أهلا رمضان

من مظاهر كرم الضيافة عند العرب، أنهم كانوا إذا نزل بهم ضيف يستقبلونه محيين قائلين: حللت أهلا ونزلت سهلا، وهذا لإيناسه واشعاره أنه وسط أهله ومحبيه، خاصة وأن الضيف بعد ان تنقضى مدة ضيافته وإقامته بينهم سيرتحل بمدحهم والثناء عليهم بين الناس بما وجده من كرم الضيافة أو العكس فهم يريدون بذلك الفخر وأحدوثة الثناء والكرم، وقد حل علينا ضيف كريم يأتينا مرة كل عام، وهو شهر رمضان المبارك وهذا الضيف سيقيم معنا مدة ثلاثين ليلة وثلاثين ہوما، نؤدي فيه فريضة الصيام وسنة القيام، وغير ذلك من اعمال البر والخير والطاعات.

ولكن..
هل سنحسن استقبال ضيفنا المبارك ؟ وهل سنقوم منه بواجبات الضيافة وكرمها، فير تحل عنا بعد ثلاثين يوما وليلة، وقد تحقق لنا موعود الله عز وجل - فيضا من رحمات، وغفرانًا لذنوب وسيئات، وجزاء مضاعفًا لا يعلم مقداره إلا الله تعالى؟، أم سنسيء استقباله ولا نؤدى له حقه كما أمر الله وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم - فنحرم خيره العظيم وثوابه الجزيل فير تحل عنا يسئ الذكر؟.

اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا.

هذا، وإن التهنئة بقدوم رمضان سنة مشروعة، وعلامة من علامات الإيمان في قلب المؤمن، ولنا في رسول الله _ صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة فى ذلك، فعن أبي هريرة  رضي الله عنه - قال: لما حضر رمضان قال رسول اللہ صلی الله علیه وسلم: (قد جاءكم رمضان،، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه ابواب الجنة، وتغلق فيه ابواب النار، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، ووصف البنى الكريم لشهر رمضان بأنه شهر مبارك، يتبعه بذكر بعض أهم حيثيات هذا الوصف أو هذا الحكم النبوى بالبركة والعظمة، ومنها:

1- أنه شهر صيام الفريضة.

2- أن أبواب الجنة تفتح فيه، وفي هذا دليل على كثرة الخير والرحمة والتوبة الموجبة لدخول الجنة.

3_ أن الله عز وجل _يغلق فيه أبواب النار إكراما للصائمين القائمين من أمة رسول الله _صلى الله عليه وسلم. 

4_ أن الله تعالى يكرمه ورحمته يقيد فيه الشياطين، وليس معنى هذا عدم وقوع المعاصي والسيئات ووساوس الشياطين في رمضان، بل المعنى قلة هذه الأمور بالقياس إلى غير رمضان من الأيام لالتزام الصائمين وبعدهم عن المعاصي، فالصوم جنة.

5- أن فيه ليلة القدر، وهي منحة إلهية عظيمة لأمة محمد في رمضان وما أعظم خيرها! وسيكون لها بمشيئة الله حديث منفصل.

وحق للمسلمين جميعا أن يفرحوا، وأن يهنئ بعضهم بعضا بحلول شهر هذه بعض منحه وعطاياه.

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

* محمد السيد عبدالغني إمام وخطيب وزارة الأوقاف