بهاء جاهين: والدي كان محبّا للناس والحياة.. وشقَّ مع فؤاد حداد الطريق لشعر العامية المصرية| حوار
حل اسم صلاح جاهين ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تنتهي فعالياته اليوم الاثنين، وفي هذا الصدد أجرينا حوارا مع الكاتب والشاعر بهاء جاهين نجل المبدع صلاح جاهين، حيث أبدى سعادته باختيار والده شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2023، مؤكدا أنه أمر يسعد الشعب المصري كله، كما تحدث عن جوانب مهمة من المسيرة الإبداعية والمهنية والإنسانية لصلاح جاهين وألقى الضوء على علاقة الشاعر الكبير صلاح جاهين مع أساتذته وتلاميذه، وغيرها من الأمور، وإلى نص الحوار.
كيف ترى اختيار صلاح جاهين شخصية معرض الكتاب؟ وهل تأخر الاختيار؟
شيء أسعدني وأتخيل أن هذا الاختيار أسعد المصريين بشكل عام لأن صلاح جاهين محبوب من الشعب المصري كله، ولا أعتقد أن هذا الاختيار تأخر، وكما يقول المثل الشعبي: كل تأخيرة وفيها خيرة.
هل كان صلاح جاهين يرى أن هناك منافسين له؟
والدي كان محبا للجميع.. وكان يعرف أن هناك آخرين، جيدون، كان مؤمن جدا بعبقرية فؤاد حداد كان دائما يقول فؤاد أحسن مني، وكان يعرف قدر شعراء آخرين بعده مثل الأبنودي وسيد حجاب وكان يحب من شعراء الفصحى أمل دنقل وأحمد عبد المعطي حجازي وصلاح عبد الصبور.
صلاح جاهين لم يكن حقودا فهو إنسان محب من داخله ومتواضع ولا يكره أحد لأنه يشعر أنه ينافسه، وإحساسه بوجود شعراء آخرين موهوبين لم يجعله يحس أنهم يخطفون منه شيئا، لنه كان واثقا في نفسه وبالعكس هناك شعراء أصغر منه سنا هو قدمهم في مرحلة الستينيات عندما ظهروا.
حدثنا عن صلاح جاهين الإنسان في البيت.. هل كان يتدخل في اختيارات أبنائه أو يفرض عليهم أمرا؟
لم يكن ينهر أحدا كان يمكن أن يقترح عليَّ.. يعني مثلا هو كان يفضل أن أستمر في السيرك الجامعي بعدما عُينت معيدا بتشجيع منه لكنني لم أحب أن أكمل الطريق الأكاديمي، لكن عندما وجدني مصّر على ألا أكمل لم يجبرني، هو كان أبا ديمقراطيا.
من هم أبرز أساتذة صلاح جاهين؟
صلاح جاهين بدأ يكتب الشعر في سن صغير وهو عنده 11 سنة وكان يكتب بالفصحى، وكان أستاذه الأول في ذلك الوقت هو علي محمود طه وكان معجبا به جدا وكان يقلده وهو في سن الـ 11 عاما، حتى سن 17 سنة، بعد ذلك حصل نقلة كبيرة عندما بدأ يكبر صلاح جاهين، يكبر وينضح، قرر يكتب بالعامية المصرية وقبل هذا القرار كان مفتونا ببيرم التونسي وكل ما ينشره، وقرر يقلده لكن لم يكن يعرفه شخصيا، وكان بيرم منفيا وعندما عاد بيرم من المنفى قابله مرة في الإذاعة، فقرأ له قصيدة عنوانها الشاي باللبن فقال له بيرم إن القصيدة تشبه الشعر الفرنسي، وبعد مرور 10 سنين على ذلك الموقف وانتشرت الرباعيات، وعلم صلاح جاهين أن بيرم أعجب بها، وكان راضيا عنها، وقال إن البحر الذي يكتب عليه صلاح بحر جديد، وإنه فتح جديد في الشعر.
وبعدما مات بيرم التونسي عام 1961 رثاه والدي بقصيدة جديدة اسمها بكائية، وبعدها كان دائمًا يكتب عن بيرم، وكتب عنه قصيدة طالب فيها الدولة والمجتمع الثقافي بجمع تراث بيرم التونسي ونشره، وهو ما حدث بعد ذلك بعشر سنوات في السبعينيات وبدأ جمع أشعار بيرم ونشرها في الأعمال الكاملة.
وكان صديقا وملهما لصلاح جاهين أيضا في جيله فؤاد حداد، ففي الخمسينات كان صلاح جاهين بدأ يكتب قصائد عامية على استحياء وفي أحد الأيام قرأ في إحدى الصحف قصيدة بالعامية لفؤاد حداد أعجبته جدا وبحث عن فؤاد حداد حتى وجده وشدا أزر بعض، وقرأ معه الشعر الفرنسي وأصبحا صديقين وروحين توأمين وشقا معا الطريق لأشعار العامية المصرية.
ومَن هم أبرز تلاميذ صلاح جاهين؟
عندما كان فؤاد حداد في المعتقل كان صلاح جاهين رسام الكاريكاتير في مجلة صباح الخير، وكان ينشر شعرا في المجلة، فعمل باب بعنوان شاعر يعجبني يقدم فيه قصائد عامية بأقلام جديدة من جيل الستينات مع مقدمة وتعليق منه على القصيدة، وأبرز من نشر لهم عبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب وفؤاد قاعود وأسماء أخرى.
ماذا تعلمت من صلاح جاهين؟
تعلمت من صلاح جاهين التواضع، الكرم، الإنسانية والرحابة النفسية، والأبوة مع الناس والبساطة في الكتابة والحياة، وأيضا الرجولة واحترام العمل وتقديسه.
