السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

صاروخ «عمرو بن العاص»

الثلاثاء 04/أبريل/2023 - 08:24 م

ليلة مباركة مليئة بالنفحات والنورانيات قضيتها الأسبوع الماضي في مسجد سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه لأداء صلاتي العشاء والتراويح بصحبة صديق عزيز، وكانت هذه أول مرة أزور فيها هذا المسجد العتيق، الذي ازداد حسنا وجمالا بعد التجديدات الأخيرة.

أول ما لفت انتباهي عندما دخلت المسجد أماكن الوضوء والتي وجدتها على أبهى وأفضل صورة، وسألني صديقي: "هل ثقافتنا كشعب سنحافظ على هذه التجديدات؟!"، وجاوبته بكل صراحة: "أشك كثيرا في هذا الأمر"، ودخلنا بعدها على عجل لنلحق بأي جماعة تصلي العشاء لأننا وصلنا متأخرين ولم ندركها خلف الإمام.

صلينا العشاء وبعدها مباشرة وقف المبتهل الإذاعي الشاب محمد الجزار يؤم المصلين لصلاة القيام، وقد أشجانا بصوته العذب الجميل، وكنت في أشد الفرح بإتاحة الفرصة لهذا الشاب الأزهري الجميل الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، وودت لو أطال الصلاة حتى منتصف الليل.

الدكتور أحمد محمد عوض، إمام المسجد، ألقى درسا عن علو الهمة في شهر رمضان وطرق اغتنام هذا الشهر الفضيل،  ثم استكمل بنا صلاة التراويح وسط حالة إيمانية وروحانية عمت أجواء المسجد.

قضينا الليلة على خير ووقفنا أمام المسجد ننتظر "الأتوبيس"، وفجأة ألقى أحد الأطفال بمحيط المسجد بجوار قدمي "صاروخ"، ونبهني صديقي إلى الأمر في آخر لحظة قبل أن يشتعل، فقفزت من مكاني وسط ضحكات الأطفال الصغار التي قابلتها بضحكة عابرة مني على هذا الموقف الغريب.

وصلت إلى البيت وأنا أفكر في هذا الموضوع، والحقيقة أن ارتباط الأطفال والشباب بالألعاب النارية في شهر رمضان خلال السنوات الأخيرة أمر لافت ومزعج ويستحق وقفة من الجميع، وفي المقدمة أولياء الأمور، فكم من عين فقئت وكم من سائر روع وكم من جالس فزع بسببها، وإنني لأستغرب من أم أو أب يترك ابنه طوال الليل يلهو بتلك الألعاب النارية ويروع الناس، وهو جالس في بيته لا يحرك ساكنا!

مر على هذه الليلة أسبوع، ولا زلت أتذكر الحالة الإيمانية والروحانيات العالية التي عشتها في ذلك المسجد العتيق الذي زرته لأول مرة رغم إقامتي في القاهرة منذ تسع سنوات، ولا زلت أتذكر أيضا صاروخ «عمرو بن العاص».

تابع مواقعنا