طارق لطفي: أعيش كأني موظف ولست مريضًا بالنجومية.. والسوشيال ميديا أكبر حاكم جاهل في التاريخ | حوار
*مفتقد وجود أمي بعد أن خسرتها في معركة كبيرة مع المرض
*البيت مملكة الزوجة وأنا لست شخصية سي السيد وهذه نصيحتي للأزواج
*لست حازمًا مع أبنائي وأبعد أسرتي عن الظهور لهذا السبب
*نعيش في أزمة حقيقية وأناشد بإقرار قانون الملكية الفكرية
*الفن أخلاقي في الأصل وقاعدته الأساسية الإبداع والأخلاق
*الأجر هو انعكاس لنجاح النجم
*لا أخشى من فقدان النجومية ولست مريضًا بالشهرة
*التمثيل مهنة تحمل ضغطًا نفسيًا وعصبيًا والفنان الحقيقي يعيش في توتر دائم
*أعيش على أني موظف ربنا أعطى له موهبة سيحاسب عليها
*أغاني المهرجانات ليس لها علاقة بالمزيكا ولا الذوق العام
*شخصية حمزة في عد تنازلي أثرت في نفسيًا وأحببت خلدون في جزيرة غمام
* أحب تجسيد الشخصيات التاريخية ولن أجسد شخصية دون هدف منها
*شخصيتي في الحقيقة والسراب هي الأقرب لي وأتعامل مع زوجتي بطريقة خاصة
*السوشيال ميديا أكبر جاهل حاكم غاشم في التاريخ
لا يعيش حياة النجومية على الإطلاق، والبساطة والتواضع سبب حب الجمهور لـ الفنان طارق لطفي إلى جانب طلته على الشاشة وموهبته الفذة، ورغم أن حياة النجوم تمتاز بالشهرة والأضواء إلا أنه يكتفي بأن يقدم عمل فني جيد للجمهور على الشاشة وغير ذلك لا نجده حاضرًا في المهرجانات أو الفعاليات، وعلى السوشيال ميديا فهو بعيدًا كل البعد عن التريند وكل ما هو مثير للجدل، أما حياته الخاصة فتمثل له خط أحمر فمن الصعب أن تجد صورة له مع أبنائه أو صورة لأسرته.
البيت مملكة الزوجة وأنا لست سي السيد، وأتعامل مع أولادي وزوجتي بديمقراطية شديدة، ورياض في الحقيقة والسراب هي الشخصية الأقرب لطباعي وتصرفاتي وأتعامل مع زوجتي بهذا الشكل والتفهم وكذلك كنت أفعل مع والداتي الراحلة، علاقتي مع جمهوري هو أنني ممثل يقدم عمل جيد لهم، أما أسرتي شيء خاص، ولست مريضًا بالشهرة والنجومية وأتعامل على أني موظف عادي، وأكثر ما أفتقده في حياتي هي أمي بعد أن خسرتها في معركة كبيرة مع المرض، وكل ما أتمناه هو الستر والصحة.
كان هذا جزء من حديث طارق لطفي في حواره مع القاهرة 24، حيث فتح قلبه وتحدث عن مسلسله الجديد مذاكرات زوج، وكشف لنا عن طارق الزوج والأب والفنان خارج التمثيل، إلى جانب حديثه عن رأيه في كثير من الموضوعات الشائكة وغيرها من الأمور وإلى نص الحوار:
*حدثنا عن مسلسل مذكرات زوج المقرر عرضه في الموسم الرمضاني المقبل؟
مذكرات زوج من كتابة محمد سليمان عبد الملك، وإخراج تامر نادي وإنتاج تامر مرتضى، ومسلسل اجتماعي لايت أتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.
*بالحديث عن مذاكرات زوج.. حدثنا عن طارق لطفي الزوج وهل أنت شخصية سي السيد في البيت؟
البيت مملكة الزوجة، وأنا لست شخصية سي السيد، ولكن على العكس فأنا ديمقراطي جدًا مع زوجتي وأولادي وأحبهم، والأساس عندي أن يسير كل شيء في المنزل بحب شديد.
*وما رأيك في تصريحات بعض المذيعات حول علاقة الرجل والمرأة؟.. وما نصيحتك للمتزوجين؟
ليس لي علاقة بما يطرح سواء على السوشيال ميديا أومن مذيعين، ولا أشغل بالي، وأوصي الزوج والزوجة أن يلعب كل منهما دوره بحب شديد وأن يسيرا على التوصيات التي أوصانا بها ديننا وجميع الأديان وهي السكن والرحمة.
وما طبيعة علاقتك بأبنائك.. هل أنت أب حازم معهم؟
لست حازمًا مع أبنائي على الإطلاق، أنا مواكب لكل شيء وأحيانًا استفهم منهم على أمور لا أفهمها، حتى أكون على وعي بما يحدث حولي.
ولماذا مبتعد عن السوشيال ميديا؟
السوشيال ميديا أكبر جاهل حاكم غاشم في التاريخ، وللأسف تستخدم بشكل خاطئ.
*ما رأيك في الوضع الحالي؟
نحن نعيش في أزمة حقيقية واقتصادية كبيرة تمتد آثارها على جميع نواحي الحياة من ضمنها الفن، والله يكون في عون من لا يعرض عليه أعمال، وفي عون النقابة أيضًا، وأناشد بإقرار قانون الملكية الفكرية بحيث تحصل عائلة الفنان بعد وفاته على أموال عن كل عمل يعرض للفنان، ونطالب بهذا الأمر منذ سنوات ونتمنى أن يتم تبني هذا الفكر.
*الجمهور دائمًا على اعتقاد بأن الفنان يعيش حياة مرفهة ويحصل على أجور عالية؟
فكرة خاطئة لأن لاعب الكرة والمذيع يحصلان على رواتب أكثر من أي فنان وكذلك الطبيب والمقاول ولا نعرف عنهم شيء، لكن التميز الوحيد أن الفنان ربنا أعطى له موهبة.
*هل ترى أن الفن مباح أن يقدم فيه كل شيء سواء موضوعات جريئة أو مشاهد جريئة؟
الفن أخلاقي في الأصل، وعلى سبيل المثال لو سيتم مناقشة قضية أطفال السفاح فهذا موضوع أخلاقي سيكون هناك بشكل أو بآخر حديث عن هذه العلاقة التي أدت لتلك الكارثة في حق الطفل، ولكن يجب أن تقدم بشكل فني وغير مثير للغرائز لأننا نقدم فن في الأول والآخر والفن أخلاقي حتى لو سنناقش مواضيع غير أخلاقية، ومن الممكن تصوير قبلة ومن السهل أن نوحي بذلك، لكن بحسب ما يتطلبه الموقف لتوصيل الرسالة الفنية، حتى لو أننا نناقش قضية عن إثارة الغرائز، فيجب أن نثير الغرائز بشكل فني، لأن الفن عمل أخلاقي إبداعي، وبالحديث عن القبلات فأي شيء سيقدم يجب أن ننظر إذا كان له ضرورة أم من الممكن تجنبه أو التقليل منه بشكل أو بآخر، فالفن قاعدته الأساسية الإبداع والجمال والأخلاق ولا يوجد قبح يصنع جمال، والأخلاق جزء من الجمال وجزء من الإبداع والفن في الأصل قاعدته الإبداع والجمال.
*ما الصعوبات التي تواجهك كممثل؟
بعيدًا عن ظروف التصوير التي تكون صعبة ومرهقة، ولكن أكبر صعوبة بالنسبة لي هي العثور على الشخصية وتكوينها شكلًا وموضوعًا وصوتًا وإحساسًا إلى جانب نظرة العين والمكياج الداخلي والخارجي.
*ما أكثر شخصية أرهقتك؟
شخصيات كثيرة منها شخصية خلدون في جزيرة غمام، لأنني وجدت الشخصية بصعوبة، وكذلك دوري في مسلسل شهادة ميلاد لأنني خسرت 18 كيلو قبل التصوير خلال شهر ونصف، ثم كسبت وزن 10 أو 12 كيلو حتى استكمل التصوير، وحينها كنت أتابع نظام غذائي مع طبيبة إنجليزية أجرت لي فحوصات وتحاليل وأرشدتني بنظام غذائي.
*هل أثرت عليك شخصية حتى أنك وجدت صعوبة في الخروج منها؟
هذا اعتقاد خاطئ عند البعض فلا يوجد شيء يسمى الخروج من الشخصية، فبناء الشخصية يبدأ مع الذهاب للوكيشن ومع قراءة المشاهد يكون الممثل حصل على 10 في المئة من الشخصية وبالمكياج وملابس الشخصية يكون الممثل حصل على 50 في المئة، ومع البروفات يحصل على 75 في المئة، ومع التصوير يكون الممثل حصل على 100 في المئة من الشخصية التي يجسدها، وحينما يقوم الممثل بعمل عكس ذلك، حينها يتخلص من الشخصية، ولكن هناك بعض الشخصيات التي تترك أثرًا مثل شخصية خلدون لأنني أحببتها بشدة، فأحيانًا كنت اقرأ شعر مثل خلدون وأسير بطريقته واستخدم تون صوته، وأيضًا شخصية حمزة في مسلسل عد تنازلي أثرت في نفسيًا بشدة أثناء التصوير.
*هل لجأت لطبيب نفسي بسبب تأثير الشخصية عليك نفسيًا؟
حتى الآن لم أجسد الشخصية التي توصلني لهذا الأمر.
*ما أكثر شخصية قدمتها وتشبهك في الحقيقة؟
رياض في مسلسل الحقيقة والسراب هي الشخصية الأقرب لطباعي وتصرفاتي وأتعامل مع زوجتي بهذا الشكل والتفهم لشخصية رياض في المسلسل وكنت كذلك مع والدتي في السابق.
*ما القضايا التي ترى أنها من المهم مناقشتها على الشاشة؟
هناك كثير من القضايا سواء قضايا ملحة أو ثقافية، فحينما أقدم للجمهور رواية وعمل أدبي محترم فهذه تعتبر قضية ملحة لتثقيف الجمهور.
*هل الأعلى أجر هو الفنان الأهم على الساحة؟
الأجر هو انعكاس لنجاح النجم، لأنه من الممكن أن تكون قيمة الفنان كبيرة ولكنه غير ناجح في الوقت الحالي، فتقييم النجاح يكون بالأجر، ودومًا تحدث مناقشة بين الإنتاج والفنان على الأجر، لأن المنتج حتى لو على يقين من نجاح الفنان لكنه يقلل من أجره.
*ماذا لو لم تكن ممثلًا؟
كنت أتمنى أكون طبيب أطفال لأني أخاف عليهم بشدة، ولو كنت فشلت كممثل كنت سأتجه لدراسة الطب.
*ما رأيك في أغاني المهرجانات؟
أغاني المهرجانات ليست مزيكا ولا طرب ولا كلمات ولا تمثل ذوق عام، والسبب في رأي في زيادة مشاهدات أغاني المهرجانات منها هو أن البعض يستمع لها حتى يعرف ما هي المهرجانات، والبعض الآخر يستمع لها باستعلاء، والبعض تعجبه للحظات ولكنها لا تأثر في وجدانه ولا ذوقه، والبعض الآخر تعجبه هذه المزيكا وهنا أتوقف والسبب في ذلك هو تقصير في ثقافة الجمهور والتقصير في خلق ذوق لدى الناس، لأن الفن أصله الإبداع والجمال.
*هل تتدخل فيما يتسمع له أبنائك وتمنعهم من الاستماع للمهرجانات؟
ليس لدي تدخل فيما يستمعوا إليه ولكن منذ أن كانوا أطفالًا كنت أغذي عقلهم وآذانهم بمزيكا مختلفة ومحترمة سواء مزيكا كلاسيكية أو عالمية أو أغاني مصرية عظيمة حتى أصبح لديهم مخزون استراتيجي من المزيكا المختلفة والعظيمة، لذلك حينما يختاروا حاليًا يختاروا بناء على ثقافتهم، ومن الممكن أن يستمعوا لأغاني المهرجانات كنوع من الضحك، لكنها ليس من ذوقهم ولا يضعوها على هواتفهم.
*هل ترى أن الأسرة لها دور فيما يستمع له الأبناء؟
الأسرة جزء ولكن يجب أن يكون هناك تشجيعًا على الفن الجيد، وسعيد جدًا بحفلات الخميس التي أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وكان يجب أن يحدث هذا منذ سنوات ماضية وأرى أنه قرار حكيم ورائع كنوع من أنواع التشجيع للفن الحيد أو فرضه أحيانًا.
*لماذا تبعد أسرتك عن الظهور؟
لماذا أعرض أبنائي على السوشيال ميديا!، وأنا علاقتي بالجمهور هو أنني ممثل ما يهمه مني هو عملي فقط أما أسرتي شيء خاص، وهناك صورة سربت لأسرتي من الأكونت الخاص لابنتي لذا طلبت منها أن تجعل الأكونت للأصدقاء فقط، لأني أريد أن يعيش أبنائي بشكل طبيعي مثل زملائهم بلا أي مميزات، ويتصرفون على هذا الأساس: «بقول لابني ما يقولوش فلان طارق لطفي أنت اسمك فلان لطفي مالكش دعوة بطارق خليك نفسك واصنع نفسك».
*هل من الممكن أن يعمل أبنائك في مجال التمثيل؟
سأخبرهم أن الموضوع صعب وسأنصحهم بالابتعاد عن التمثيل لأن الممثل يعيش طوال عمره في توتر، ولكن أترك لهم حرية الاختيار.
*هل تعيش في توتر دائم؟
أي فنان حقيقي يعيش في توتر دائم طوال الوقت، وزوجتي دائمًا تقول لي افرح بنجاحك لمدة أسبوعين فقط ليس أكثر، لكن حينما أنجح أنظر فيما سأقدمه لذا الموضوع صعب بشكل كبير.
*هل ترى أن التمثيل من أكثر المهن صعوبة؟
التمثيل مهنة تحمل ضغطا نفسيا وعصبيا، لكن الموظف العادي يتدرج في وظيفته، بحسب السلم الوظيفي وهو إلى حد كبير مضمون، لكن نحن ملزمون طول الوقت بتقديم الجديد والجيد، ودومًا لدينا تساؤلات حول إذا كان العمل سينجح وهل سيعجب الجمهور أم لا، وحتى إذا نجح العمل ننظر فيما سيقدم بعده.
*لماذا لا تذهب للمهرجانات الفنية؟
لا أذهب للمهرجانات إلا في حال تكريمي، وليس لدي علاقة بأي شيء غير تقديم عمل جيد كل سنة.
*ماذا تمثل لك النجومية؟
النجومية عرض وطلب وتجديد وذكاء ومن الممكن أن يكون كل هذا موجود في الفنان ولكن الله لا يريد له الاستمرارية، إلى جانب العمر لأنه من الصعب التغلب عليه وبعض الفنانين استمروا مدى الحياة خاصة في الشرق الأوسط، أما في مصر لا يحدث ذلك وعامل السن مهم جدًا إلا في بعض الاستثناءات مثل نجومية نور الشريف التي استمرت حتى آخر أيامه وعادل إمام ويحيى الفخراني.
*هل تخشى من فقدان النجومية؟
لا أخشى من فقدان النجومية ولست مريضًا بالنجومية والشهرة، وأتصرف على هذا الأساس كأني إنسان عادي وأقوم بتأهيل نفسي أنا أعيش على ذلك وأفعل كل شيء بنفسي كأني موظف حيث أذهب للميكانيكي وشركة الصيانة وأتعامل مع جميع الجهات وأقف في الطوابير وأذهب إلى السوبر ماركت.
*هل ترى أن هذه بساطة أم تواضع؟
هذه ليست بساطة ولا تواضعا لكنها واقعية وترويض للنفس بأني شخص عادي ربنا أعطى له موهبة سيحاسب عليها فهي نوع من أنواع الأمانة.
*ما أكثر شيء تفقده في حياتك وما أمنياتك في العام الجديد؟
أفتقد لوجود والدتي في حياتي بعد أن خسرتها في معركة كبيرة مع المرض، يوم 5 يناير، وفقدانها مأثر في بشكل كبير، وأتمنى الستر والصحة.
*من من الفنانين تتمنى التعاون معه؟
جميع زملائي الموهوبين بشكل حقيقي.
*ما الدور الذي تتمنى أن تقدمه؟
هناك دوران تاريخيان كنت أتمنى تقديمهما ولكن لم يشأ القدر أن أؤديهما، وبشكل عام أنا من محبي التاريخ لأنه قراءة للمستقبل، ولن أجسد أي شخصية حتى يكون هناك هدف من تقديمها لأن والدي علمني أن أختار معاركي.
*لماذا مبتعد حاليا عن السينما؟
هناك أكثر من مشروع أقوم بدراسته ولكن لم أستقر على أي عمل سينمائي حتى الآن.
