بين الحب والحرب.. قصة ثيتيس وبيليوس من الأساطير الرومانية القديمة
بيليوس أحد أبطال الإغريق القدامى، شارك في العديد من الأعمال البطولية التي تخلد اسمه كبطل ثانوي، وثيتيس هي إحدى أقدم حوريات البحر، تربت في كنف هيرا حتى تزوجت من بيليوس.
وكعادة كل الحوريات تمتعت ثيتيس بالجمال الأخاذ والمراوغة غير المحدودة، فما إن تخطت سن الطفولة وقع زيوس وبوسايدون في غرامها وتنافسا للحصول عليها، غير أن النبوءة وحدها خلصتها من المنافسة، وألقت بها إلى مصير لم تتمنَه، إذ أفادت النبوءة أن ثيتيس ستنجب طفلًا أقوى من أبيه، وهو ما خشي منه زيوس وبوسايدون وقررا أن تتزوج الحورية الجميلة من بشري فانٍ.
قصة ثيتيس وبيليوس من الأساطير الرومانية القديمة
وعلى صعيد آخر، كان بيليوس قد رآها تجوب البحار ووقع في غرامها، ولكنه كلما حاول الإمساك بها تغيرت هيئتها وأفلتت منه، فاستشار خيرون الحكيم الذي نصحه بأن يتمسك بها مهما تحولت وتبدلت، حتى توعده بالزواج، فالآلهة لا تخلف الوعد أبدًا، وهو ما قام به بيليوس ونجح في الزواج بها، وأقام لها زيوس زفافًا أسطوريًّا حضرته الآلهة الأولمبية جميعًا باستثناء إيريس ربة الشقاق.
ونجحت مساعي زيوس وبوسايدون وبيليوس، وظلت النبوءة غير محققة، فكلما أنجبت ثيتيس حاولت جاهدة أن تهب أطفالها الخلود بمراسم خاصة فتموت الأطفال، وتحزن ثيتيس، إلى أن حملت في طفلها الأخير أخيليوس، الذي صمد وحقق النبوءة ليصبح أقوى من أبيه، وتخلصت ثيتيس من كل أجزاء جسده الفانية إلا كعبه الذي ظل محل ضعفه وموطن فنائه، وما إن نجحت ثيتيس اعتزلت الحياة الزوجية مع بيليوس وعادت إلى البحار الواسعة تنتظر مصير ابنها الذي كتبته الأقدار له قبل أن يولد.