في اليوم العالمي للماء.. كيف عبر شعراء الجاهلية عن أهميته؟
يوافق اليوم 22 مارس اليوم العالمي للماء وهو اليوم الذي حددته الأمم المتحدة، وفيه يتم التذكير بأهمية المياه وأن تعذر الحصول عليه ما يتطلب جهودا أكبر للمحافظة عليه والبحث عن حلول أخرى لحل مشكلة قلة المياه.
في اليوم العالمي للماء.. كيف جاء في قصيدة الشعراء الجاهليين؟
ولأن الماء يعد أصل الوجود منذ قدم العالم ولا يمكن لكائن حي الاستغناء عنه فقد عرف الإنسان القديم، لذلك كان الماء محور مهما في قصائد الشعراء في القدم، وعلى رأسهم شعراء العصر الجاهلي، حيث كانت حياة التنقل والترحال في سبيل البحث عن الماء، لذلك وصفوا الماء في قصائدهم واحتفوا به حل توافره، وحزنوا لندرته.
وكما تعددت السياقات والأحوال التي تناول فيها الشاعر الجاهلي الماء، تعددت أيضا المفردات التي تناولت الماء ما بين المطر، والغيث، والبئر،
من أهم الشعراء الذين تحدثوا عن الماء في شعرهم الشاعر الجاهلي المعروف امرئ القيس يصف فرصه فيقول:
لها وثبات كوثب الظباء
فوادٍ خطاء ووادٍ مطر
فالشاعر الجاهلي امرئ القيس هنا يفخر ويتباهى بفرسه ويشبه سرعة عدوها بسرع المطر وأن تعرقها من كثرة الجري مثل الأرض التي بللها المطر.
ونجد الأعشى يربط بين المحبوبة والماء لكنه بلفظ من ألفاظ الماء فيمدح مشية المحبوبة واصفا إياها بانها تشبه السحابة فيقول:
كأن مشيتها من بيت جارتها
مشي السحابة لا ريث ولا عجل.
ونجد الشاعر الجاهلي النابغة الذبياني ينقل وصفا دقيقا لهطول المطر على أحد القبور فيقول:-
سقى الغيث قبرا بين بصرى وجاسم
بغيث من الوسم، قطر ووابل
ولا زال ريحان ومسك وعنبر
على منتهاه ديمة ثم هاطل
وهكذا شغل الماء مساحة كبيرة في تشكيل القصيدة العربية منذ إرهاصاتها، حتى الآن، وأصبح مكونا من مكوناتها الجمالية، فوجدنا الشعراء على مر العصور يتناولون الماء في قصائدهم في سياقات مختلفة ومفردات متنوعة.
