السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

شيخ الأزهر: المقصد من تشريع الضرب لحالة النشوز ليس إهانة الزوجة وإنما ردها لصوابها

شيخ الأزهر
دين وفتوى
شيخ الأزهر
الإثنين 03/أبريل/2023 - 01:17 م

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنه إذا اتعظت الزوجة وغلّبت عقلها على عاطفتها فعلى الزوج أن يعود بزوجته شرعًا إلى بيت المودة والرحمة، غير أن هناك بعض الزوجات ممن يستبد بهن الفكر الطائش المتعجل، وممن يجدن متعة في التمرد ومواصلة العناد، ويستنكفن عن الاستماع بالنصيحة ويمعنّ في الخصومة واللجاج، ولا شك أن مثل هذه الزوجة لا ينفع معها وعظ ولا تجدي بها نصيحة، وكيف وهي صادرة في السخرية من زوجها ومن نصائحة وتحذيراته.

علاج يتعامل مع المشاعر والأحاسيس التي كانت سببًا في نشوز الزوجة 

وأضاف الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في حلقة اليوم من برنامج الإمام الطيب، وهنا يلفت القران الكريم المؤمنين به إلى نوع آخر من العلاج لا يتعامل مع العقل هذه المرة وإنما يتعامل مع المشاعر والأحاسيس التي كانت سببًا في نشوز الزوجة وتعاليها، وهذا النوع المتقدم من علاج النشوز هو هجر الزوجة الناشز في المضجع أي في المكان الذي يجمع الزوجين ويأويان إليه معًا كل ليلة.

وأردف شيخ الأزهر، والهجر في هذا المكان من شأنه تنبيه الزوجة إلى خطر الطريق الذي قررت السير به وإيقازها من هذا الذي ألمّ بها وزين لها أن كل أسلحة الزوج قد استنفذت في هذه المعركة، وها هي تفاجأ بأن أسلحتها تتكسر سلاحًا تلو الآخر على صخرة هذا الزوج العنيد الذي عرض عنها وعن أولادها، والشأن في هذا التصرف هو تشجيع الزوجة على تدبر الخطر الذي أتى بها إلى ما يمس كرامتها كزوجة، وأنوثتها التي تعدها من أمضى أسلحتها ترغيبًا وترهيبًا في معاملة الزوج، وها هنا أمر قد يغفل عنه كثير من الأزواج في هذا التصرف، وهو أن الهجر المنصوص عليه في القرآن الكريم هو الهجر في المضجع أي مكان النوم فقط لأنه المكان الطبيعي الذي يثمر فيه الهجر شعورًا بالحرمان من الطمأنينة والسكن والأنس الذي يشعر به الأزواج عادة حين يؤون إلى مضاجعهم، وليس المراد كما يفهم كثيرون أنه ترك غرفه النوم إلى غرفة أخرى أو مكان آخر.

وأردف، فهذا تصرف غير مقبول شرعًا، لأنه تزيد في الدين لم يأذن به الله، وثانيًا لِما يؤدي إليه هذا التصرف من ازدياد الجفوة بين الزوجين وابتعاد كل منهما عن الآخر، وهو عكس المطلوب من الهجر الإلهي بتحديد الهجر في هذا المكان تحديدًا خاصًا، فقد تشعر الزوجة وهي تنفرد في المضجع بشيء من الراحة والسكون والخلاص مما تكرهه، الأمر الذي ينقلب معه العلاج إلى حالة مرضية متقدمة تشد من أزرها وتشجعها عن السير في هذا الطريق، فإذا فشل هذا العلاج واستمرت الزوجة في تمردها ونشوزها فإن علاجًا أخيرًا للنشوز، للزوج كامل الحرية والاختيار في أن يلجأ إليه أو لا يلجأ في معاملة هذا النوع من الزوجات، وذلك قبل أن يتحول بيت الزوجية إلى خراب لا أنس فيه ولا أنيس، هذا النوع الأخير من علاج النشوز هو تحديدًا ما ورد في  قوله تعالى:  وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)

وها هنا أمور عدة لا مفر من بيانها كما وردت بها شريعة الإسلام في قضية الزوجة الناشز، وليس كما وردت بها أهواء البشر وانطباعاتهم التي ارتبطت بتقاليد المكان وأعراف الزمان، وأول هذا الأمور هو أن المقصد من تشريع الضرب لحالة النشوز ليس هو إهانة الزوجة الناشز أو إغلالها أو المساس بآدميتها، والقول بشيء من ذلك افتراء وكذب على كتاب الله وشريعته، فالغرض الحقيقي من هذا العلاج هو إعادة الزوجة إلى صوابها لتحمل مسؤولياتها إزاء عقد شراكة رضيته ووقّعت عليه بالالتزام بما تقتضيه طبيعة هذا العقد من مسؤوليات وواجبات دينية وأخلاقية واجتماعية وتضحيات من أجل حقوق شرعية لها ولزوجها وأولادها وعائلتها.

تابع مواقعنا