليله وأيقظ أهله وشد مئزره” وفي رواية عن مسلم: “كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره”.
وأوضحت الإفتاء أنه ينبغي للمسلم أن يجد ويجتهد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان بكثرة الصلاة وقراءة القرآن والذكر والاستغفار بقصد التعرض لعفو الله ورحمته ورضوانه، وأيضًا لعله يوافق ليلة القدر فلا يشقى بعدها أبدًا، وهي ليلة أخفيت في العشر الأواخر من رمضان ليجتهد طالبوها في هذه الفترة فعن عُبَادَةُ بْن الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: “إِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمُ الْتَمِسُوهَا فِى السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ”. رواه البخاري - باب الإيمان.. والله سبحانه وتعالى أعلم..
علامات ليلة القدر وسبب إخفائها
وعن سبب إخفاء ليلة القدر، قالت الإفتاء إن الله سبحانه وتعالى أخفى رضاه في طاعته؛ ليستزيد أصحاب الطاعات في أعمالهم، وأخفى غضبه في معصيته؛ لينزجر أصحاب السيئات عن أعمالهم، ولذلك اقتضت حكمة الله تعالى أن يُخفي أعمار الناس وآجالهم فلم يحددها؛ ليجد الإنسان في طاعة ربه، فينال رضاه، قال تعالى: “وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ” سورة الأعراف / الآية 34.
كما أخفى الساعة في الزمن، قال تعالى: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” سورة الأعراف / 187.
ولفتت الإفتاء إلى أن الله عز وجل أخفى ليلة القدر في رمضان لِيَجِدَّ الصائم في طلبها، وخاصة في العشر الأواخر منه، فيشمر عن ساعد الجد، ويشد مئزره، ويوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ أملًا في أن توافقه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ () تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ () سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” القدر: الأية 3 إلى الآية 5، فتكون حظه من الدنيا وينال رضا الله في دنياه وفي آخرته؛ لذلك أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان حثًّا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان.
وأما علامات ليلة القدر: فقد ذكر الإمام القرطبي في "تفسيره" (20/ 137، ط. دار الكتب المصرية) لسورة القدر قوله: [الثانية: في علاماتها: منها أن الشمس تطلع في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها. وقال الحسن قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة القدر: «إِنَّ مِنْ أَمَارَاتِهَا: أَنَّهَا لَيْلَةٌ سَمْحَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، تَطْلُعُ الشَّمْسُ صَبِيحَتَهَا لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ». وقال عبيد بن عمير: كنت ليلة السابع والعشرين في البحر، فأخذت من مائِه، فوجدته عذبًا سلسًا] اهـ.. والله سبحانه وتعالى أعلم…
دعاء ليلة القدر
دعاء ليلة القدر من أكثر العبارات رجًا خلال الساعات الماضية على محرك بحث جوجل، حيث يريد المسلمون معرفة نص دعاء ليلة القدر، ولكن في حقيقة الأمر لا يوجد نص للدعاء في هذه الليلة المباركة، ولكن يستحب ممارسة العبادات بها وخاصة الدعاء، لأنها من أعظم وأقرب العبادات على الله، وأن الدعاء في هذه الليلة المباركة مستجاب، وفيما يلي نستعرض معكم دعاء ليلة القدر:
- اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
- اللّهُمَّ ارْزُقني فيهِ فَضْلَ لَيلَةِ القَدرِ، وَصَيِّرْ أمُوري فيهِ مِنَ العُسرِ إلى اليُسرِ، وَاقبَلْ مَعاذيري وَحُطَّ عَنِّي الذَّنب وَالوِزْرَ، يا رَؤُفًا بِعِبادِهِ الصّالحينَ.
- اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
- رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.