الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ما بين تطورات التصعيد مع الاحتلال وبحث سبل التهدئة.. فلسطين إلى أين؟

المواجهات بين جيش
سياسة
المواجهات بين جيش الاحتلال والفلسطينيين
الإثنين 27/فبراير/2023 - 09:58 م

تشهد الساحة الفلسطينية تطورات معقدة خلال الفترة الأخيرة، بسبب التصعيد الأمني المتزايد بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مناطق متفرقة بالبلاد، في ظل الحديث الدائم عن بحث سبل التهدئة بين الجانبين بوساطة إقليمية ودولية.

وفي ظل هذه الأحداث الجارية، وما يترتب عليها من تطورات أمنية خطيرة، يدور الحديث عن التحضير لإمكانية نشوب مواجهات عنيفة بين الجانبين تؤدي إلى تصعيد خطير خاصة مع قرب قدوم شهر رمضان.

وعلى صعيد آخر، تشهد الساحة الفلسطينية الإسرائيلية محاولات جادة لبحث سبل التهدئة بين الجانبين بوساطة إقليمية ودولية، كان أبرزها عقد قمة العقبة في الأردن بمشاركة مسؤولين كبار من الأردن ومصر وفلسطين وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأحد، لإيجاد سبل للتهدئة بين الجانبين. 

ويفرض علينا الوضع الأمني الخطير في فلسطين الآن، طرح مجموعة من الأسئلة الشائكة، فيما يتعلق بإمكانية حدوث انتفاضة فلسطينية هذه الأيام، وتوقعات الأجواء في رمضان المقبل بين الفلسطينيين والاحتلال، وآخر تطورات موقف التصعيد، كذلك التحذير من نشوب حرب في قطاع غزة، وأيضا كيفية مواجهة الاحتلال هذه الأيام، وهو ما نحاول الإجابة عنه فيما يلي.

اندلاع مواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين

وفي هذا الجانب، قال المحلل السياسي الفلسطيني عبد المهدي مطاوع: هناك ازدياد في المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين نتيجة لسياسة الحكومة اليمينية المتطرفة التي تسعى إلى تغيير الوضع الراهن في القدس والاستيلاء على المناطق "ج" في الضفة الغربية والتي تشكل أكثر من 60% من أراضي الضفة، بالإضافة إلى الاستفزازات اليومية والانتهاكات التي طالت كل مناحي الحياة، وعدم وجود أفق سياسي، كل ما سبق يشكل أرضا خصبة للتصعيد والوصول إلى موجة احتجاجات واسعة كالانتفاضة. 

وأضاف مطاوع في تصريحات خاصة للقاهرة 24، بالرغم من ذلك هناك مساع حثيثة تهدف إلى التهدئة وإلغاء كل الإجراءات الأحادية بهدف التأكيد على الاستقرار، ويشارك في هذه الجهود بشكل رئيسي مصر إضافة إلى الأردن وكذلك تقوم الولايات المتحدة بدور من أجل الضغط على إسرائيل بهدف الوصول إلى نقطة هدوء. 

 

وتابع مطاوع، فيما يخص إمكانية اندلاع مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال شهر رمضان، قائلًا: إن رمضان شهر العبادة ومواجهة الاحتلال ليست مرتبطة بهذا الشهر لأنها مستمرة على مدار العام، لكن يحدث عادة استفزازات من الاحتلال ومستوطنيه في مدينة القدس والحرم القدسي وهذا يجلب رد فعل قويا من الجماهير الفلسطينية ضد هذا الاحتلال الغاشم.

واختتم المحلل السياسي الفلسطيني حديثه، كان هناك تفاهمات تقودها الولايات المتحدة من أجل التهدئة وقد التزمت السلطة بكل المطلوب إلا أن هذا لا يتوافق مع المصلحة الإسرائيلية لهذه الحكومة المتطرفة، لذلك سارعوا بارتكاب المجزرة لهدم وتفويت أي فرصة ممكن أن تؤدي لهدوء يقود إلى عودة مسار المفوضات. 

ووقعت في فلسطين عدة أحداث خطيرة منذ بداية العام الجاري، تمثلت في المواجهات العنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وما ترتب عليها من تطورات في الموقف الأمني، كان أبرزها حادث الكنيس اليهودي في القدس يناير الماضي، ومجزرة نابلس الأربعاء الماضي والتي أسفرت عن استشهاد 10 فلسطينيين، وأحداث مدينة نابلس الجارية منذ أمس الأحد بشكل متصاعد.

وقال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح الفلسطينية، إنه منذ تشكيل حكومة اليمين المتطرف داخل دولة الاحتلال شن جيش الاحتلال عدة هجمات على مدن الضفة الغربية وارتقى خلال خمسين يوما أكثر من ستين شهيدا، هذه البداية الدموية من حكومة الاحتلال تدفع تجاه مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة.

وأضاف الرقب في تصريحات خاصة للقاهرة 24، رغم توقف عملية السلام منذ أبريل عام 2014 فإن الأمور لم تصل لهذه الدرجة من الاحتقان خاصة في الضفة الغربية، مما حفز البيت الأبيض للتحرك لسحب فتيل الأزمة ومنع انزلاق الأمور إلى اشتباك مفتوح في ظل فقدان الأمل.

القارئ كيرلس يوسف يكتب: فرصة تاريخيّة لإثبات جرائم الحرب فى فلسطين - اليوم السابع
 مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين

وتابع تصريحاته قائلا: السلطة الفلسطينية التي لازالت تحافظ على الشق الأخير من اتفاق أوسلو إلا وهو التنسيق الأمني رغم الإعلان إعلاميا عن وقفه ولكن عمليا تدرك السلطة الفلسطينية أن وقف التنسيق الأمني يعني اجتياح الاحتلال للأراضي الفلسطينية ومحاصرة القيادة الفلسطينية كما حدث مع الشهيد ياسر عرفات عام 2002، وبالتالي تحاول قيادة السلطة الفلسطينية الحفاظ على شعرة معاوية، والاستجابة لكل المطالب الأمريكية وعدم السماح بالانهيار الكلي لعملية السلام والدخول في اشتباك مفتوح من جيش الاحتلال رغم كل ما يفعلونه يوميا في مناطق تحت السيادة الأمنية الفلسطينية.  

وواصل الرقب تصريحاته موضحًا: رغم كل ذلك لا أتوقع انفجار انتفاضة فلسطينية ثالثة وذلك لعدة أسباب أهمها فقدان الثقة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس وخشية السلطة من تنفيذ حماس سيناريو انقلاب غزة علم 2007 في الضفة الغربية، لذلك تعمل السلطة على منع ظهور أي ظاهرة مسلحة في الضفة تحت أي مسمى كان وهذا جزءا من التوتر اليومي. 

وتابع القيادي بحركة فتح: قطاع غزة وبعد عامين تقريبا من حرب مايو 2021 يتصرف حكامه بطريقة أكثر دبلوماسية، حيث إن إطلاق الصواريخ يكون فقط للحفاظ على مياه الوجه من خلال السماح لمجموعة صغيرة بإطلاق صواريخ محدودة العدد والمدى، وبالتالي يكون رد الاحتلال محدودا دون الدخول في حرب واسعة بين الاحتلال والمقاومة في قطاع غزة، وحتى هذه الصواريخ ضررها أكثر من نفعها طالما ظلت عشوائية ومحدودة المدى ولا أتوقع أن يشن الاحتلال حربا جديدة على قطاع غزة لأن الانقسام مصلحة إسرائيلية والوضع الحالي يريح الاحتلال الذي يتفرد بالقدس والضفة الغربية ويحيّد قطاع غزة.

واختتم الرقب حديثه: التجارب الأخيرة أثبت أن بطلا فلسطينيا منفردا مثل الشهيد خيري علقم وعدي التميمي وغيرهما العديد يستطيعون أن يوجعوا الاحتلال بعمليات فردية أكثر مما تفعله الفصائل الفلسطينية مجتمعة، وهذا له دلالات خطيرة وتدفع تجاه نجاح العمل الفردي دون التأثير الجمعي ويبعد بشكل كبير اندلاع انتفاضة فلسطينية كبيرة، والظواهر المسلحة مثل عرين الأسود وكتائب جنين لن تحدث الفرق الكبير في هذه المعادلة. 

أما على الجانب الإسرائيلي، فهناك أيضا تحذيرات من تصعيد خطير بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال الأيام المقبلة.

قلق من الانتفاضة الفلسطينية الثالثة

ويقول رون بن بشاي محلل صحيفة يديعوت أحرانوت العبرية: إن عملية الاحتلال في نابلس أول أمس زادت من رغبة الانتقام لدى الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة، وأن العمليات الفدائية الفردية ستستمر خلال الفترة القادمة.

تقرير دولي يفضح جرائم الحرب الإسرائيلية بحق الفلسطينيين | نون بوست
الانتفاضة الفلسطينية الثالثة

وزعم المحلل الإسرائيلي أنه من الضرورة أن يفهم الإسرائيليون أن الانتفاضة الفلسطينية الثالثة قد بدأت بالفعل، وستكون مختلفة بتفاصيلها عن الانتفاضتين الأولى والثانية، ولذلك يصعب على الإسرائيليين رصدها، حيث لم تبدأ هذه الانتفاضة بحادثة منفردة كعملية دهس 9 فلسطينيين في عام 1987 أو باقتحام شارون للأقصى كما حدث بالانتفاضة الثانية، ولكن هذه الانتفاضة بدأت في العمليات الفدائية التي انطلقت في شهر مارس من العام الماضي.
وحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، حذر رئيس جهاز الشاباك رونان بار، من تطورات تصعيد خطير مع الفلسطينيين في الأيام المقبلة، في ظل العمليات التي تحدث هذه الأيام.

تابع مواقعنا