ما حكم الاجتماع لقراءة القرآن الكريم والاستماع إليه في ليالي رمضان؟.. الإفتاء توضح
تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالا من أحد المتابعين، نصه: اعتاد الناس في قريتنا على إقامة الحفلات والاجتماع لسماع القرآن الكريم في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المُعَظَّم، فادَّعى بعض الشباب أنَّ ذلك بدعة غير جائزة، فما رأي الشرع في ذلك؟.
الإفتاء: اجتماع المسلمين على قراءة القرآن الكريم والاستماع إليه أمر مستحب شرعًا
وقالت الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني في فتوى سابقة: اجتماع المسلمين على قراءة القرآن الكريم والاستماع إليه أمر مستحب شرعًا، ولا خلاف في جوازه ومشروعيته؛ فقراءة القرآن الكريم أفضل أنواع ذكر الله الذي حضَّنا ربنا تبارك وتعالى عليه، كما أنَّ للاجتماع على قراءة القرآن الكريم فضلًا عظيمًا؛ فإن المولى سبحانه وتعالى جعل المجتمعين في هذا المجلس ممَّن تحفُّهم الملائكة، وتغشاهم الرحمة، ويذكرهم الله تعالى فيمَن عنده.
وأضافت الإفتاء: جاء الشرع الشريف بالدعوة إلى الاجتماع والتعاون بين المسلمين في أعمال الخير والبر؛ فقال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2]، ومِن حثّه على ذلك كان الأمر بالاجتماع على ذكر الله؛ حيث إنَّ الاجتماع على ذكره تعالى من أفضل العبادات، قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]، وجاءت النصوص من السنة النبوية ببيان ما أعدَّه الله تعالى للمُجْتَمِعين على ذكره من جزيل عطائه؛ فهم ممَّن تحفُّهم الملائكة، وتغشاهم الرحمة، ويذكرهم الله تعالى فيمَن عنده؛ فروى مسلم في صحيحه"عن الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ أنه قال: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ).
أفضل الذكر قراءة القرآن الكريم
وأوضحت الإفتاء: فالأمر باستحباب الاجتماع على ذكر الله تعالى عام يشمل كلَّ حالٍ وزمانٍ ومكانٍ، كما يشمل شتى أنواع الذكر لله تعالى من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك من أنواع الذكر المحمود، وهو من باب أولى يشملُ قراءة القرآن الكريم؛ لأنه أفضلُ الذكر كما جاءت بذلك النصوص من السنة الشريفة وتكاثرت بذلك أقوال الفقهاء؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ شَغَلَهُ الْقُرْآنُ عَنْ ذِكْرِي وَمَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ. وَفَضْلُ كَلَامِ اللهِ عَلَى سَائِرِ الكَلَامِ كَفَضْلِ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ) أخرجه الترمذي في سننه وحسنه.
وواصلت الإفتاء: قال العلامة الشيرازي الحنفي في المفاتيح في شرح المصابيح: قراءة القرآن أفضل من الذكر؛ لأنَّ القرآن كلام الله تعالى، وفيه المواعظ والحكم والاعتبارات، وغير ذلك من الفوائد التي لا يمكن إحصاؤها، وقد جاء في الحديث أنَّ القارئ يُعطَى بكل حرف عشر حسنات، ولأنَّ القيام والمداومة بالقرآن سبب بقاء القرآن بين الناس، وبقاءُ القرآن بقاءُ الدين، ولا شك أنَّ الساعي في شيء فيه بقاء الدين أفضل من غيره] اهـ.