تحتاج لإدارة اقتصادية بفكر جديد.. خبراء يطرحون روشة لأزمة نقص الأطباء داخل المنظومة الصحية
فى الوقت الذى قال رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، إن هناك إجتماعاً غداً لبحث أزمة نقص الاطباء في المستشفيات عقب زيارته للسويس، وبالرغم من جهود وزارة الصحة في فتح باب التعاقدات للاطباء، أرباب المعاشات لسد العجز يبدو أن الامر لايحتاج بحسب الخبراء إلى حلول مؤقتة بل بنظرة شاملة كما أكد الخبراء لـ”القاهرة24″، على الشقين الصحي والاقتصادي.
وقال الخبير الاقتصادي جميل محمد، فى تصريحات لـ”القاهرة24″، إن ازمة نقص الأطباء في المستشفيات، يعد خللاً تراكمياً في قطاع الصحة سببه الرئيسي سوء التوزيع، مشيراً إلى أن تراجع مستوى الدخول في مصر للأطباء الشباب دفعهم للسفر إلى الخارج لتحسين مستوى المعيشة، ورفع مستوى الدخول.
وأشار جميل إلى أن خلل توزيع الوحدات العلاجية بين الريف والحضر فاقم من المشكلة، معتبراً أن تعدد الجهات المشرفة على القطاع الصحي وتضارب بعض القوانين أدى مع مرور الوقت الى ظهور المشاكل الحالية، التي تعتبر ليست وليدة اللحظة على حد قوله.
وتابع جميل يجب على الحكومة خلال الفترة المقبلة عليها أن تغير فكرها لادارة منظومة الصحة وأن تتوسع في مستشفيات الاستثمارية الخاصة بها حتى تستطيع من عائدها الانفاق على المستشفيات العامة التي تعتبر قبلة الفقراء ومحدودي الدخل والتي تعاني الآن من ندرة الأطباء.
وفى نفس السيقا قال الدكتور ياسر محمود أستاذ بالقصر العيني، إن المستشفيات يوجد بها أزمة ليس في العدد لكن في التوزيع، فبعض التخصصات في المستشفيات يوجد بها تكدس داخل القسم الواحد، وبالتالي نحتاج لفكرة تعدل بها طريقة الوصف الوظيفي وساعات العمل لتجاوز الازمة الحالية إلى جانب مراعاة شباب الاطباء، وأعطائهم الحوافز المعنوية والمادية، مشيراً أن ذلك سيؤدي إلى الاستقرار النفسي والمادي للطبيب فرغم أن مهنة الطب بالاساس مهنة شاقة، لكنها رسالة إنسانية بالاساس بحسب قوله.
يذكر أن وزارة الصحة قالت فى وقت سابق أن خريجى كليات الطب بالجامعات كلها لا يزيد عددهم على 9 آلاف كل عام، ولا يتناسبون مع عدد السكان الـ 100 مليون مواطن، كما أن نحو 60% من الأطباء سافروا للعمل فى الخارج، وأيضا استقالة أكثر من 4 آلاف طبيب خلال العامين الماضيين بسبب ضعف الرواتب، إلى جانب أن كليات الصيدلة تخرج نحو 14 ألف صيدلى كل عام، ولا تحتاج وزارة الصحة منهم إلا نحو 3 آلاف فقط لتكليفهم وأداء عملهم، فعدد الأطباء الخريجين أقل من الصيادلة بكثير، فالمنظومة الصحية تحتاج إلى زيادة عدد الخريجين من كليات الطب لتقديم الخدمات الطبية بشكل لائق ومتميز للمرضى.