أبرزها تسريح الموظفين.. أزمات ستلاحق بنك كريدي سويس السويسري بعد استحواذ بنك يو بي إس عليه
أكد عدد من المحللين الماليين أن صفقة استحواذ بنك يو بي إس على بنك كريدي سويس التي تمت اليوم بـ 2 مليار دولار تعكس أزمة لن تنتهي في الوقت القريب.
ويحتل كريدي سويس المرتبة الثانية في سويسرا، من حيث الأصول ويعتبر بنكًا رئيسيًا في النظام العالمي.
وما يشير حسب المحللين إلى عدم انتهاء الأزمة قريبا هو الدعاوى القضائية التي ستلاحقه حيث هناك أول دعوى قضائية أقامها مستثمر أمريكي في المحكمة الاتحادية في كامدن بولاية نيو جيرسي، بسبب الصعوبات المالية التي يواجهها البنك، وتتضمن الدعوى اتهام للمجموعة المصرفية السويسرية بأنها بالغت في تقدير آفاقها المالية للمساهمين.
دعاوى قضائية تلاحق البنك
وتشير الدعوى القضائية، إلى أن البنك أدلى ببيانات خاطئة ومضللة ماديًا في تقريره السنوي لعام 2021 وتم رفع الدعوى من قبل شركة Rosen Law Firm روزين للمحاماة، المتخصصة في تمثيل المساهمين الأفراد في مثل هذه الدعاوى، وكانت أيضًا هي أول من رفع دعوى قضائية ضد بنك سيليكون فالي المفلس مؤخرا، بعد أن تم وضعه تحت الحراسة القضائية الأسبوع الماضي.
وتشير التقارير إلى أن يو بي إس طالب الحكومة السويسرية بأن تغطى نحو 6 مليارات دولار، من المصروفات، في حال نجاحه في الاستحواذ على كريدي سويس.
خسارة العاملين بالبنك لوظائفهم
ووفق المراقبين فإنه بعد انتهاء الصفقة اليوم فإن ذلك سيؤدي إلى خسارة عدد كبير من العاملين وظائفهم، بينما يريد المنظمون حلًا قبل إعادة فتح الأسواق يوم غدا الاثنين، حيث حذر مراقبون من أن المحادثات تواجه عقبات كبيرة، وأنه قد يتعين إلغاء 10000 وظيفة إذا اجتمع البنكان.
ويمتلك Credit Suisse بنكًا سويسريًا محليًا وشركة لإدارة الثروات وبنكًا استثماريًا وعمليات إدارة الأصول كما كان لديها ما يزيد قليلًا عن 50000 موظف و1.3 تريليون فرنك سويسري في الأصول الخاضعة للإدارة في نهاية عام 2022.
اتهامات بغسيل الأموال
ويواجه بنك كريدي سويس، الذي تم تأسيسه عام 1856، سلسلة من الفضائح خلال السنوات الماضية، بينها اتهامات بغسيل الأموال.
وخسر البنك ما قيمته 8 مليارات دولار خلال عام 2022، وهو أسوأ أداء له على الإطلاق، منذ الأزمة المالية العالمية، عام 2008.
وهناك قلق أيضا من أن تواصل أسهم كريدي سويس الانهيار، بعدما خسرت نحو ربع قيمتها في معاملات يوم الأربعاء الماضي.
وتعود أزمة البنك السويسري كما أكد بنك كريدي سويس في فبراير الماضي إلى أن العملاء سحبوا أموالًا بقيمة 110 مليارات فرنك (119 مليار دولار) في الربع الأخير، بينما سجل البنك أكبر خسارة سنوية له منذ الأزمة المالية بلغت 7.29 مليار فرنك زفي كانون الأول الماضي، طلب البنك أيضًا المساعدة من المستثمرين من خلال بيع أسهم بقيمة 4 مليارات فرنك سويسري وفقدت أسهم Credit Suisse أكثر من 75٪ من قيمتها في الاثني عشر شهرًا الماضية.
ويعد البنك السويسري كريدي سويس من بين أكبر مديري الثروات في العالم وهو واحد من 30 بنكًا عالميًا مهمًا على مستوى النظام والتي قد يكون لفشلها تداعيات في جميع أنحاء النظام المالي.
وتختصر أعمال كريدي سويس إلى حدّ كبير بإدارة الأموال وإنشاء منتجات استثمارية لزبائنه الأثرياء حول العالم وسجل البنك خسائر صافية بلغت 7.4 مليارات يورو في 2022 وكانت أكبر خسارة منذ الأزمة المالية في 2008.