انتخابات الخروج من النفق المظلم أم العكس؟
بمناسبة قرب التجديد النصفي لانتخابات نقابة الصحفيين المزمع عقدها خلال شهر مارس الجاري وهي بمثابة ملتقى الزملاء في هذا العرس الديمقراطي علينا مناقشة مشاكل المهنة وبحق في الجمعية العمومية والتي تقزمت خلف زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا، كما أن الزيادة المعلنة لا تسمن ولا تغني من جوع، لابد من الضغط للحصول على أجور عادلة تتناسب مع غلاء المعيشة المحاط بنا من كل الاتجاهات.
وعلينا مواجهة أنفسنا بما أصاب المهنة بالسياسة الإعلامية والصحفية وسياسة الاحتكار المتبعة حاليًا بمنع أي صوت وطني حر يخرج عن السياق بالأمر والمطالبة بعودة المواقع الإلكترونية المحجوبة ومنع حبس الصحفيين في قضايا النشر وعدم استخدام الصحافة والإعلام للصوت الواحد والاتجاه الواحد كالأبواق تحمل أسفارا وعودتها مرة أخرى لمناقشة قضايا المجتمع وأوجاعه والتعبير بصدق عن مشاكله وأحلامه والسعي الحقيقي لإيجاد الحلول وكيفية الخروج من النفق المظلم، وعلينا انتقاد الحكومة عندما تخطئ بمنتهى الحرية دون رقيب إلا ضمائرنا وعدم الزج بزميل خلف القضبان لمجرد أن يقول رأيه الصريح فيما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية منها.
يجب فتح نوافذ التهوية والأبواب لمختلف الأصوات وتنوع الأفكار والرؤى ما بين مؤيد ومعارض تلك هي سنة الحياة.
إن حق المواطن في المعرفة والوصول للمعلومات فهو حق أصيل كفله له الدستور بنص المادة (68) من الدستور الحالي والتي تنص على أن (المعلومات والبيانات والإحصاءات والوثائق الرسمية ملك للشعب والإفصاح عنها من مصادرها المختلفة حق تكفله الدولة لكل مواطن، وتلتزم الدولة بتوفيرها وإتاحتها للمواطنين بشفافية، وينظم القانون ضوابط الحصول عليها وإتاحتها وسريتها، وقواعد إيداعها وحفظها، والتظلم من رفض إعطائها، كما يحدد عقوبة حجب المعلومات أو إعطاء معلومات مغلوطة عمدًا.
كما أن الدستور المصري أخذ بالنظام الديمقراطي الذي يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون، وجعل السيادة للشعب يُمارسها ويحميها بوصفه مصدر السلطات، وقد كفل حرية الرأي والفكر وحرية التعبير وحرية الصحافة والطباعة والنشر، وحظر فرض رقابة على الصحف ووسائل الإعلام في غير زمني الحرب أو إعلان التعبئة العامة.
قوة الصحافة ونفوذها في تأثيرها في محيطها ومجتمعها ليس بكثرتها ولكن بتنوعها ومدى الحرية والاستقلالية التي تتمتع بها، إن الصحافة في المجتمعات الديمقراطية تتمتع بقداسة خاصة وحصانة، لأن الأفكار الحرة ضرورة لكل نهضة حقيقية، وحجبها أو توجيهها لمسار واحد بمثابة الاستهتار بحرية الرأي والتعبير وعدم تنويع الأفكار.
أما الزميل المنتظر لخدمة هنا أو هناك حتى ينفض مولد الانتخابات لا تهتم ولا تبالي بمقالي هذا لأن طريقنا ليس واحد خليك في خدمتك؛ لأن الموضوع أكبر من مصالحك الضيقة الخاصة، حاول أن تنظر للمصلحة العامة وقتها ستعي تمامًا ما أكتبه ويكتبه كل زميل غيور على ما تبقى من المهنة والمهنية وعودتنا مرة أخرى للريادة الصحفية والإعلامية في المنطقة العربية والإقليمية والدولية وفي القلب منها عودة صحافة الشعب.
وأخيرًا، نصيحة أخوية للزملاء الصحفيين حكّم ضميرك وانت تختار سوف تسأل عن اختيارك هذا يوما لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.