السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رمضان شهر القرآن 2

الخميس 30/مارس/2023 - 11:27 م

تحدثنا في المقال السابق عن إنزال القرآن الكريم والكتب السماوية فى شهر رمضان، وهذه ميزة عظيمة اختصه الله بها، وفضله بها على سائر الشهور، وكيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حريصًا على تلقيه وإبلاغه للناس.

وفى رمضان شهر القرآن يحاول الكثيرون مد جسور الود وحباله المقطوعة بينهم وبين القرآن الكريم، فتُفتح فيه المصاحف من جديد لتروي بكلام الله -عزوجل- قلوبا وأرواحًا طال ظمؤها، وتهدي نفوسًا طالت حيرتها وضلالها لما بعدت عن منهج ربها، وعن الدستور والمعجزة الخالدة (القرءان الكريم) ورد عن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه كان يقول: (والله لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا)، وكان سيدنا خالد بن الوليد -سيف الله المسلول- حين يقرأ القرآن ويستشعر حلاوته وعظمته، يبكي ويقول: (والله ما شغلني عنك إلا الجهاد في سبيل الله)، ولما سأل رجل عالمًا من العلماء فقال له: كم أقرأ وردًا من القرآن فى اليوم؟ فقال: اقرأ من القرآن على قدر ما تريد فى قلبك من السعادة.

فكلما زاد ارتباطك بالقرآن، وزاد وردك منه كلما أحسست بالسعادة في قلبك، وشعرت بالطمانينة والرضا يعمر روحك ويغمر كيانك كله.

والمسلم -كل مسلم- يجب أن تكون له حال مع القرآن في كل أيام وشهور حياته، وليس في رمضان فقط، وكل على حسب استعداده وقدراته وتوفيق الله له، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فهما كانت قدراتك العقلية أو العلمية، فلا تحرم نفسك من بركة القرآن وثوابه، وحاول -مستعينا بالله- أن ترتقي من حال إلى حال، وأقل هذه الأحوال - وهى التى لا يسع أحدًا من المسلمين تركها، وليس له حجة في ذلك-:  حال (حب للقرآن وأهل القرآن) فهم القوم أهل الله لا يشقى محبهم، بل يكرمه الله لأجلهم، ثم ارتق إلى حال.

(حب سماع القرءان)، وهاتان الحالان لا تتطلبان معرفة القراءة والكتابة، ثم ارتق إلى حال: (قراءة القرآن من المصحف)، ثم ارتق إلى حال: (حفظ القرءان كُله، أو ما ييسره الله لك منه لتقرأه من الذاكرة)، ثم ارتق إلى حال: (العلم بالقرآن تجويدا وتفسيرا وأحكاما)، أي فهم معانيه وتدبر مراميه، ثم ارتق إلى حال:( العمل بما علمت من أحكامه)، وذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ثم ارتق إلى حال: (الدعوة والتعليم) والتعامل بننا وبين القرآن، ينبغي أن يقوم عل الكيف وليس الكم، وهذه مسألة تنازع فيها العلماء: هل الأفضل الإكثار من قراءة القرآن وتعداد ختماته تكثيرا للحسنات، أم الاقتصار على قراءة ما تيسر منه مع التدبر فيه والفهم لمعانيه، وهذا ما أرجحه ووقد ورد عن سيدنا (عبد الله بن مسعود) -رضي الله عنه- قوله -: (اقرءوا القرآن وتدبروا معانيه، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة).

ثم في النهاية -ولا نهاية فالقرآن لا تنقضي عجائبه - نتضرع وإياكم إلى الله -تعالى- أن يجنبنا الرياء، وأن يرزقنا التوفيق والإخلاص.

اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وشفاء صدورنا، وذهاب همنا وغمنا، واجعله شفيعا لنا يوم لقائك يارب العالمين.

تابع مواقعنا