هل قطرة العين تفسد الصيام؟.. تعرف على حكم المذاهب الأربعة
هل قطرة العين تفسد الصيام، سؤال محل بحث الكثيرين عبر جوجل مع قدوم شهر رمضان، وأكد العلماء أن العين ليست منفذًا للطعام والشراب، لذلك قطرة العين لا تفسد الصيام، ولأن القناة الدمعية تمتص المحلول أثناء مروره بها فلا يصل منها شيء إلى الحلق، وعلى هذا فإن قطرة العين غير مفسدة للصيام، حتى وإن وصل المحلول إلى الحلق؛ لأن العين لا تعد منفذًا مفتوحًا.
ليس معنى وجود قطرة العين في الحلق أن العين تعد منفذًا، فلا يعني وجود الطعام والشراب في الحلق أنه وصل من خلال أحد المنافذ المفتوحة، فمن الممكن أن يصل عن طريق الجلد، وقد حدد الشرع مبطلات الصيام، التي منها وصول شيء إلى الجوف، وعرف الفقهاء الجوف في أنه المعدة والمثانة والأمعاء والدماغ التي فيها اختلاف، والضابط في حصول ذلك هو التعمد، أي ما يصل إلى الجوف متعمدًا وصوله، فليس كل ما يدخل جسم الإنسان يعد مفطرًا.
هل قطرة العين تنزل إلى الحلق
هل قطرة العين تنزل إلى الحلق، كما أكد العلماء أيضا أن العين ليست منفذًا مفتوحًا ظاهر حسيًا، كما أن قطرة العين لا تفسد حتى وإن وصلت إلى الحلق، لأن العين لا يعتد كونها منفذًا مفتوحًا.
وقد اختلف الفقهاء في حكم قطرة العين كونها مفسدة للصيام أم لا، وجاءت الآراء على النحو التالي المالكية والحنابلة ذهب أصحاب هذين المذهبين إلى أن استخدام قطرة العين يفسد الصيام إذا وصل إلى الحلق؛ لأنهن يأخذون العين كونها منفذًا، حتى وأن لم يكن معتادًا استخدامه كمنفذ.
الائمة الأحناف والشافعية ذهب أصحاب هذين المذهبين إلى أن استخدام قطرة العين لا يفسد الصيام، لأن العين ليس منفذًا مفتوحا عندهم ولأن الصيام هو الإمساك عن الأكل والشرب لذا حتى وإن وجد طعم قطرة العين في الحلق فلا يفسد الصيام كون العين ليست منفذًا مفتوحًا عند أصحاب المذهبين، واتفق شيخ الإسلام ابن تيمية مع هذا الرأي وبعض الفقهاء المعاصرين.
-الرأي الراجح أن استخدام قطرة العين لا يبطل الصيام، ولكن من باب أولى تأخير استخدامها إلى آخر الليل، اجتنابًا لهذا الخلاف، ولكن مع العلم أن من احتاج استخدامها نهارًا فلا حرج عليه، حتى وإن رأى طعمها في حلقه.
هل قطرة الأنف أو الأذن تبطل الصيام؟
هل قطرة الأنف أو الأذن تبطل الصيام، استخدام قطرة الأذن لا يفسد الصيام، لعدم وجود منفذ بين الأذن وباطن الدماغ، أما قطرة الأنف فهي مفطرة بشرط وهو وصول شيء منها إلى الحلق، فقد جاء في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا) رواه الترمذي وصححه الألباني، لذا فاستعمال قطرة الأنف أو الأذن أو بخاخة الأنف يعد مفسدًا للصيام إذا وصل منها شيء إلى الحلق أو الدماغ.
ينبغي على من وصلت القطرة إلى حلقه أن يقضي؛ لأن معظم الفقهاء يرون بطلان صيامه بمجرد وصول القطرة إلى حلقه، فمن الأولى له أن يقضي يومًا بديلًا بعد رمضان اجتنابًا للخلاف، ومن الأفضل تأجيل التقطير إلى الليل، فإذا كان استعماله في النهار للضرورة فلا حرج في ذلك، ولكن مع الأخذ في الاعتبار أنه إذا وصل منه شيء إلى الحلق فقد فسد صيامه، أما إذا لا فصيامه صحيح.
وقد دل الحديث الشريف: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا) ألا يجوز للصائم المبالغة في الاستنشاق حتى يوصل الماء إلى جوفه من خلال الأنف، فقطرة الأنف إذا كانت قليلة ولن تعبر الخيشوم مرورًا إلى الحلق فلا حرج فيها، إما إذا عبرت فقد فسد الصيام ويوجد قضاء.
وقد ذكر عن الإمام بن باز رحمه الله أنه قال: (وهكذا قطرة العين، والأذن، لا يفطر بهما الصائم في أصح قولي العلماء، فإن وجد طعم القطور في حلقه فالقضاء أحوط، ولا يجب، لأنهما ليسا منفذين للطعام والشراب، أما القطرة في الأنف: فلا تجوز، لأن الأنف منفذ).
وقال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في هذا الصدد: (قطرة الأنف إذا وصلت إلى المعدة أو إلى الحلق فإنها تفطر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث لقيط بن صبرة: (بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما)، فلا يجوز للصائم أن يقطر في أنفه ما يصل إلى معدته، أو إلى حلقه وأما ما لا يصل إلى ذلك من قطرة الأنف فإنها لا تفطر).
هل اللبوس يفسد الصيام
هل اللبوس يفسد الصيام، اختلف الفقهاء في حكم استخدام اللبوس في نهار رمضان من حيث كونه مفسدًا للصيام أم لا، فاختلفت وجهات النظر في هذه المسألة وأتت على النحو التالي:
- الحنابلة: يرى المذهب الحنبلي أن وضع اللبوس في فتحة الشرج في نهار رمضان لا يفسد الصيام مطلقًا، سواء كان ذلك بعذر أم بغير عذر، قياسًا على المرأة إذا أدخلت إصبعها في فرجها فلا تفطر.
ويرى الأحناف: أهل المذهب الحنفي أن وضع اللبوس في فتحة الشرج في نهار رمضان يفسد الصيام مطلقًا، ويجب القضاء أن كان هذا لعذر شرعي، أما إذا لم يكن لعذر شرعي فيتوجب القضاء والكفارة.
- الشافعية: يرى المذهب الشافعي إلى إن وضع اللبوس في فتحة الشرج في نهار رمضان يفسد الصيام.
- المالكية: يرى المذهب الشافعي أن وضع اللبوس في فتحة الشرج في نهار رمضان لا يفسد الصيام، في حالة أنه لم يصل إلى المعدة، أما إذا وصل إلى المعدة ففي هذه الحالة يفسد الصيام.
- من الأرجح استخدام رأي الذهب الحنبلي الذي يقول إن وضع اللبوس في فتحة الشرج في نهار رمضان لا يفسد الصيام مطلقًا.
هل الأقراص تحت اللسان تفطر
هل الأقراص تحت اللسان تفطر، تعد المنطقة تحت اللسان من أسرع مناطق جسم الإنسان امتصاصًا للعلاج، فلا تستغرق هذه المنطقة وقت كبير كي يمتص الجسم العلاج، ولهذا يستخدم مرضى القلب هذه أقراص تحت اللسان لعلاج ما يسمى بالجلطة أو الذبحة الصدرية، فيستخدم المريض هذه الأقراص التي تعمل منطقة تحت الليان على توصيل العلاج إلى القلب عبر الدم.
حكم استخدام أقراص تحت اللسان أثناء الصيام أنها لا تفسد الصيام، في حالة تجنب ما يتحلل منها أن يصل إلى الحلق، لأنها من المفترض أنها تمتص في الفم فقط ولا يصل منها شيء إلى الحلق، ولا تعد هذه الأقراص طعامًا أو شرابًا، لذا فهذه الأقراص لا تفسد الصيام إذا حرز الصائم عدم وصولها إلى الحلق.
هل الإبر المغذية تفسد الصيام
هل الإبر المغذية تفسد الصيام، يحتاج بعض المرضى للإبر التغذية التي تتكون من محلول يحتوي على الجلكوز والأملاح والماء، وتؤخذ الإبر المغذية عن طريق الوريد، مع كونها لا تصل إلى الجوف ولكنها تقوم مقام الطعام والشراب، ولهذا يعتمد المريض على هذه الإبر فترة دون أن يأكل أو يشرب، ولكن هل الإبر المغذية تفسد الصيام، اختلف الفقهاء المعاصرون على حكمها كالتالي:
- الرأي الأول: قال أصحاب هذا الرأي أنها لا تفطر، وعللوا قولهم بأن استخدام الإبر المغذية لا يصل منها شيء إلى الجوف من خلال المنافذ المعتادة، وإذا افترضنا وصول شيء منها، فهي تصل عن طريق المسام التي لا تعد في حكم الجوف.
- الرأي الثاني: قال أصحاب هذا الرأي، وهو أيضا قول مجمع الفقه الإسلامي الدولي، أن الإبر المغذية تفطر، وجاء تعليل قولهم إن الإبر المغذية هي بمثابة الطعام والشراب، فمن يتناولها تغنيه عن الطعام والشراب، فهي تعد من المفطرات، وهذا هو الرأي الراجح.