السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

اعتداء على حرمة القدس والمسلمين في رمضان.. ممارسات الاحتلال تُهدد بتصعيد جديد مع الفلسطينيين

الصراع في فلسطين
سياسة
الصراع في فلسطين
الخميس 06/أبريل/2023 - 09:36 م

دخل الاحتلال الإسرائيلي في صراعات متعددة على مختلف الجبهات، آخرها الأحداث الغاشمة في المسجد الأقصى المبارك خلال اليومين الماضيين، وتبادل إطلاق الصواريخ على الحدود اللبنانية اليوم، وقبلها القصف الإسرائيلي المتواصل على سوريا، ونظرًا إلى الأحداث الجارية في المنطقة، والتي يقودها الاحتلال الإسرائيلي بالتصعيد مع الأطراف المتعددة، فأنه هناك احتمالية لنشوب صراع كبير في المنطقة وبوادر حرب جديدة تطرق الأبواب.

الساحة الفلسطينية الإسرائيلية

وشهدت الساحة الفلسطينية الإسرائيلية تصعيدًا خطيرًا خلال اليومين الماضيين بسبب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى بشكل متكرر منذ فجر الأربعاء، واعتقال عددًا من المصليين، وضربهم ضربًا مبرحًا داخل المسجد الأقصى. 

وكذلك، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي وصول عدد من المصلين إلى المسجد الأقصى، فجر اليوم الخميس، وفرضت قيودًا على الدخول لأداء صلاة الفجر، ونفذت اعتقالات ضد الفلسطينيين. 

وشنت مقاتلات حربية للاحتلال إسرائيلي، صباح أمس الأربعاء، غارات جوية على مواقع في قطاع غزة بعد إطلاق صواريخ من القطاع المحاصر على جنوبي الاحتلال الإسرائيلي، في أعقاب توترات المسجد الأقصى. 

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، إطلاق نار على موقع عسكري عند معبر 300 في طريق بيت لحم، ولم يسفر الهجوم عن إصابات، إلا أنه ألحق ضررًا بالموقع العسكري.

وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح الفلسطينية: كان هناك استشرافًا لإقدام الاحتلال الإسرائيلي على التصعيد ضد الشعب الفلسطيني خلال شهر رمضان المبارك، وظهر ذلك من خلال اقتحام الاحتلال المسجد الأقصى فجر الأربعاء والاعتداء على المصللين، واعتقال من 500 إلى 600 مصلي، ووقع عددًا من الإصابات، وتدنيس باحات المسجد الأقصى، وهذا التصعيد الذي أقدمت عليه قوات الاحتلال بشكل سافر، كان رسالة وانقلاب على قمتي العقبة وشرم الشيخ. 

وأضاف الرقب حول التساؤل الخاص بأسباب التصعيد الآن في تصريحات للقاهرة 24: أنه جرت العادة باقتحام المسجد الأقصى خلال عيد الفصح بشكل متكرر، ولكن هذه المرة كان وزير الأمن القومي للاحتلال بن جفير على رأس الأمر، والذي يؤمن بضرورة التأسيس للصراع الديني. 

وأكمل: بعد أن راءت إسرائيل موقف الدول العربية والموقف العالمي تراجع الاحتلال وتدخل نتنياهو لوقف إجراءات بن جفير لعدم احتدام الصراع وفتح جبهة مواجهة جديدة وهو ما يلقي بظلاله على الصراع بشكل عام في المنطقة، وحتى هذه اللحظة لا نستطيع أن نقول أنه ستكون هناك انتفاضة ثالثة لعدة أسباب منها، فقدان الثقة بين الفصائل الفلسطينية بالتحديد بين حركتي فتح وحماس، ولكن أي انتفاضة ثالثة ستأتي من الحراك الشعبي في فلسطين للانتفاض ضد الاحتلال، ولكن أي انتفاضة قد يستغلها بن جفير وسيموتريتش لشن الهجوم وحل السلة الفلسطينية وهو ما يسعون إليه.  

الصورة
انتفاضة للفلسطينيين 

الساحة اللبنانية الإسرائيلية 

كما شهدت الساحة اللبنانية الإسرائيلية تطورًا غير مسبوق منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، بسبب الأحداث الجارية على منطقة الحدود مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث جرى إطلاق عددًا من الصواريخ من لبنان في اتجاه إسرائيل تصل إلى 40 صاروخًا خلال 24 ساعة، بينما ردت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف المدن اللبنانية بالمدفعية الثقيلة وبشكل غاشم. 

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسقاط طائرة أطلقها لبنان باتجاهه، ووفقًا للتقارير العبرية، فإن القبة الحديدية اعترضت صاروخا أطلق من لبنان، وتعرض الشمال الإسرائيلي للمزيد من الصواريخ القادمة من لبنان، وتفعيل حالة الإنذار في مستوطنات بالجليل الغربي، الواقعة في المنطقة الحدودية مع لبنان، وفتح الملاجئ العامة للمستوطنين. 

وكشفت وكالة رويترز، عن وقوع قصف مدفعي على جنوب لبنان بعد هجمات صاروخية، حيث أن إسرائيل تقصف بالمدفعية جنوب لبنان بعد استهدافها بقذائف صاروخية. 

وأوضح المحلل الفلسطيني أيمن الرقب في شأن الأحداث على الساحة اللبنانية، أنه كما هو معروف منذ حرب عام 2006 في لبنان، لم يتعرض للاحتلال لمثل هذه الصواريخ من جنوب لبنان، حيث تحدث الاحتلال عن إطلاق 34 صاروخ من جنوب لبنان، ومن المتوقع أن تكون هناك ردة فعل إسرائيلية.  

الصورة
هجمات جنوب لبنان 

الساحة السورية الإسرائيلية 

ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية بشكل متواصل على المدن السورية طوال الأيام الماضية، راح ضحيتها عشرات المدنيين وتدمير البنية التحتية في عدة مواقع أبرزها قصف مطار حلب ودمشق بشكل متكرر. 

واسقطت القوات الجوية الإسرائيلية طائرة مسيرة قادمة من سوريا حاولت دخول الأجواء التابعة للاحتلال، الأحد الماضي، تلاها قصف عددا من المواقع السورية في محيط مطار دمشق.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها المتواصل على سوريا بشكل مكثف خلال الأيام الماضية، وبشكل شبهة يومي، كان آخرها الهجوم الإسرائيلي على عددًا من المواقع السورية الأحد الماضي، والذي أسفر مقتل عددًا من العناصر في المنطقة من بينهم اثنين من كبار الضباط التابعين للحرس الثوري الإيراني

وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، زعم في افتتاح اجتماع حكومة الاحتلال الأسبوعي صباح الأحد الماضي، أن إسرائيل ستواصل محاربة كل القوى الخارجية التي تهدد أمنها. في إشارة واضحة للأحداث في الساحة السورية وما تقوم به إسرائيل من هجمات متكررة ضد أهداف إيرانية على أرض سوريا. 

القصف الإسرائيلي على سوريا 

كيف تنظر إسرائيل إلى الوضع؟ 

وشهدت إسرائيل أجواء تصعيدية خطيرة على مختلف الجبهات خلال اليومين الماضيين، بسبب تعديات قوات الاحتلال المتواصلة، في أعقاب الأزمة الداخلية التي شهدتها تل أبيب على مدار أسابيع ماضية بسبب ملف التعديلات القضائية، وسط تحذيرات من خطورة الوضع الأمني الآن. 

وقالت صحيفة هآرتس العبرية، إن الجيش يعتقد أنه يجب تهدئة التوتر في المسجد الأقصى لمنع التصعيد الإقليمي في المنطقة، وذلك في أعقاب الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى منذ فجر الأربعاء الماضي، فبحسب التقديرات فإن إطلاق الصواريخ جاء ردا على المواجهات التي وقعت في الأيام الأخيرة في الأقصى، والمداهمات الليلية من شرطة الاحتلال للأقصى.

بينما أوضح موقع واللا العبري وموقع أكسيوس الأمريكي، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أصدرت تعليمات لسفرائها بأن تل أبيب سترد على إطلاق الصواريخ من لبنان في الوقت والمكان المناسبين، بينما قال متحدث باسم جيش الاحتلال، إن إطلاق القذائف الصاروخية من لبنان حدث خطير على إسرائيل. 

وعقد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هيرتسي هاليفي ورئيس جهاز الشاباك رونان بار؛ للوقوف على آخر تطورات الموقف على الحدود مع لبنان، واستخلاص نتائج التصعيد الأخيرة في المنطقة. 

وبحسب وسائل الإعلام العبرية، عقده وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف جلانت جلسة تقدير موقف مع قادة الأجهزة الأمنية، وصدرت تعليمات بإعداد قائمة بعمليات الرد المحتملة لعرضها خلال جلسة الكابينت. 

وزعم المراسل العسكري لصحيفة معاريف العبرية تال ليف رام: إن مشاركة رئيس الشاباك في الاجتماع بين رئيس الأركان وضباط الجيش يشير إلى الثقل الذي توليه المؤسسة الأمنية لعلاقة الفصائل الفلسطينية بما جرى وخاصة مع التطورات في الأقصى. 

وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية نقلا عن مصادر أمنية في جيش الاحتلال: أن إسرائيل لن تدخل في حرب ضد لبنان لكن سيكون هناك رد، وأن قادة الأجهزة الأمنية يدركون أن إطلاق الصواريخ من لبنان هو رد فلسطيني لما حدث في المسجد الأقصى ومع ذلك لا يمكن التأكيد بأن حزب الله كان على علم أم أنه غض الطرف. 

ومن ناحية أخرى، قال الجنرال احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل زيف: إن ترابط الساحات مقلق جدًا، لكن لا أعتقد بأن حزب الله هو الذي يقف خلف إطلاق الصواريخ، الأمر يبدو بأنه محاولة من حماس لإيجاد حالة من كي الوعي على الجبهة الشمالية، ونعتمد دائما على الرد لكن ألا ننجر لما يريده أعداؤنا. 

اجتماع قادة الاحتلال الإسرائيلي 

التصعيد العسكري في المنطقة إلى أين؟

وأثار حادث إطلاق الصواريخ من غزة ولبنان على قوات الاحتلال الإسرائيلي والغارات المتواصلة من قبل شرطة الاحتلال على المسجد الأقصى في القدس في عدة ليال ماضية، مخاوفَ من مزيد من التصعيد في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال فترة حساسة من الأعياد الدينية المتداخلة، وخلال شهر رمضان المبارك، وسط تقديرات بقيام انتفاضة فلسطينية ثالثة، وإمكانية تطور الأوضاع لحرب كبرى في المنطقة. 

وتخشى إسرائيل نشوب صراع كبير مع الفلسطينيين في ظل الأحداث الأخيرة، وهو ما قد يدفع نحو انتفاضة فلسطينية، تعلمها الأوساط الإسرائيلية جيدًا وتخشى مواجهتها، وهو ما أشار إليه عددًا من قادة الاحتلال والمحللين الإسرائيليين طوال الفترة الماضية. 

وكذلك، فأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تخشى من تطور الأوضاع في جنوب لبنان، في أخطر تصعيد تشهده المنطقة منذ حرب لبنان الثانية عام 2006 وهو ما أشارت إليه صحيفة هآرتس العبرية في تقرير لها. 

ومن جانبها، حذرت أيضًا قوة الأمم المتحدة في لبنان، من أن التصعيد الخطير على الحدود بين لبنان وإسرائيل قد يدفع نحو مزيد من العنف والقلق الأمني غير المسبوق في المنطقة. 

وقال المحلل الفلسطيني أيمن الرقب، حول احتمالية نشوب حرب في المنطقة، إن هذا أمر وارد، لعدة أسباب، منها أن نتنياهو يريد أن يخرج من أزمته الداخلية باتجاه حروب خارجية، وكان من المتوقع أن تكون الحرب على جنوب لبنان خاصة أن نتنياهو غير معني بحرب على قطاع غزة، لأنها قد تفضي بإعادة ميلاد الوحدة الفلسطينية من جديد ونتنياهو من مصلحة بقاء الانقسام الفلسطيني، لذلك من الأرجح أن تكون ساحة الحرب المقبلة في جنوب لبنان، وإطلاق صواريخ اليوم من جنوب لبنان وعدم تبني حزب الله لهذه الصواريخ، ثم الإعلام العبري يتحدث أن من أطلق هذه الصواريخ فصائل فلسطينية، وهو ما يمهد لحرب على جنوب لبنان.

واختتم: أنه خلال مؤتمر إسرائيل الأمني في جامعة تل أبيب خلال الشهر الماضي، تمت الإشارة إلى أن إسرائيل قد تلجئ إلى حروب في عدة جبهات للهروب من أزماتها الداخلية، وبالتالي رفع قوة الردع الإسرائيلية والاستعداد لمعركة في الجنوب ومعركة في الشمال، وقد تكون هذه السيناريوهات أحد الحلول أمام نتنياهو للخروج من أزماته الداخلية.  

تابع مواقعنا