اليوم.. الكنيسة الأرثوذكسية تبدأ الصوم الكبير لمدة 55 يومًا
بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الإثنين الموافق 20 من فبراير الجاري الصوم الكبير، ويستمر لمدة 55 يومًا ينتهي بعيد القيامة المجيد.
ويُقسم الصوم الكبير إلى ثلاثة أقسام، وهي أسبوع الاستعداد والأربعين يومًا المقدسة التي صامها السيد المسيح صومًا انقطاعيًا، وأسبوع الآلام ويمتد إلى 55 يومًا، وهو صوم من الدرجة الأولى لا يتناول فيه السمك.
ويتكون الصوم الكبير من 8 آحاد لكل منها اسم ورمز ومعجزة أتممها السيد المسيح، وفي هذا الصوم لا يؤكل السمك الذي يؤكل في الصوم الصغير (صوم الميلاد) وذلك زيادة في التقشف والتذلل أمام الله وذلك حسب الاعتقاد الكَنسي.
وآحاد الصوم الكبير هي على النحو التالي: أحد الكنوز، أحد التجربة، أحد الابن الشاطر، أحد السامرية، أحد المخلع، أحد التناصير، أحد الشعانين، أحد القيامة وهو الأحد الأخير في الصوم الكبير، والأحد الذي تحتفل في الكنيسة بعيد القيامة المجيد.
ويختلف موعد هذا الصوم الكبير من عام إلى آخر بحسب تاريخ يوم عيد القيامة المجيد الذي يحدد في أي سنة من السنين بحسب قاعدة حسابية مضبوطة.
أساسيات الحياة الروحية
وعلى جانب آخر، تحدث البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن أساسيات الحياة الروحية في تصريحات تلفزيونية من خلال إنجيل متى والإصحاح السادس، حيث اتخذ لها شعار "من أجل الله"، وأشار إلى الأساس الروحي للصوم من خلال:
1- الصدقة التي تعني المحبة وعمل الخير من أجل الله.
2- الصلاة التي تربط الإنسان بالله، وجوهرها هو تقديم أثمن شيء وهو الوقت من أجل الله.
3- الصوم الذي هو تدريب لإرادة الإنسان، وتقديم التوبة من أجل الله.
كما أشار قداسة البابا إلى تنبيه الكنيسة للاستعداد للصوم الكبير بوَضع صوم نينوى (صوم يونان) قبل الصوم الكبير بأسبوعيْن، لكي يلتفت الإنسان إلى خطية العناد الشائعة، والتي تُمثل الاستهانة بالوصية وعدم الطاعة، كما حدث في قصة يونان النبي، عندما رفض النداء الإلهي بإرادته، "نَزَلَ إِلَى (جَوْفِ) السَّفِينَةِ وَاضْطَجَعَ وَنَامَ نَوْمًا ثَقِيلًا" (يون ١: ٥)، ثم ابتلعه الحوت "فَكَانَ يُونَانُ فِي (جَوْفِ) الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ" (يون 1: 17)، وصلى يونان من أجل أن يرفع الله الضيقة (الجوف الثالث) "صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ، فَسَمِعْتَ صَوْتِي" (يون2: 2)، فتحوّل عناده إلى طاعة الوصية وإتمام إرادة الله، وتابت مدينة نينوى.
وأوصى قداسته أن يبحث الإنسان داخله عن خطية العناد بكل أشكالها، وأن يخصص الصوم الكبير لهذا العام 2023 لكي يرفع الله هذه الخطية، ويقول في الجمعة الكبيرة "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ" (غل 2: 20).