كأنه يوم القيامة.. سوري يروي لـ القاهرة 24 كواليس فقدانه لطفليه تحت أنقاض الزلزال
كأنه يوم القيامة.. هكذا بدأ السوري صالح جعلوك الذي فقد طفلين من أبنائه، وأصيب طفلين آخرين وزوجته، أسفل الأنقاض جراء الزلزال المدمر الذي ضرب الشمال السوري خلال الساعات الأولى من صباح الاثنين الماضي، رواية مأساته التي امتدت لدقائق معدودة رأى خلالها طفليه، يلفظون أنفاسهم الأخيرة دون القدرة على تقديم يد العون لهما.
صالح يرى أطفاله لآخر مرة قبل الزلزال
قال جعلوك لـ القاهرة 24، إنه كغيره من جيرانه بمدينة إدلب السورية، عاد إلى منزله في اليوم السابق للخلود إلى النوم بعد أن قضى ساعات كانت الأخيرة له برفقة أسرته المكونة من أربعة أطفال وزوجته، وودعهما إلى فراشهما أملا في اللقاء مجددًا صباح اليوم التالي، إلا أنهم فوجئوا بهزة قوية تسببت في استيقاظهم من نومهم العميق بعد ليلة قضاها جعلوك ضاحكًا بأحضان أطفاله.
فوجئنا بالزلزال واحنا نايمين
والله يا أخي كنا نايمين حسينا بالبناية بتتهز وأسرعنا بالخروج من المنزل.. هكذا وصف الأب المشهد، مؤكدا أنه سارع إلى غرف أطفاله محمود 14 عامًا، وميس 10 سنوات، وخديجة 11 عامًا، ومحمد 6 سنوات، عله يتمكن من إخراجهم برفقة زوجته التي سارعت إلى حمل طفلهم الصغير بين ذراعيها، فيما سارع الأب إلى باب المنزل محاولا فتحه إلا أنه لم يتمكن.
يعتصر صالح دموعه مستكملا، أنه استمر لما يقارب 5 دقائق محاولا فتح باب المنزل للهرب برفقة أطفال وزوجته أملا في الحصول على فرصة جديدة للحياة: بدي افتح الباب ما انفتح معي.. وأنا بشعر البناية بتهبط بنا، مردفًا أنه بتمكنه من فتح باب المنزل لاذ بالخروج برفقة زوجته التي كانت تحمل طفلهما الصغير بين ذراعيها، في حين انهار المنزل على الأطفال الثلاثة وهم محمود وميس وخديجة.
قضى صالح جعلوك دقائقه الأولى عقب الخروج من المنزل يبحث عن من يساعده في انتشال أطفاله الثلاثة القابعين تحت الأنقاض، متمسكًا بأمله في رؤيتهم مجددًا، موضحًا أنه عقب مرور نحو ساعة من البحث تمكن برفقة آخرين من انتشال طفلته خديجة البالغة نحو 6 أعوام مصابة في رأسها وقدميها، الأمر الذي زاد من شجاعته في استمرار البحث عن أشقائها الباقيين، إلا أنه فوجئ بهما متوفيين أسفل الحطام بعد ساعات من البحث أملا في سماع أنفاس أطفال مجددًا.
لينضما طفلي جعلوك إلى ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب الأراضي السورية والتركية خلال الساعات الأولى من صباح الإثنين، وأودى بحياة الآلاف في كلا البلدين إلى جانب إصابة عشرات الآلاف الآخرين.