الإفتاء: المسلم مأمورٌ بالأخذ بالأسباب والسعي في طلب الرزق
قالت دار الإفتاء المصرية إن المسلم مأمورٌ بالأخذ بالأسباب والسَّعي في طلب الرزق، فإن أصابه الغنى شَكَرَ، وإن أصابه الفقر صَبَرَ، وبقدر التسليم بالقضاء والقدر، وبذل الجهد في الأخذ بالأسباب، يتسابق الفقراء والأغنياء على السواء إلى عبادة الله تعالى وابتغاء الأجر والثواب ونَيل رضوان الله، وقد يسبق الغني إلى الجنة، وقد يسبق الفقير إلى الجنة، وقد يسبقان جميعًا، وفضل الله واسع.
وأضافت دار الإفتاء في منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن الاستدلال على أنَّ الفقر أفضل من الغنى بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَدْخُلُ الْفُقَرَاءُ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ نِصْفِ يَوْمٍ»؛ فهو استدلال غير صحيح؛ إذ إن المراد به أنَّ أهل المال يُحبسون يوم القيامة حتَّى يُسألوا عن مالهم من أين اكتسبوه وفيما أنفقوه؟ ففارقهم الفقراء في ذلك، ولا يدلُّ على أنَّ الفقر ممدوحٌ لذاته.
خطيب الجامع الأزهر: الطريق لإصلاح الكون يبدأ من صلاح النفس البشري
على جانب آخر، ألقى خطبة الجمعة أمس بالجامع الأزهر الشريف، الدكتور إبراهيم الهدهد، أستاذ البلاغة والنقد ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، وجاء موضوعها عن «صلاحُ النفس.. صلاحٌ للكون».
وقال خطيب الجامع الأزهر إنَّ الله - عز وجل - قد استخلف الإنسان في هذا الكون وسخَّر له جميع مخلوقاته من الشَّجر والدَّواب والسماوات والشمس والقمر، فلزامًا على الإنسان أن يكون جديرًا بما هيأه الله له في كونه، وخصَّ اللهُ الإنسان عن سائر مخلوقاته، بأن جعل له نفْسًا يصلح الكون بصلاحها، وميزَهُ عن جميع الخلائق فأعطاه الاختيار بين طريقي الهدى والضلال، مضيفًا أنَّ روح الإنسان هي قوام الحياة، غير أنَّ النفس هي التي تحركه في هذه الحياة، إما في طريق الخير أو طريق الشر؛ فالمولى سبحانه هو الذي قال: {الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ}، فالنفس هي مجموع لصفات الخير أو صفات الشر.