دعاء السجدة في القرآن وفقا للسنة النبوية.. كيفية السجود وشروطه

يبحث ملايين المسلمين عن دعاء السجدة في القرآن أو دعاء سجود التلاوة، وهو ما يحرص على معرفته المسلمون في شهر رمضان تحديدا، فهو شهر الصيام وشهر تلاوة القرآن، وهما شفيعان لصاحبهما يوم القيامة، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان".

دعاء السجدة في القرآن 

أوضح النبي صلى الله عليه وسلم دعاء السجدة في القرآن بصيغتين وهما "سجدَ وجهي للَّذي خلقَهُ، وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ، بحولِهِ وقوَّتِهِ فتبارَكَ اللَّهُ أحسنُ الخالقينَ" والصيغة الثانية " اللَّهمَّ اكتب لي بها عندَكَ أجرًا، وضع عنِّي بها وزرًا، واجعلْها لي عندَكَ ذخرًا، وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلتَها من عبدِكَ داودَ".

دعاء السجدة في القرآن أو دعاء سجود التلاوة أثناء قراءة القرآن الكريم سنة مؤكدة يتم الإتيان بها عند قراءة الآيات التي تبين مواضع السجود في المصحف الشريف، وعددها 15 آية، وهي سنة في الصلاة وغير الصلاة حيث يثاب فاعلها ولا يأثم تاركها ولكن الأولى أن يردد المسلم دعاء السجدة في القرآن.

وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريف التي تبين أهمية دعاء السجدة في القرآن، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ، أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ"، وفي حديث آخر عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة فيها السجدة فيسجد ونسجد".

دعاء السجدة في الصلاة

يقال دعاء السجدة في القرآن عند الصلاة أو عند تلاوة القرآن في غير الصلاة، ويمكن للمسلم أن يسجد للتلاوة ويقول ما يقول في سجود الصلاة سواء فيه التسبيح والدعاء، ويستحب أن يقول في سجوده ما روت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يردد في دعاء السجدة التلاوة «سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته».

في حال صلاة المسلم منفردا أو في جماعة، وتمت قراءة آية بها سجدة، فعليه أن يكبر ويسجد سجود التلاوة ويردد دعاء السجدة في القرآن ثم يكبر ويرفع رأسه من السجود قائما ويستكمل قراءة باقي الآيات ومن ثم يستكمل أركان الصلاة بالركوع والسجود الأساسي.

ولمن يتساءل متى يقال دعاء السجدة في القرآن، فهو يقال عقب قراءة الآيات التي يتضح منها علامة السجدة المبينة في المصحف الشريف، وتتخذ هذه العلامة شكل أيقونة القبلة، وعدد آيات سجود التلاوة 15 آية موزعين كالتالي:

• سجدة في سورة الأعراف.
• سجدة في سورة والرعد.
• سجدة في سورة النحل
• سجدة في سورة الإسراء.
• سجدة في سورة مريم.
• سجدتان في سورة الحج.
• سجدة في سورة الفرقان.
• سجدة في سورة النمل.
• سجدة في سورة السجدة.
• سجدة في سورة ص.
• سجدة في سورة فُصِّلت.
• سجدة في سورة النجم.
• سجدة في سورة الانشقاق.
• سجدة في سورة العلق.

كيف تسجد سجدة القرآن

الكيفية الصحيحة لسجدة القرآن أن يكبر الإنسان ويسجد كسجود الصلاة ويقول: "سبحان ربي الأعلى"، "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي"، ويدعو دعاء السجدة في القرآن "اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي لله الذي خلقه، وصوره، وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته"، "اللهم اكتب لي بها أجرًا، وضع عني بها وزرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود"، ثم يقوم بلا تكبير ولا تسليم.

الآيات التي يقرأ بعدها دعاء السجدة في القرآن:

• إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ.
• وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ.
• وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ.
• قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا.
• أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا.
• أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ.
• يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون.
• وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا.
• أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ.
• إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ.
• قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ.
• وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ.
• فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا.
• وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ.
• كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ.

السجدة في القرآن في المواصلات

لمن يتعذر عليه قول دعاء السجدة في القرآن بسبب قراءته للقرآن في الموصلات أو لأي أسباب أخرى مشابهة، ففي هذه الحالة يتم ترديد دعاء السجدة عند عدم السجود بقول الباقيات الصالحات "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، وهو ما أوضحته دار الإفتاء المصرية مؤكدة إنه لا حرج في ترك السجود مع إكمال التلاوة، وعدم التوقف إذا كان الشخص في مكان لا يستطيع فيه السجود للتلاوة.

دعاء سجود التلاوة عند المالكية

دعاء سجود التلاوة عند الفقهاء سنة ما عدا الأحناف فهو واجب عندهم، وذهب جمهور الفقهاء من المالكية أن سجود التلاوة سنة للقارئ والمستمع، وقد استدلوا بذلك الحكم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه أنه قال: (إذا قرأ ابنُ آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويْلَهُ، وفي رواية أبي كُرَيْب: يا ويلي، أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فليَ النار. وفي رواية: فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ).

أما شروط دعاء سجود التلاوة فهي استقبال القبلة بشكل أساسي، والطهارة على قولين، قول الفقهاء الأربعة بأنها واجبة، والقول الثاني عن السلف الصالح وبعض العلماء أن الطهارة ليست بواجبة لسجود التلاوة، وتعددت الآراء أيضا في اشتراط ستر المرأة لشعرها عند سجود التلاوة، فقول الفقهاء الأربعة أن سجدة القرآن يشترط فيها ما يشترط لصحة الصلاة، وبالتالي يجب ستر المرأة لشعرها، والقول الثاني أن سجود التلاوة ليس بصلاة.