الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رمضان شهر القرآن

الأربعاء 29/مارس/2023 - 08:57 م

اختص الله -عز وجل- شهر رمضان بإنزال القرآن الكريم فيه، بل أنزل فيه الكتب السماوية كلها التي أنزلت على الرسل السابقين، ففي الحديث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، وأنزل الانجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان) رواه الإمام أحمد وغيره.


وعندما تحدث الله - تعالى - عن شهر رمضان، وهو الشهـر الوحيد الذى ذكر اسمه صريحًا في القرآن الكريم، ارتضى له وصف (إنزال القرآن فيه)، فقال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن..)، مع كثرة فضائله ومميزاته، وكثرة الأحداث العظيمة التي وقعت فيه، فرمضان شهر فريضة الصيام وسُنة القيام، وشهر ليلة القدر، وشهر انتصار عزوة بدر، وفتح مكة، وغير ذلك من الأحداث العظيمة على امتداد تاريخنا الإسلامي، ولكن الله اختار له وصف إنزال القرآن واختصه به، وكأنه الفضيلة العظمى له، التي تتضاءل بجوارها كل الفضائل لهذا الشهر المبارك. 


وفي رمضان كان أمين الوحي سيدنا جبريل -عليه السلام- ينزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل عام فيعارضه القرآن مرة تكون بمثابة (المراجعة) لما سبق نزوله منه، وفى العام الذي توفى فيه رسولنا الكريم، عارضه جبريل القرآن مرتين، وكان هذا إشعارًا بقرب وفاة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم – وكان سيدنا رسول الله عندما يتلقى الوحى من سيدنا جبريل حريصا على تثبيت القرآن وحفظه؛ لأنه مأمور بتبليغه للأمة فهذا من تمام رسالته، حتى أنه كما يقول سيدنا عبد الله بن عباس ـرضى الله عنهما-: (كان يعالج من هذا التنزيل شدة فكان يحرك شفتيه، أي يردد القرآن حتى لا ينساه، فأنزل الله -عز وجل-: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} [القيامة]، فكان النبي - صلى عليه وسلم - بعد ذلك يستمع لجبريل، فإذا انصرف قرأه النبي -صلى الله عليه وسلم – فيحفظه الصحابة عنه، أو يكتبه كتاب الوحي - رضي الله عنهم أجمعين -. 
 

وعلى مدى ثلاثة وعشرين عاما، كان القرآن يتنزل على قلب سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما بين مكة والمدينة وغيرها من الأماكن، تشريعا للأمة، وتقنينا لأحكام شريعة الاسلام، وردا على ما يوجه من أسئلة لرسولنا الكريم، وتثبيتا لقلبه في مواجهة ما يلاقي في دعوته في سبيل الله، وتسهيلا لحفظ، قال تعالى ردا على سؤال الين كفروا: ( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرءان جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا) الفرقان / 32-33.

 
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وشفاء صدورنا، وذهاب همنا وغمنا، واجعله شفيعا لنا يوم لقائك يا رب العالمين.

تابع مواقعنا