الجزائر من مؤتمر دعم القدس: متمسكون بمبادرة السلام العربية لحل الصراع مع إسرائيل
أكد وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، على تمسك بلاده بمبادرة السلام العربية أساسًا لحل الصراع العربي الإسرائيلي وفق مبدأ الأرض مقابل السلام.
وفي كلمة الجزائر التي ألقاها رمطان لعمامرة وزير الخارجية نيابة عن رئيس البلاد، بمؤتمر دعم القدس بالجامعة العربية، جدد لعمامرة عزم الجزائر مواصلة وتكثيف جهودها ومساعيها للدفاع عن القدس المحتلة، في وجه القمع الإسرائيلي الممنهج الذي يستهدف المدينة وأهلها ومقدساتها.
كما أضاف أن السياسات العنصرية المدانة التي يسعى الاحتلال لفرضها في مدينة القدس ومحاولاته طمس هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، والمساس بالوضع القائم فيها أو تدنيس مقدساتها في سياق ما شهدناه مؤخرا من استفزازات، لن تحقق إلا مكاسب وهمية تجافي التاريخ والشرعية والديمغرافيا، لترهن التعايش الذي ميز هذه المدينة على مدى قرون من الزمن، وتقوض آفاق إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
وعبر عن إدانة الجزائر الشديدة ورفضها المطلق لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة، بفرض سياسة الأمر الواقع التي تجاوزت الحاضر لتمتد إلى الماضي عبر تزوير الحقائق وتغيير المسميات.
وجدد تمسك الجزائر التام بدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، على خطوط 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
كما ثمن الخطوات الإيجابية التي تم تحقيقها مؤخرا على الصعيد الدبلوماسي، لا سيما اعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتفعيل دور محكمة العدل الدولية في تكريس حقوق الشعب الفلسطيني.
ودعا إلى مواصلة الجهود مثلما تم الاتفاق عليه في قمة الجزائر، لا سيما لتبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وعلى الصعيد السياسي، أشار إلى أن الجزائر تواصل التنسيق مع الجميع للم الشمل، وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار مسار المصالحة الذي كلل بتوقيع الأشقاء الفلسطينيين على إعلان الجزائر، والتزامهم بالعمل على تجسيد الاستحقاقات المتضمنة فيه.
وقال: قناعتنا تبقى راسخة أنه أمام التحديات الوجودية التي تواجهها القضية الفلسطينية اليوم، لابد من الإسراع في إعادة توحيد الصف الفلسطيني، للتعبير بصوت واحد عن التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الأبي، وعن حقه الأكيد والراسخ في نيل حريته واستعادة سيادته.
وأشار إلى أن تمسك الجزائر بالدفاع عن القدس الشريف بكل ما يحمله ذلك من معاني الانسجام والتلاحم مع تاريخها الوطني ومبادئ ثورتها التحريرية المجيدة، ليمثل بالنسبة للأجيال الحاضرة امتدادا لجهود أسلافهم الميامين، الذين نستذكر منهم العالم المجاهد والولي الصالح "سيدي أبي مدين شعيب الغوث التلمساني"، الذي اقترن اسمه بالقدس الشريف وبالأوقاف التي تركها مع رفاقه المجاهدين، لتشهد على روح الأخوة والتآزر بين أبناء الأمة الواحدة.
وأثني على المقترحات البناءة الموضوعة قيد الدراسة اليوم، بأبعادها الاقتصادية والقانونية والدبلوماسية، والتي ترمي كلها إلى تفعيل جميع السبل الكفيلة بدعم وتعزيز صمود أهلنا في القدس الشريف، وتوفير الحماية اللازمة لمقدساتنا.
وجدد دعم الجزائر المطلق، واستعدادها التام للمساهمة بفعالية في هذا الجهد الجماعي، لخدمة القضية المركزية، ووفاءً لمسؤولياتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق.