الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

سيناريوهات الأزمة الإسرائيلية.. تل أبيب في مفترق طرق الانقسام الداخلي والحرب الأهلية | تقرير

مظاهرات إسرائيل
سياسة
مظاهرات إسرائيل
الإثنين 27/مارس/2023 - 09:55 م

تشهد إسرائيل أزمة داخلية خانقة هذه الأيام على خلفية خطة الإصلاحات القضائية المقدمة من قبل وزير القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين، وهي التي تسببت في خروج احتجاجات ومظاهرات عارمة في تل أبيب ضد حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مدار 12 أسبوع متتالي وحتى الآن.

وألقت الاحتجاجات بظلالها على كافة مؤسسات إسرائيل، وكان على رأسها جيش الاحتلال الإسرائيلي والذي تأثر كثيرا بمشروع قرار خطة الإصلاحات القضائية، مما ترتب على عزوف عددا من العسكريين الإسرائيليين في الاحتياط عن الخدمة في الجيش، وكان آخر تطورات الأزمة في الجيش إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بالأمس، وما ترتب عليها من رفض عام في الشارع الإسرائيلي لما يحدث في تل أبيب.

وتسببت الاحتجاجات بإسرائيل في شل الحركة العامة لكافة المؤسسات، حيث تم إغلاق المدارس والجامعات اليوم الاثنين، وتوقف حركة المواصلات العامة، وإعلان الأطباء عدم ذهابهم للعمل في المستشفيات، وحدوث أزمة في سفارة تل أبيب في واشنطن وإغلاقها اليوم، كذلك إعلان القنصل العام لإسرائيل في نيويورك استقالته على خلفية إقاله وزير الدفاع، كذلك وقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين في إسرائيل مع قوات شرطة الاحتلال والتي قامت بتفريق المتظاهرين واعتقال عددا منهم.

مظاهرات عارمة في إسرائيل

وقعت اشتباكات عنيفة بين متظاهرين من معسكر اليمين الإسرائيلي الذي ينتمي إليه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي مع الشرطة احتجاجا على تعليق التعديلات القضائية في إسرائيل، وشملت المظاهرات إغلاق الطرق الرئيسية في تل أبيب وحيفا والقدس ومدن أخرى، وقامت الشرطة الإسرائيلية باعتقال عددا من المتظاهرين وتفريقهم بخراطيم المياه، وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. 

وحسب وسائل إعلام عبرية، يستمر الاحتجاج على الإصلاح القانوني، ومن المتوقع خروج احتجاجات أخرى على مدار اليوم أيضًا، وخروج مظاهرات عارمة في شوارع تل أبيب وكافة المدن الإسرائيلية. 

مظاهرات إسرائيل 

من جانبه، علق الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة على الأحداث الجارية في إسرائيل، قائلا: بالتأكيد سيناريو عدم الاستقرار في الساحة السياسية في إسرائيل والساحة الحزبية لن يستقر بسهولة، وهو حدث متوقع مع مظاهرات القوة اليمينة مساء اليوم في مواجهة التظاهرات الخاصة للقوة المعترضة أو المتحفظة على ما يجري، هذه إشارة إلى تطور الوضع إلى ميدان مقابل ميدان وشارع مقابل شارع، وحسم الأمر، وقرار تأجيل التشريعات للدورة القادمة في الكنيست مع إنشاء قوة الحرس الوطني، واتفاق نتنياهو مع بن جفير ليس هو الحل، التأجيل هو لزحزحة إدارة الأزمة لحين إيجاد بديل مشابهة ومسارع لما يجري.

وأضاف فهمي في تصريحات لـ القاهرة 24: بدأت الأزمة الحقيقة في إسرائيل في ظل غياب استراتيجية الحوار الوطني، لأنه كانت هناك فكرة للرئيس الإسرائيلي هيرتسوج لإجراء حوار وتأجيل سن التشريعات سيئة السمعة، لكن من الواضح أن نتنياهو أعتمد على خيارات زحزحة الأزمة وعدم حلها مع الإبقاء على عناصرها في ظل تهديدات وزراء المستوطنين في الحكومة بأن الحل أو البحث عن نصف حل قد ينهي تاريخ الحكومة أو يعيد تشكيلها بصورة أو بأخرى.

سيناريوهات الأزمة في إسرائيل 

وتابع فهمي: إسرائيل ذاهبة لعدة سناريوهات، السيناريو الأول هو  حالة عدم الاستقرار وإحداث شلل كامل في الدولة والعجز عن إدارة مهام الدولة العليا خصوصا أمنيا وعسكريا واستراتيجيا، وهذا أمر من الواضح أنه إذا أستمر عدة أيام سيكلف إسرائيل الكثير، وستدخل الولايات المتحدة على الخط، وستدخل المنظمات اليهودية في الخارج في واشنطن ونيويورك خصوصا منظمة أيباك، وسيكون هناك موقف مباشر في هذا الإطار.

وأضاف: نتنياهو سيضحي بإسرائيل، والخيار الصفري هو أن حزب الليكود يطيح بنتنياهو ويجري انتخابات داخلية، ويتم فك الائتلاف وهو سناريو مطروح إذا وصلت إسرائيل لحالة شلل كاملة، السناريو الثاني هو دحرجة الأزمة، بمعنى أن التظاهرات تقل ويكون هناك تظاهرات دورية لحين عقد الدورة الجديدة للكينست، لكن الأزمة في إسرئيل أن الشارع ثائر، والأجهز الأمنية ستقر قوانين استثانية للحفاظ على الاستقرار الداخلي وحماية المنشآت، وهذا السيناريو يخدم نتنياهو أيضا في البقاء في إدارة المشهد السياسي والداخلي، لأنه إذا توترت الأوضاع لن يكون هناك دعوة لإجراء انتخابات جديدة.

بنيامين نتنياهو 

وأردف: السيناريو الثالث هو سيناريو الوصل إلى توافقات من خلال مراكز القوى في إسرائيل، سواء جهاز الشاباك الذي يدير الأمن الداخلي في إسرائيل وهذه مسؤوليته، أو الرئيس الإسرائيلي نقسه وبعض القادة العسكريين، وهم في رأيهم بدء حوار حول التشريعات ووقفها وقفا نهائيا لأن القضية ليست القضاء، بل القوانين سيئة السمعة التي ستصدر بهدف سيطرة نتنياهو على مفاصل إسرائيل بأكملها وليس القضاء فقط، وهي تشريعات كانت موجودة منذ سنوات، وإخراجها الآن بهدف إدارة الدولة من قبل نتنياهو منفردا.

مظاهرات إسرائيل

وأختتم فهمي تصريحاته: هناك سيناريوهات كثيرة في هذا الإطار، وهذا سيؤدي إلى صدامات كثيرة، في كل الأحوال، سيناريو عدم الاستقرار واستمرار هذه الحالة بهذه الصورة الكبيرة سيؤدي إلى نتائج عكسية والمجمع الإسرائيلي أصبح منقسم، الدولة التي لم يتعدى عمرها 100 عام تعاني من حالة انقسام كبيرة، وتوقعات بالصدامات المتتالية وبالتالي على غير المتوقع تنتقل الصدامات مع الفلسطينيين في القدس إلى الصدامات الداخلية في إسرائيل نفسها في إشارة مهمة إلى أن القادم أسوأ في إسرائيل ونتنياهو ورقة خاسرة ستؤدي إلى مزيد من حالة عدم الاستقرار مع التوقع بحدوث أعمال غير منضبة في الشارع والمجتمع الإسرائيلي وهذا ما تحذر منه أجهزة الأمن الإسرائيلية بصورة كبيرة. 

تابع مواقعنا