المصلون بالجامع الأزهر يتضرعون بالدعاء تضامنا مع ضحايا الزلازل
ألقى الدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر خطبة الجمعة اليوم من على منبر الجامع الأزهر، حيث دار موضوعها حول الأخوّة الإنسانية.
خطيب الجامع الأزهر: النبي غرس الرحمة والأخوة الإنسانية في نفوس المسلمين
وفي بداية الخطبة، قال خطيب الجامع الأزهر: إن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كان الرحمة المهداة من رب العالمين، غرس معاني الرأفة والرحمة والأخوة الإنسانية في نفوس المسلمين، وأوصاهم بها وملأ تعاليمه بذكرها، مستشهدًا بقوله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وقوله صلى الله عليه وسلم حين سأله رجل عن أي الأعمال أحب إلى الله " أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تَطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلِأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْرًا...".
وأوضح خطيب الجامع الأزهر أن الإسلام قد أوصى المسلمين بالتراحم فيما بينهم، مؤكدًا أن تلك الرحمة غير مقصورة على المسلمين وحسب، بل امتدّت لتشمل غير المسلمين، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: الراحمون يرحُمهم الرحمنُ، ارحموا أهلَ الأرضِ يَرْحَمْكم من في السماءِ، كما أمر الإسلام بالرحمةِ بالحيوانات، وجعل الإساءة لها من كبائر الذّنوب، وسببًا من أسباب دخول النّار، فعن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، ولَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الأرْضِ”.
وتناول خطيب الجامع الأزهر تفسير بعض الآيات الكريمة من سورة الحجرات، ومنها قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وأُنْثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"، موضحا أن الله تعالى خلق الناس جميعا من آدم وحواء، عليهما السلام، فلا داعي للتفاخر والتكبر والتحاسد والتقاطع بينهم، فلقد جعلهم الله شعوبا وقبائل ليتعارفوا، أي ليحصل التعارف بينهم، لا ليتفرقوا، وقوله تعالى "إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم"، أي إنما تتفاضلون عند اللّه تعالى بالتقوى لا بالأحساب.
وفي نهاية الخطبة، توجه خطيب الجامع الأزهر والمصلين بالدعاء والتضرع إلى المولى عز وجل بأن أن يتغمَّد ضحايا زلزال تركيا وسوريا بواسع رحمته، وأن يمُن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن ينزل الصبر والسكينة على قلوب من فقدوا أهليهم وأحبتهم، وأن يحفظ أمتنا العربية والإسلامية والإنسانية من شرور الكوارث والزلازل، وأن ينزل سكينته وأمنه على الإنسانية جمعاء.