السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

دبلوماسية المعادن

الجمعة 20/يناير/2023 - 08:45 م

من أعظم نتائج المحن والشدائد والأزمات.. هى قدرتك على تحويلها إلى منحة وهبة ونعمة.. ولا تعرف الرجال إلا فى الشدائد.. فى النهاية هى اختبار يزيدك صلابة وقوة وقدرة إذا أحسنت التعامل معها والعمل والصبر والإرادة.. فما أعظم المحن والشدائد التى نعبرها.. فتصقلنا.. وتعرفنا على حقيقة المعادن فى الداخل والخارج هل هى نفيسة مثل الجواهر الذهب والماس أم هى رديئة (فالصو) مغشوشة.
فى الأزمات تتعرف على حبيبك وصديقك وعدوك وتدرك هل تتطابق الأقوال مع الأفعال ما بين أبواق تنعق بالتخويف والإفزاع وبث التشاؤم والإحباط.. فى الداخل.. وإساءات وابتزاز فى الخارج.. هى فى النهاية معادن رديئة لا نعول عليها فى الشدائد.. ولا ننتظر منها مواقف الرجال والفرسان.. طفيليات مآلها إلى زوال.. ظاهرة وسحابة سرعان ما تنقشع وتبقى مصر شامخة كالجبال الراسيات.. تصقلها الأزمات والتحديات والمحن والشدائد لتزيدها قوة وقدرة وصلابة وعظمة.. فهى أصل التاريخ وأرض الحضارات والرسالات والأديان.. والرجال..
 
 
ما بين النفيس والردىء.. وما بين الذهب والماس.. و«الفالصو» والمغشوش.. تتجسد
مواقف الداخل والخارج خلال الأزمات والمحن والشدائد.. فهى التى تظهر الغث من السمين
 


دبلوماسية المعادن

 
يقولون إن المقدمات دائمًا تفضى إلى النتائج.. لذلك لم تأت التوقعات التى أصدرتها المؤسسات العالمية.. سواء الاقتصادية أو الأمنية أو مراكز الدراسات الاستراتيجية خلال شهر يناير الجاري.. الشهر الذى يستهل العام الجديد حول أحوال وأوضاع وظروف العالم فى 2023 لتفسح المجال أمام التفاؤل.. والأمن والاستقرار والرفاه لبنى البشر.. بل جاءت التوقعات والتصريحات محبطة خاصة على الصعيد السياسى والأمنى والاقتصادي.. فالتقارير والتوقعات الاقتصادية تشير إلى عدم نمو الاقتصاد العالمي.. وأن عودة الاقتصاد العالمى للنمو ستكون فى عام 2024 حسب توقعات صندوق النقد الدولى فى قمة «دافوس».. وسط تحذيرات من ارتفاع تكلفة المعيشة لمواطنى العالم.. وأيضًا ارتفاع غير مسبوق لتكلفة الرعاية الصحية.. ومعاناة شعوب العالم.. وعدم التطلع إلى الرفاهية والوفرة التى كانت موجودة قبل نشوب الحرب الروسية - الأوكرانية.. فى حين أن النمو الاقتصادى فى دولة مثل الصين خلال العام الماضى لم يزد على 3٪.
على جانب آخر بدا أنطونيو جوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة مُحبطًا.. وغير متفائل لأمرين مهمين.. هما عدم وجود أفق لحل الأزمة الروسية - الأوكرانية وانحسار مبادرات التسوية السلمية بسبب تجمد المفاوضات.. وتمسك كل معسكر بمواقفه دون وجود أى مرونة نحو الجلوس والتفاوض وإنهاء الأزمة التى ألقت بظلالها وآثارها الكارثية مختلفة الأبعاد على دول وشعوب العالم.. الأمر الثاني.. أعلن جوتيرش إحباطه أيضًا من فشل العالم فى مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية سواء لعدم إبداء الاهتمام اللازم بهذه القضية التى تحصد دول كثيرة فى العالم حصادها المر سواء فى أشهر الصيف أو الشتاء.. وعدم جدية الدول الكبرى فى التوقف عن ممارسة وتصدير الانبعاثات الكربونية سواء لأسباب ناتجة عن تداعيات الأزمة الروسية - الأوكرانية والعودة إلى استخدام مصادر الطاقة التقليدية المسببة للانبعاثات الكربونية أو عدم وفاء الدول الكبرى بالكثير من التزاماتها فى هذا الإطار.. إذن الأمم المتحدة قلقة ومنزعجة وغير متفائلة بسبب استمرار الصراع «الغربى - الروسى».. أو تفاقم قضية وظاهرة التغيرات المناخية.. وهو ما يشير إلى استمرار معاناة الشعوب خلال العام الجارى.
استمرار الحرب «الروسية - الأوكرانية» وتصاعد وتيرتها.. ونشاط الآلة الروسية العسكرية وزيادة أعداد الجيش الروسى إلى 1.5 مليون جندى واستمرار تدفق الأسلحة الأمريكية والغربية إلى أوكرانيا وتصاعد العمليات العسكرية كل ذلك يشير إلى غياب أى أفق للحل.. وأن أوكرانيا تحولت لساحة تصفية حسابات وتحقيق أهداف كل معسكر يسعى لاستنزاف وتركيع الآخر.. فى الوقت الذى يعلن فيه الجانب الروسي أن خسارته للحرب تعنى استخدام السلاح النووى طبقًا لما قلناه فى السابق.. أنه لا مجال لخاسر أو منتصر لأن العواقب فى حالة الخسارة ستكون فادحة وكارثية وتنذر بويلات وهلاك.. وتصعيد ربما يشير إلى إعلان الحرب العالمية الثالثة فى ظل تمسك كل معسكر بأهدافه ومخططاته سواء فى الحفاظ على الهيمنة أو استمرار النظام العالمى التقليدى على مدار عقود ماضية والحفاظ على عملية قيادة وتصدر هذا النظام وبالتالى مكاسبه.. وعلى الطرف الثاني.. يسعى إلى بزوغ نظام عالمى جديد يحقق العدالة الدولية حسب قوله.. وضمان أمنه وعدم التسلل الغربى للعقل الجمعى لشعبه بأفكاره وثوراته وتهديد أمنه القومى بل وجوده فى الأساس.. لذلك وإن كانت الأمور حتى هذه اللحظة تدار بالحكمة النسبية وعدم التهور وعدم استخدام الأسلحة غير التقليدية والنووية.. فإن ضمانات ذلك غير موجودة خاصة أن مجريات الجبهات قد تفرض هذا الاستخدام وهو ما أعلنه الجانب الروسى أنه حال الهزيمة سوف يلوح فى الأفق استخدام السلاح النووى.
إذن التوقعات فى محلها.. تشير إلى أننا لسنا أمام حل للأزمة «الروسية - الأوكرانية»، بل تفاقمها وتصاعدها.. ناهيك عن توقعات بحدوث صراعات وأزمات قد تأكل ما تبقى من الأخضر واليابس.. فى ظل المشاحنات والاحتكاكات بين الثورتين الشمالية والجنوبية والتلويح بالاستخدام العسكري.. وأيضًا التصاعد السياسى والتهديدات والتحركات بين الصين وتايوان.. واليابان من ناحية أخرى وهو ما حدا باليابان وكوريا الجنوبية بالإضافة إلى ألمانيا طبقًا لنتائج الصراع «الغربى - الروسى» فى أوكرانيا إلى استعادة بناء الجيوش الوطنية.. فاليابان بصدد إنشاء جيشها الوطنى ورئيس وزرائها فى جولات خارجية من أجل ذلك.. وخصصت ألمانيا 100 مليار يورو من أجل بناء جيش قوى.. وبالتالى إنهاء خضوعها تحت مظلة الحماية الأمريكية عقب الحرب العالمية الثانية بل واتجاه أوروبا حسب التقارير «الواردة» إلى التخلى عن فكرة «الناتو» وإنشاء الجيش الأوروبى الموحد.
نعود للجانب والأبعاد والتداعيات الاقتصادية للحرب الروسية - الأوكرانية.. والتى نالت من نمو الاقتصاد العالمي.. وأصابته بحالة من العطب والخلل.. أدت إلى تجمده وتراجعه وارتباكه وحدوث مشاكل وأزمات أثرت على الدول والشعوب.. لتكون أعداد المتضررين من الدول والشعوب أكثر من عشرات الأضعاف من المستفيدين.
الأوضاع السياسية فى منطقة الشرق الأوسط ليست أفضل حالًا من ظروف وأحوال العالم المحبطة.. وهى قابلة للاشتعال فى أى وقت.. وتعيش على برميل من البارود وقنابل موقوتة فى ظل وجود حكومة نتنياهو وممارساتها غير المشروعة والمتطرفة فى حق الشعب الفلسطينى الشقيق.. وفى ظل وجود وزراء من اليمين المتطرف الذى يصر على التصعيد وعدم المبالاة بالنداءات الدولية للهدوء وعدم التصعيد والاستفزاز والسعى إلى استئناف المفاوضات للوصول إلى سلام دائم وشامل وعادل على أساس حل الدولتين من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية وهو أساس الموقف العربى الموحد.. والتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ومنح الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة طبقًا للقرارات والمرجعيات الدولية والأممية. الولايات المتحدة الأمريكية حذرت من تداعيات وخطورة الموقف والتصعيد الإسرائيلي.. ورفض حكومة نتنياهو حل الدولتين وكذلك ممارسات وزير الأمن الإسرائيلى إيتمار بن غفير التى تؤدى إلى تفاقم الأوضاع.. وهى ممارسات متطرفة وعنصرية ستؤدى إلى إشعال الموقف والمنطقة عمومًا.. وهو ما يجسد نداءات العالم بضرورة التحلى بضبط النفس والعودة للمفاوضات.. وهو ما يشير إلى أهمية وجود موقف وتحرك دولى سريع يحول دون التصعيد.. وهو ما أدركته مصر على الفور.. وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسى القمة الثلاثية مع الملك عبدالله الثانى ملك الأردن والرئيس محمود أبو مازن وأكد البيان الختامى للقمة على الموقف العربى بضرورة وجود حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وأهمية الحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الشقيق وعدم المساس بالثوابت الدينية والقانونية وأيضًا تناولت القمة المصرية - الخليجية الأردنية القضية الفلسطينية ناهيك عن الأوضاع فى الدول التى تعانى من أزمات بسبب ثورات الخراب العربى فى ليبيا واليمن وسوريا.. بالإضافة إلى الأزمة اللبنانية.. بالإضافة إلى وجود صراعات معلقة.. والملف النووي.. وكذلك استمرار تداعيات جائحة «كورونا».. وتصاعد تداعيات الحرب «الروسية - الأوكرانية».
ما أريد أن أقوله فى ظل تردى الظروف العالمية وسوء الأحوال على الصعيد الدولى سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا.. إن كل الدول والشعوب تواجه ظروفًا غاية فى الصعوبة والتعقيد وتتألم وتصرخ من فرط حالة الانفلات والفوضى الدولية.. والصراعات المحتدمة أو المتوقع نشوبها كل ذلك ينذر بصعوبات أكثر.. يقينى أننا لسنا وحدنا من يواجه صعوبات أو مشاكل أو أزمات.. بل العالم جميعًا فى العموم.. ولعل صرخات الأوروبيين تسمع منها.. واحتجاجاتهم وإضراباتهم لا تنقطع بل تزيد وتتصاعد.. وهو ما يجب أن ندركه نحن المصريين.. ونزداد إصرارًا وإرادة والتحامًا.. وقدرة على تخطى وعبور الصعوبات والأزمات التى فرضت علينا.. ولم نصنعها بأيدينا هى فى النهاية «شدة وتزول» وأزمة وهتعدى - وستكون من الماضى فطالما تجاوزنا وعبرنا الكثير من الأزمات والتحديات.
الحقيقة أن الدولة المصرية منتفضة فى مجابهة تداعيات الأزمة العالمية.. والرئيس عبدالفتاح السيسى فى الكلية الحربية أمس الأول تحدث بكل ما تحمله الكلمة من صدق ومكاشفة تؤكد أن الظروف صعبة بالفعل لكنها تحت السيطرة.. وطالب المواطنين بعدم الخوف والقلق.. وأن يكونوا مطمئنين فالدولة تبذل كل جهودها وتحقق نتائج جيدة على كافة الأصعدة سواء فى توفير احتياجات المواطنين من السلع الأساسية وترويض الأسعار والتوسع فى إتاحة هذه السلع للمواطن.. من خلال منافذ ثابتة ومتحركة تجوب كافة ربوع البلاد.. وأيضًا التبكير بافتتاح معارض أهلًا رمضان وإقامة الشوادر فى المحافظات لبيع السلع للمواطنين بجودة عالية وأسعار مخفضة.. بالإضافة إلى إنجاز كبير تحقق فى سرعة الإفراج الجمركى عن البضائع المتراكمة فى الموانئ.. ونجحت الدولة فى توفير مليارات الدولارات لأجل ذلك بالإضافة إلى نجاح البنك المركزى فى توفير الموارد من النقد الأجنبى وحدوث استقرار فى هذا الشأن سواء بزيادة الاحتياطى النقدى إلى 43 مليار دولار أو توفير مليارى دولار للمستوردين.. بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء على السوق السوداء لإنهاء المضاربات على النقد الأجنبي.. وطبقًا لكلام الدكتور مدبولى فإن هناك استقرارًا فى موارد النقد الأجنبى خلال الفترة القادمة من خلال موارد جديدة.. بالإضافة إلى وضع الدولة يدها على تنمية وتعظيم الاستفادة من القطاعات الإنتاجية والاهتمام غير المسبوق بالزراعة والصناعة.. وحل مشاكل المزارعين ورجال الصناعة.. وتيسير إجراءات الاستثمار بشكل يوفر عنصر الجذب لدخول استثمارات أجنبية جديدة وهو ما حدث بالفعل.. لنجد أن الحكومة فى الفترة الأخيرة سواء من خلال اجتماعاتها أو إجراءاتها أو نشاطاتها تشير إلى أنها فى الاتجاه الصحيح.. بالإضافة إلى تركيز الدولة على توفير احتياجات المواطن وأيضًا مستلزمات الإنتاج.. وتنامى الاهتمام بقطاعات مثل الزراعة والصناعة والسياحة والطاقة.. وتغيير الإجراءات وتسهيل وتيسير الاستثمار والمشروعات الصناعية.. ولعل مبادرة «ابدأ» تشهد حراكًا جيدًا فى هذا الاتجاه.
الرئيس السيسى فى الكلية الحربية.. تحدث مع شعبه وبعث برسائل الثقة والاطمئنان فى ظل أزمة عالمية خانقة وطاحنة ألقت بظلالها على جميع الدول وليست مصر وحدها.. لكن فى النهاية الأمور مستقرة وطيبة ونستطيع معًا حكومة وشعبًا أن نعبر الأزمة مثل عبورنا لأزمات كثيرة سابقة.. وهناك ما هو أسوأ من الأزمة الحالية ونجحنا فى تجاوزها وتخطيها.. ومن الممكن كما اعتاد المصريون تحويل المحنة إلى منحة.. فمصر بخير وسلام.. وكل احتياجات ومتطلبات مواطنيها متوافرة.. لذلك نحتاج إلى العمل والإرادة والعزيمة والصبر.
الرئيس السيسى أشار إلى نقطة مهمة وهى أن الأزمة تكشف المعادن النفيسة من الرديئة ليس فى مواقف الداخل فحسب.. ولكن أيضًا الخارج.. وتخرج منها بدروس مستفادة وعبر ونتائج تزيدنا قدرة وصلابة ومعرفة وإدراكًا للمواقف.
هناك من حاول استغلال وتوظيف الأزمة العالمية وما نتج عنها من صعوبات اقتصادية فى تخويف وإفزاع وإحباط الناس وسلبهم إرادتهم ومقاومتهم والدفع نحو النيل من معنوياتهم.. رغم أن الأمور فى مصر مستقرة ولا أقول وردية ولكنها تحت السيطرة من خلال نقاط إيجابية بداخلنا.. وفى حوذة ومتناول الدولة تستطيع من خلال اقتصاد الفرص والمرونة العمل على معالجة التداعيات وفى ظل وجود بشائر ونجاحات وإنجازات فى مجالات وقطاعات عريضة.. وبدائل وأولويات.. ورؤى وأفكار.. فلماذا نخاف والدولة تسابق الزمن لمعالجة كل الأمور.. والتقدم للأمام على رأس اهتماماتها يأتى المواطن المصرى من خلال العمل على تخفيف الأعباء عنه.
ربما كانت لدينا مشكلة فى النقد الأجنبى أو أزمة فى الدولار خلال الـ ٤ أشهر الماضية.. لكنها كما أكد الرئيس السيسى ليس لدينا مشكلة أو أزمة فيها.. وهو ما عكسته الأيام الأخيرة.. من إفراج جمركي.. وتوفير مستلزمات الإنتاج.. وتوفير احتياجات المستوردين من الدولار.. ولدينا طاقات وقطاعات إنتاجية مهمة نركز فيها مثل الزراعة والصناعة والسياحة وقناة السويس والطاقة وارتفاع الصادرات المصرية إلى ما يزيد على ٥٣ مليار دولار وهى نتائج متفائلة تدعونا للثقة.. وسوف نشهد نجاحات أكثر خلال الفترة القادمة والقادم أفضل.. فما أريد أن أقوله: إن الاطمئنان له أسبابه ومرتكزاته وحيثياته.
على الجانب الخارجى كشفت الأزمة المعادن الحقيقية.. فهناك اساءات وتطاول يأتينا من أقرب الأقربين.. ولا أريد الخوض فيما فعلته مصر لهؤلاء.. وما تشكله من حجر الزاوية فى وجودهم.. وأنها الحصن والسند لكننى أقول مصر لا تستحق الاساءات والتطاول.. وفى غنى عن الجميع وتترفع كعادتها فهى العظيمة الكبيرة عن الصغائر ومن يريد العمل معنا.. واستثمار ما لدينا من فرص تحقق مصالحنا ومصالحهم فأهلًا ومرحبًا بهم.. فمصر أكبر من التورط فى مستنقع المعايرات والإساءات والتطاول ومهما فعلوا لن تتخلى يومًا عن واجبها ودورها فهى أصل وجود الجميع وأمانهم واطمئنانهم.. وإن غدًا لناظره لقريب.
هى فى النهاية الملاذ والمأوى والسند.. تقسم ما بين يديها مع الصديق والشقيق.. تظل حتى قيام الساعة الوفية.. السخية.. أرض الكرم والكرامة.. والرجال والأبطال.. والأديان والحضارات.. أرض الخير والقوة والقدرة والشموخ.
نصبر ونعمل ونتقدم.. ولا نقبل من أحد إساءات أو تطاولًا لا ينتقص من قدر ومكانة وعظمة مصر لأنها محفورة وراسخة لا ينال منها صغير أو حقير.. أو محدث نعمة.. فهى أرض الخير.. والجميع.. سيعرفون اليوم أو غدًا من هى مصر.
الأسف الأسف أن يأتى العيب من بعض أبناء مصر.. فبدلًا من الالتفاف وبناء الوعى..  والثقة والاطمئنان وإشاعة الأمل والتفاؤل.. راح هؤلاء.. يبثون سمومهم.. ويتسابقون على تنفيذ تعليمات أسيادهم.. لكنهم فشلوا فى تخويف المصريين الذين يمتلكون طاقة غير محدودة من العمل والتحدى والأمل.. «فلطالما دقت على الرأس طبول» ولطالما واجه المصريون أزمات وتحديات بل والمستحيل نفسه.. ودانت لهم الدنيا والنصر والعبور.
كل واحد معاه «قرشين» زيادة نسى نفسه.. وبدأ الإساءة والتطاول.. ومع احترامى لا يستطيع حماية بيته.. الفلوس أصابت الناس بالجنون.. حتى زعم البعض أنهم فى مقدمة الدول العظمى أو يحكمون العالم.. وهذه خيالات وأوهام وأضغاث أحلام.. الكبير والعظيم ليس بالكلام.. ولكن بالمحتوى والمضمون والتاريخ والماضى والحاضر والجغرافيا.
الدول العظيمة هى من تصقلها التحديات والأزمات والتهديدات.. واحترفت عبورها.. ليس على مدار 100 أو 50 سنة.. ولكن على مدار ما قبل التاريخ لا أقول 7 آلاف سنة.. لأن مصر هى «أم الدنيا».. هى من يحميها ويرعاها.. وتعهد بأمنها وأمانها رب العالمين.. وقال فيها خير المرسلين إن أهلها فى رباط إلى يوم الدين.. هى أرض الأديان والحضارات.. هى من تجلى عليها الله «عز وجل».. اختارها دونًا عن سائر الكون.. هى أرض الرسالات والأنبياء والصالحين والانتصارات والبطولات.. والخير والنماء.. هى أرض خير أجناد الأرض.. ملاذ المظلومين والمقهورين والضعفاء والباحثين عن الأمن والأمان.. فلا يمكن أن تضام.
 
تحيا مصر
 

تابع مواقعنا