قاوم الاحتلال في معركة قسم الإسماعيلية وحرس السادات في السجن.. أبرز محطات صلاح ذو الفقار في ذكرى ميلاده
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان صلاح ذو الفقار، حيث ولد يوم 18 يناير عام 1926، وتوفي في تسعينيات القرن الماضي عن عمر ناهز 67 عامًا، وعمل ضابطًا في الشرطة المصرية، ثم اتجه إلى التمثيل وقدم العديد من الأعمال الفنية.
ولد الفنان صلاح ذو الفقار يوم 18 يناير عام 1926 في مدينة المحلة الكبرى محافظة الغربية، والده أحمد بك مراد ذو الفقار، كان من كبار رجال وزارة الداخلية، التحق صلاح ذو الفقار بكلية الطب البشري جامعة الإسكندرية، ثم حول أوراقه إلى أكاديمية الشرطة، ليتفوق فيها علميًا ورياضيًا، وتخرج ذو الفقار من كلية الشرطة عام 1946، وكانت مديرية أمن المنوفية أول محطاته للعمل كضابط ثم أصبح مدرسًا في كلية الشرطة.
حياته في الشرطة
عُرف صلاح ذو الفقار بشجاعته، وإيمانه بالحرب ضد الاحتلال لكي يطهر مصر، حيث كان بطلا من أبطال معركة الإسماعيلية عام 1952، وأظهر شجاعته وقوته الحربية ضد الاحتلال البريطاني برغم صغر سنه وقلة خبرته الحربية، وبالرغم من عدد المحتل الكبير صمد ذو الفقار برفقة رجال الشرطة المصرية ضد عساكر قائد الاحتلال أكسهام، وقاوم صلاح وقسم شرطة الإسماعلية عساكر الاحتلال الذين بلغ عددهم 7000 عسكري بالإضافة إلى الدبابات والمدافع، وأثناء المعركة انهارات جدران قسم شرطة الإسماعلية، واستشهد ما يقترب من 50 جنديا مصريا وتبقى 30 منهم صلاح ذو الفقار، وبالرغم من ذلك رفض صلاح وزملاؤه الاستسلام وقرروا المقاومة لآخر لحظة، إذ صنع صلاح وأصدقاؤه ملحمة وطنية تعبر عن شجاعة رجال مصر.
علاقته بالرئيس محمد أنور السادات
بعد عمل صلاح ذو الفقار في مديرية أمن المنوفية انتقل إلى سجن مصر، وكان الراحل محمد أنور السادات أحد المعتقلين في هذا الوقت في سجن مصر، وكان الضابط المكلف بحراسة السادات هو صلاح ذو الفقار، حيث كان ذوالفقار يؤمن ببطولة الراحل محمد أنور السادات، إذ تحدث عن قيام السادات بدور وطني تجاه البلاد، وكان صلاح مقتنعا بذلك بالرغم من اعتقال السادات.
دخوله عالم التمثيل
كان صلاح ذو الفقار يحضر وهو في سن المراهقة بعض جلسات تصوير الأفلام مع إخوته المخرج محمود ذو الفقار، عزالدين ذو الفقار، وشارك في مشهد في عمل من إخراج شقيقه محمود ذو الفقار، وأثناء عمله بالشرطة حاول شقيقه الأكبر عز الدين ذو الفقار إقناع صلاح بدخول عالم السينما، ولكن صلاح كان يعلم أن وزارة الداخلية لن توافق على عمله كممثل، وبسبب إلحاح شقيقه المخرج عز الدين، قدم صلاح طلبا لوزارة الداخلية بخوض بطولة فيلم أمام المطربة شادية، وبالفعل حصل صلاح ذو الفقار على موافقة استثنائية من وزارة الداخلية للمشاركة في هذا العمل.
وبعد نجاح العمل، قدم صلاح ذو الفقار استقالة للعمل من وزارة الداخلية، وبسبب مجهوده الكبير في معاركه ضد الاحتلال الأنجليزي ومشاركته في حرب العدوان الثلاثي على مصر، رقت وزارة الداخلية صلاح ذو الفقار إلى رتبة مقدم وأحالته إلى المعاش المبكر، ثم قدمه المخرج يوسف شاهين في فيلم جميلة عام 1958، وشارك ذو الفقار مع المخرج يوسف شاهين العديد من الأعمال السينمائية أبرزها: الناصر صلاح الدين والناس والنيل.
ثم اختاره المخرج حسن الإمام ليقدم بطولة فيلم بعنوان حب حتى العبادة، وحقق هذا العمل نجاحًا كبيرًا في ستينيات القرن الماضي وبدأ صلاح ذو الفقار يحظى بحب الجمهور، ويشهد عام 1960 الإنطلاقة الحقيقة لـه في عالم التمثيل، حيث قدم العديد من الأفلام السينمائية التي نالت على إعجاب الجمهور وزاد حبهم الشديد له، وكانت أبرز أفلامه: مراتي مدير عام، صباح الخير يا زوجتي العزيزة، الرجل الآخر، مال ونساء، الأسطى المدير، أما أبرز أعماله الدرامية: صابرين، الراحلة، اسألوا الأيام، عودة الروح.
وفاته
رحل الفنان صلاح ذو الفقار بطريقة مفاجأة، حيث توفي أثناء تصوير فيلم الإرهابي، وذلك عام 1993، وحزن عليه الكثير من الوسط الفني والجمهور.
